هل تجرؤ إيران على إغلاق مضيق هرمز وقطع طريق التجارة العالمي؟

مع نهاياتِ الحربِ العراقية الإيرانية بدأت إيران بشنِّ هجماتٍ على ناقلاتِ النفط بغية َحرمانِ العراق جزءا كبيرا من عائداتِ نفطِه ، فقامتِ الولاياتُ المتحدة برفع الاعلام ِالاميركية على الناقلاتِ التي كانت تَرفعُ اَعلاما لدول ٍمحايدة، و تسيير ِفرقاطاتِ صواريخَ موجهة لحماية هذه الناقلاتِ من الهجماتِ الايرانية .. 

صبيحة َالرابعَ عشَر من نيسان عامَ 88 اصطدمت إحدى هذه الفرقاطات واسمُها "يو اس اس صامويل روبرتس" بلغمٍ بحري كادَ انفجارُه أن يغرِقَها قبلَ أن يتمَّ سحبُها ، و بعدَ عمليةِ بحثٍ وتحقيق تبيّن لواشنطن أن اللغمَ إيراني، لتبدأ في غضونِ أربعةِ أيام بعمليةٍ انتقامية أغرقت خلالَها نصفَ الأسطول الإيراني و لا تزالُ ماثلة ًفي الأذهان كدرسٍ أميركي للنظام في طهران .. أطلقَ الأميركيون على العملية العسكرية اسم :

raying Mantis فرس النبي .. نسبة ًإلى الحشرةِ الخضراء الشهيرة ..

من وقتِها تعلّمَ آياتُ الله في طهران و قادة ُحرسِهم الثوري الدرس .. و ظلت صيحاتُهم و تهديداتُهم بإغلاق ِهذا الممر الحيوي بمناسبةٍ و بدون مناسبة مجردَ جعجعةٍ للإستهلاك المحلي .. إلا أنَّ الأمورَ اليوم تغيّرت .. و طهران اليوم هي غيرُ طهران قبلَ ثلاثين عاما ... فهي محشورة ٌفي زاويةٍ يَشتدُّ عليها الطوقُ الاقتصادي يوما بعد آخر منذ إعادةِ العقوباتِ عليها .. إلى إعلان ِترامب إلغاءَ الإعفاءات ِالخاصة بصادراتِ النفطِ الإيراني التي ستُصبح "صفرا" .. وبالتالي حرمانُ إيران من مصدرِ دخلِها الأساسي.. إيران رفعت وتيرة َتهديداتِها ولسانُ حالِها يقول: إن لم أستخدم ِالمضيقَ لن يستخدِمْه غيري .. ضمنَ معادلةٍ فحواها أنه إذا أصرت واشنطن والدولُ الغربية على منع إيران من تصدير نفطِها ، فإنَّ الخيارَ الوحيد المتاح أمامَها عدمُ السماح ِبمرور أي ِناقلةِ نفطٍ من المنطقة ... المنطقة التي بدأت تعيشُ أجواءا مشحونة ًبالتوتر و الجميعُ في الشرق الأوسط يدفعون نحوَ الحرب .. و ربما الإنفجارُ صارَ رهنَ الطلقةِ الأولى التي يسألُ كثيرون هل ستكون بالتوقيتِ الايراني أم بتوقيتِ الولايات المتحدة ؟

-و إلى أي ِمدى هذه الأطرافُ قادرة على تنفيذ تهديداتِها ؟

- هل سيمضي ترامب بتهديداته و هو الذي نفّذ كلَ وعودِه  وتهديداتِه حيال َمختلفِ القضايا و اولُها الانسحابُ من الاتفاق النووي مع طهران ؟

- ماذا لو فعلتها إيران و أقفلت مضيقَ هرمز في وجه التجارةِ العالمية، رداً على حرمانها تصديرَ نفطِها ؟ 

- ألن يؤديَ ذلك لمواجهةٍ أميركية - ايرانية مباشرة ؟ ألن يؤدي تطوّرٌ كهذا الى حربٍ أشملَ مع تهديداتِ طهران بالصواريخ الباليستية على القواعد ِالاميركية في دول الخليج وقد تستهدفُ منشآتِ النفط في هذه الدول؟

- وتبعاً لمثل ِهذا السيناريو الكارثي أين ستقفُ روسيا وأين ستقفُ الصين؟

- أم أن واشنطن ستجدُ نفسَها أمامَ حقيقةِ الالتزام بضبطِ النفس وعدمِ تصعيدِ الموقف، بانتظار إعادةِ فتح ِالمضيق من قبل إيران ؟

- و لكن هل صحيح أن الحديثَ عن اِقفالِ مضيق هرمز هو خرافة لأنه سيوحّدُ العالمَ خلفَ ترامب لضرب إيران ؟

- كيف لإيران المحاصرَة أن تكبحَ جماحَ دورِها الإقليمي، بعدَ تجرِبتِها مع الاتفاق النووي ، كيف لها أن تقفزَ في المجهول وتسلّمَ أوراقَ الضغط التي تملكُها تسليحياً وإقليمياً؟

تقديم: أحمد الريحاوي

إعداد: علاء فرحات

        سليمان عبد المولى

       

ضيوف الحلقة:

د. خطار أبو دياب - أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس - باريس 

د. فايز الدويري – المحلل العسكري والاستراتيجي – عمان 

د. نبيل العتوم - الخبير في الشأن الإيراني - عمان

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات