أورينت تكشف تفاصيل صراع فصائل المصالحة وعلاقته بإسقاط الجنوب السوري

أورينت تكشف تفاصيل صراع فصائل المصالحة وعلاقته بإسقاط الجنوب السوري
كشف مصدر خاص لأورينت نت بأن "صراع النفوذ" بين أحمد العودة قائد فصيل "شباب السنة" وعماد أبو زريق، القائد العسكري في "جيش اليرموك" لم ينته، حتى أن الاحتلال الروسي المتوافق مع الطرفين لم يستطع توحيدهم ضمن مصالح الروس في جنوب سوريا، ولم يأتِ هذا الخلاف بعد استيلاء ميليشيا أسد على المنطقة؛ بل هو خلاف واضح الملامح منذ انشقاق العودة عن "جيش اليرموك" في نيسان 2013.

أشكال الصراع

وبحسب مصدر مقرب  من أبو زريق، فإن الأخير رفض الإلتحاق بالفيلق الخامس الذي  يعتبر أحمد العودة أحد تشكيلاته، ويعرف الفيلق بولائه للاحتلال الروسي، وذلك باعتبار العودة هو صاحب النفوذ الأكبر في صفوف الفيلق، وكان ذلك دافعا لـ"أبو زريق" للعمل لصالح ميليشيا أسد وتحديداً الأمن العسكري بقيادة الضابط لؤي العلي.

يقول المصدر لأورينت نت، إن العودة هو من رفض أن يكون عماد أبو زريق ضمن تشكيلاته، رغم أن خالد المحاميد قد وعد أبو زريق بأن يكون في الفيلق الخامس، وذلك قبل عودة أبو زريق من الأردن، مضيفاً، أن الأمن العسكري لم يمنحه القوة الكافية  ليصبح قادراً على مواجهة العودة في المنطقة، ما دفعه للبحث عن نفوذ في المنطقة وقد يكون لصالح الميليشيات الإيرانية، خصوصا أن أبو زريق يتواجد في معبر نصيب الحدودي.

الصراع العسكري

ووفقاً لمعلومات حصل عليها أورينت نت من مصادر محلية عن انتشار فصائل المصالحات في الجنوب، فإن نفوذ العودة العسكري، يقتصر على بصرى الشام؛ بينما أبو زريق باعتباره كان في تحالف جيش الثورة لا يقتصر نفوذه على قرى الريف الشرقي، حيث يتواجد له موالون في طفس وجاسم والمزيريب وقرى من حوض اليرموك، ويعتبر محمود البردان "أبو مرشد" الذراع الأقوى لأبو زريق في الريف الغربي، ما ينتج عن ذلك قوتان قد تصطدمان قريبا في الجنوب، لتتخلص مليشيا أسد عن طريق هذا الصدام من عناصر الفصائل المصالحة.

وكانت المصادر المحلية أشارت إلى أن هناك ملفات أمنية وعمليات اغتيال وخطف قد نفذت قبل سقوط الجنوب، منها لصالح أبو زريق وأخرى لصالح العودة، أبرزها مقتل أحد عناصر اليرموك المنحدر من بلدة معربة (أسامة المقداد) قد تكون سبباً لإشعال فتيل الصدام.

عماد أبو زريق

اليرموك وشباب السنة

وعرف تشكيل اليرموك بقيادة بشار الزعبي وتشكيل شباب السنة بقيادة أحمد العودة بأحد أهم أعمدة الجبهة الجنوبية، التي شكلت بدعم من غرفة المووك في عمان، وتواجدت مناطق سيطرتهم في قرى وبلدات الريف الشرقي من درعا (من مدينة بصرى الشام حتى نصيب) وبعض الكتائب التي لم تكن تملك قوة في الريف الغربي من درعا.

كيف نشأ شباب السنة بقيادة العودة؟

مع بداية تشكيلات فصائل الجيش الحر في درعا، عمل العودة كقائد كتيبة في ماكان يعرف بـ"لواء اليرموك" بقيادة بشار الزعبي، ليحضى بعدها عن طريق زوج أخته خالد المحاميد بدعم دفعه لتشكيل جسم عسكري خاص به.

وبحسب مصادر أورينت نت، فإن العودة تلقى دعم أكبر من عدد العناصر المنتسبين له، حيث تلقى 60 سيارة دفع رباعي في أول الدورات العسكرية التي خضع لها في الأردن، ولم يكن في تشكيلة إلا 20 مقاتلاً وأسس بعدها كتيبة ليتنقل بالاسماء، لتصبح مؤخراً "قوات شباب السنة" التي كان مركزها مدينة بصرى الشام، بعد أن شارك العودة بتحرير المدينة مع "حركة المثنى الإسلامية" التي بايعت مؤخرا تنظيم "داعش" في حوض اليرموك، ووضع نسيم أبو عرة كقائد شكلي للقوات بغرض أبعاد أحمد العودة عن المشهد العسكري وتوجهه للحقل السياسي ليواجه بشار الزعبي بتيار سياسي مختلف وصراع نفوذ لحسابات مختلفه في المحافل السياسية الدولية.

صورة للعودة وهو يحمل راية فصيل اليرموك

اسقاط الجنوب جزء من الصراع!

يؤكد قيادي سابق في الجبهة الجنوبية (رفض الكشف عن اسمه لاسباب أمنية) قائلاً: "صراع شباب السنة واليرموك، هو أحد أبرز أسباب ما وصل اليه الجنوب اليوم، حتى في المفاوضات التي جرت في الجنوب،=" مشيراً إلى أنه و"أثناء الحملة على المنطقة لم يتوقف هذا الصراع، وكانت أول جولة تفاوض في بلدة خربة غزالة ولم يحضرها العودة وكان مترأس الوفد حينها بشار الزعبي، وكان العودة ما يزال موجودا في الأردن ما دفع العودة لاستهداف مكان الاجتماع بقذائف الهاون بغرض إنهاء المفاوضات وتزعمها في مدينة بصرى الشام وهذا ماحدث فعلاً".

ونوه القيادي إلى أن "الزعبي حضر العديد من جولات التفاوض في بصرى الشام، وكان خلاف اليرموك وشباب السنة أحد الأوتار التي يعزف عليها وفد مليشيا أسد، وتحديداً أن المشادات الكلامية بين العودة وبشار لم تنته حتى في جولات التفاوض، وكان العودة قد دعا ممثلين الاحتلال الروسي وميليشيا أسد لوليمة غداء ولم يدع بشار لذلك دليلاً على احتدام الموقف، رغم أن الشخصيتين كانا يتكلمان باسم المعارضة".

ويرتسم صراع النفوذ في المنطقة بين إيران وروسيا بشكل واضح، خصوصا مع تزايد عمليات الإغتيال التي وثق منها 8 عمليات خلال الشهر الحالي، أخرها إغتيال القيادي ابو النور البردان، وجُل ضحايا هذه العمليات عناصر في فصائل المصالحات، وقد نفذت هذه العمليات بأغراض مختلفة منها لصالح الاحتلال الروسي ضد شخصيات تعمل تحت جناح الإيرانيين وأخرى نفذتها الميليشيات الإيرانية ضد شخصيات تعمل تحت جناح الروس.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات