هل يعاني النظام أزمة داخلية؟ و أين هم داعموه؟

 

في مثل هذه الأيام من عام 1962 صدر العدد الأسبوعي لجريدة الوحدة السورية بعنوان رئيس: "إيجاد حل لفائض البنزين" ..

هكذا كانت سوريا في الماضي قبل انقلاب البعث.. أزمة بنزين فائض .. والدولار ب ليرتين فقط.. جاء البعثيون وانقلب حال البلاد و لم تبقَ أزمة ٌفي العالم إلا وشهدتها  سوريا .. ليصبح امتلاكُ السيارة حلماً للمواطنِ السوري في عهدِ الأسد الأب .. و في عهدِ الابن أصبح الحلم تزويد هذه السيارة بالوقود ..

 

اليوم في دمشق الصامتة قهراً وذلاً طوالَ أكثرَ من نصفِ قرن تحت أحكام طوارئ البعث والأسد .. يقف السوريون في طوابير طويلة ليحصلوا على حصتهم من الحياة.. أمام الأفران ومحطاتِ الوقود و دوائر ِالهجرة والجوازات.. لسانُ حالِهم يقول ، رضينا من الغنيمة بالإياب، ذلك الإياب الذي لم يعد متاحاً هو الآخرُ لأنه مهدّد في كل لحظةٍ بالخطف وحواجز الميليشيات الطائفية.. وهذا ربما غيضٌ من فيض مما يحاك لهذا الشعب وينتظره في المستقبل ِالقريب مع بقاءِ هذا النظام قابعا في قصره بدمشق.. و ألاعيبهُ مع ملالي طهران .. طهران التي كانت تمد النظام بخط ائتمان كان يشكل حبل انقاذ مالي لاقتصاده .. و تزوده بالنفط من دون مقابل، ليقوم ببيعه للسوريين، ما يشكّلُ أحد أهم مصادر دخل النظام.. اليوم طهران قطعت هذا الخط  و راحت تتهم مصر بإغلاق ِ قناة السويس في وجهِ ناقلاتِ نفطِها إلى الأسد .. فالعقوباتُ عليها قوّضت إمكاناتِها وخلقت لها معضلة ً يعجزُ معها الوضعُ الداخلي عن رفدِ التوسع ِالخارجي بالدعمِ اللازم؛ وعلى هذا فقد رأينا كيف اسْتُنْزِفَ النقدُ الإيراني من أجل ِدعم ِالنقد السوري .. وهذا ما لم يعد متاحا لإيران اليوم .. أما النظامُ فيحاول تركيعَ السوريين عبر إلهائهم بأوجاعِهم.. وبمضاعفةِ مرارتِهم .. من خلال ِالتضييق ِعليهم في كل سبل ِالحياةِ بذريعةِ الحصار والعقوبات.. تلك التي إلى الآن لم تمس إلا الشريحةَ المقربة َ منه ..

 

- فإذا كانت طهران معاقبة, أين هي روسيا صاحبة أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم ؟

- هل صحيح أن هناك أطراف عربية تشارك فيما يسميه النظام الحصار؟

- و إن كانت طهران تتهم القاهرة بإغلاق قناة السويس أمام سفنها ، لماذا لاتوصل النفط براً عبر العراق ؟ حيث الطريق البري مفتوح على مصراعيه ؟

- ما الذي استجدَّ حتى يتهمَ النظام مصر بإغلاق قناة السويس وهي التي يمر عبرها مختلف أشكال الدعم له من حليفه الإيراني ؟ أم أنها محاولة منه لتغطية فشله الداخلي ؟

- ولكن من قال إن المشكلة مشكلة بنزين ؟ أليست المشكلة الحقيقية هي في هذا النظام الذي أوصل البلاد إلى الانهيار ؟

- عن أي عقوبات يتحدث النظام والعقوبات إلى الآن لم تشمل سوى أعوانه والمقربين منه .. ولا اعتراف حتى الآن بعقوبات دولية على النظام كما كان يحدث في العراق إبّان حكم صدام حسين ؟

- أليس الحديث عن عقوبات اقتصادية هو أكبر خدمة للنظام ؟ ويتيح له الذريعة لمعاقبة السوريين وإهانتهم وتجويعهم وتركيعهم ؟

- هل تأثر بشار الأسد وحاشيتُه بالعقوبات في شيء ؟

 

تقديم: أحمد الريحاوي

إعداد: علاء فرحات

       سليمان عبد المولى

 

ضيوف الحلقة:

مصطفى السيد – الكاتب الاقتصادي – برلين

د. طارق فهمي – أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية -  القاهرة

عبد الرحمن عبارة - المحلل السياسي – عمان

د. فراس شعبو – الخبير الاقتصادي – اسطنبول

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات