إصابة محصول القمح في الجزيرة السورية بآفة ينذر بكارثة (صور)

إصابة محصول القمح في الجزيرة السورية بآفة ينذر بكارثة (صور)
أدت الهطولات المطرية الغزيرة على منطقة الجزيرة السورية، إلى إصابة محصول القمح بمرض "الصدأ" أو "الاصفرار" ما ينذر بتدني حجم الإنتاج لهذا العام وينذر بكارثة غذائية، سيما وأن المنطقة تفتقر لكل وسائل الوقاية الزراعية.

وبالرغم من أن المزارعين في الحسكة استبشروا خيراً في بداية الموسم مع هطول أمطار على مناطقهم؛ لكن القلق على المحصول آخذ يتملكهم، نتيجة زيادة كميات الأمطار واستمرار سقوطها حتى هذه الأيام، الأمر الذي زاد نسبة الرطوبة التي تشكل البيئة المناسبة لانتشار الأمراض إلى جانب اختناق النباتات، بسبب توقف المياه في مساكب المحاصيل وخطوطها.

ويؤكد المزارع "أبو عزيز" لأورينت نت، أن حقل القمح الذي يملكه في منطقة رأس العين مصاب بمرض الصدأ، الذي يصيب ساق النبات وأوراقها، رغم أنه كان بحالة جيدة جدا بداية الموسم، مبيناً أن المزارعين في المنطقة خسروا الكثير، نتيجة إصابة الحقول بهذا المرض عام 2010.

ويقول المزارع، إنه راجع العديد من الصيدليات الزراعية، فلم يجد الدواء لمكافحة المرض، وحسب المهندسين الزراعيين الذين يديرون هذه الصيدليات، فالمرض ظهر حديثا ولا تتوفر أدوية أو مبيدات في الأسوق لمعالجته حتى الآن.

ويقف الرجل والكثير من المزارعين عاجزين عن مكافحة هذا المرض الذي يلتهم حقول القمح، وسط انعدام أي دور للإرشاديات الزراعية في المحافظة. 

كما أن كثيراً من حقول القمح والشعير في محافظة الرقة أصيبت أيضاً بمرض "الصدأ الأصفر"، نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت في جميع أرجاء المحافظة وخاصة الريفين الغربي والشمالي.

صورة لإصابة السنابل بالمرض

ما هو مرض الصدأ؟

وحول طبيعة هذه الآفة، يقول المهندس محمد الهاشمي لأورينت نت، إن "الصدأ" مرض فطري، يصيب انيجيليات الموسم، وتلحق بالمحاصيل أضراراً تتراوح بين فقد جزئي إلى خسائر أكبر في حال توفر الظروف الملائمة لانتشار ونمو الفطر، حيث يصيب المرض السطح العلوي للأوراق وأغلفة السنبلة ويصل إلى الحبوب وغمد الورقة، ويتجدد الفطر بواسطة الطور اليوريدي وتتكشف على الخطوط، كما أن البيئة المناسبة لانتشار المرض هي درجات الحرارة ما بين (10ــ20) إضافة إلى الجو الرطب والمطر المتقطع والرياح.

وبحسب المهندس الزراعي، هناك العديد من العوامل التي تساهم في انتشار هذا المرض، حيث تلعب الرطوبة دوراً هاماً في استفحال هذه الآفة، فلا تقوم الرطوبة بتحفيز العصارة وزيادة نمو العائل النباتي فحسب، وإنما تزيد قدرة الفطور على التبوّغ وتسهل عملية تحرر الأبواغ، وتمكنها من الإنبات (تتكاثر).

وبالتالي، فإن تواجد مستويات عالية من الرطوبة، يسمح لهذه المتغيرات أن تحدث بشكل مستمر ومتكرر، ما يؤدي لحدوث الوباء، أيضاً تلعب الحرارة دوراً هاماً في نمو الصدأ، حيث يحدث الوباء عادةً عند درجات حرارة أعلى أو أقل من الدرجة المثالية لنمو النبات.

وعن أعراض المرض، بين الهاشمي، أن المرض يظهر على شكل بثرات مسحوقية صغيرة ومستديرة الشكل، صفراء اللون مرتّبة في خطوط طولية ومتوازية مع محور الورقة، وعند مسحها باليد تترك أثراً أصفر عليها، كما تظهر البثرات "اليوريدية" داخل القنابع في السنابل، ثم تتحول إلى بثرات تيليتية في آخر الموسم، وهي ذات لون بني مسود ومغطاة ببشرة العائل وتحدث الإصابة عن طريق "الأبواغ اليوريدية" التي تحملها الرياح من مناطق بعيدة عن طريق الهواء.

صورة توضح اختناق أوراق القمح وموتها جراء الإصابة بالصدأ

مكافحة المرض

يكافح مرض الصدأ الأصفر عن طريق زراعة الأصناف المقاومة لهذا المرض من الاقماح، وعند حدوث الإصابة في الظروف الجوية المختلفة، من رطوبة جوية ودرجات حرارة ملائمة، فيجب الرش بالمبيدات المتخصصة مثل: "بايفيدان وستروبي وفلنت وكوليس وسكور وامستار" بحسب المهندس.

يذكر أن صدأ القمح قد انتشر في عام 2010 في مناطق شرق سوريا، وأدى إلى انخفاض الانتاج بنسبة قد 80 بالمئة.

وتبلغ المساحة المزروعة بمحصولي القمح والشعير بشقيه المروي والبعلي في محافظة الحسكة 910 آلاف هكتار لعام 2019، ويتركز الجزء المروي على جانبي الأنهار والأودية، ما جعلها تتضرر من الفيضانات الأخيرة التي سببتها الأمطار الربيعية الغزيرة، وفتح سدود منطقتي القامشلي والمالكية شمال شرق المحافظة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات