مسؤول أمريكي سابق: أخطأنا في سوريا وأوباما لم يحترم "خطه الأحمر"

مسؤول أمريكي سابق: أخطأنا في سوريا وأوباما لم يحترم "خطه الأحمر"
كشف نائب وزير الخارجية الأميركي الأسبق، ويليام بيرنز، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" عن أبرز الأخطاء والتخبطات التي ارتكبتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، فيما يتعلق بالملف السوري.

وقال بيرنز، إن عدم رد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على تجاوز دمشق - يقصد نظام أسد - "الخط الأحمر" في نهاية 2013 (أي بعد ارتكابه مجزرة الكيماوي في الغوطة) أثر سلباً على نفوذ أميركا ودورها في العالم، لافتاً إلى ضرورة تحلي واشنطن بالواقعية إزاء التعاطي مع الأزمة السورية؛ لأن السنوات السابقة "وضعنا أهدافاً كبيرة من دون توفير الأدوات لتحقيقها".

خدمة لبشار الأسد

وأشار بيرنز في حديثه للصحيفة إلى أن قرار الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل "خلق مشكلتين: الأولى، خدمة لبشار الأسد وإيران وروسيا، فبدلاً من الحديث عن إراقة الدماء في سوريا، يجري الحديث عن مقاومة الاحتلال. والمشكلة الثانية، تتعلق بعدم جواز كسب أراضي الغير بالقوة. هذا مبدأ دولي. المشكلة: ماذا ستقول لبوتين عن ضم القرم إلى روسيا".

وفي سؤال للصحيفة يقول: "بوتين ساهم في إعادة القوات الدولية لفك الاشتباك (أندوف) إلى الجولان، وساهم في إعادة رفات جندي إسرائيلي، كيف تشعر حالياً، خصوصاً أنك ساهمت في المفاوضات السورية - الإسرائيلية؟ هل تعتقد أن روسيا تحل محل أميركا في الملف السوري؟" أجاب "لا أظن أن البحث يتناول قضايا شاملة. الروس يبحثون في مسائل محددة، ويستعملونها لأسباب دبلوماسية. الدبلوماسية الروسية هي بارعة أحياناً".

بوتين استفاد من أخطائنا في سوريا

يقول نائب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق: "دائماً مطلوب المواءمة بين الأهداف والأدوات. نحن وضعنا في إدارة الرئيس باراك أوباما أهدافاً عالية؛ لكن لم نستخدم الأدوات في أيدينا. انظر ما فعله بوتين في نهاية 2015، القليل من الموارد العسكرية والمالية؛ لكنه استعملها بطريقة مقررة لتحقيق هدف معين. أما نحن، لو أخذت ما استثمرنا به خلال فترة بين 2011 و2015، لوجدته كثيراً؛ لكن قمنا به بطريقة غير فعالة".

وأضاف "قلنا إن على الأسد الرحيل، ثم وضع الرئيس أوباما الخط الأحمر؛ لكنه لم يحترمه" مشيراً إلى أنه "عندما يضع الرئيس الأميركي خطاً أحمر يجب أن يحترم ذلك. كنت معه تماماً في عدم التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط؛ لكن رأيي وقتذاك ورأيي الآن، هو أنه عندما نضع خطاً أحمر للنظام السوري، فيجب أن نرسل رسائل واضحة ونعاقبه (إذا تجاوز ذلك) للقول بوضوح، إنه لا يجوز تجاوز الخط الأحمر. هذا ما كان يعني أننا كنا سنتورط في حرب واسعة لتغيير النظام؛ لكن كنا دافعنا عن مبادئنا في العلاقات الدولية".

وحول ما جرى من تفاهم أميركي - روسي في نهاية 2013 لنزع السلاح الكيماوي من سوريا، والامتناع عن توجيه ضربة لنظام أسد، قال بيرنز : "نعم، وهذا أمر جيد؛ لكن ليس لدينا أي شك أن ذلك (عدم توجيه ضربات بعد تجاوز الخط الأحمر) أثر على بريستيج (نفوذ) أميركا، ودورها في العالم".

لا عصا سحرية لسوريا

وعن رؤيته للحل في سورية، قال: "أكيد لو كانت لدي عصا سحرية لتمنيت نظاماً آخر مستجيباً لمطالب الشعب السوري. لم تكن لدي أي أوهام حول النظام السوري؛ لكني أعرف أن روسيا وإيران مستعدتان لتقديم كثير من الدعم للنظام. في المدى القصير يجب أن نركز على خفض التصعيد ومنع حصول صدام بين القوى الخارجية. يجب تلبية المساعدات الإنسانية، ويجب عدم قطع المساعدات. ربما نحاول استعمال إعادة الإعمار كأداة ضغط للوصول إلى انتقال سياسي بمعنى ما، للوصول إلى نظام وإصلاحات. أنا واقعي في هذا السياق".

محاربة إيران

وفي رده على قرارات إدارة ترمب بالإبقاء على 400 جندي، أجاب "لدي كثير من الاحترام للجيش الأميركي. من المهم استعمال هذا الوجود كأداة تفاوض ضد إيران، ولدفع تركيا والأكراد لتفاهم، لكن يجب أن نكون واقعيين" وأكد "ليس لدي أي وهم حول النظام الإيراني وتهديداته لشعب إيران وحلفائنا؛ لكن لا بد من الواقعية حول تأثير الـ400 جندي.

وكشف بيرنز أنه "خلال مفاوضات القناة الثانية التي شارك فيها، وهل جرى طرح الملف السوري أو دور إيران الإقليمي" بأنه "على هامش المحادثات، تم طرح الموضوع؛ لكن المفاوضات كانت تركز على البرنامج النووي. في بعض الأحيان، عندما أمضينا ساعات سوياً، تحدثنا عن أمور إقليمية" وأضاف "المشكلة أنه كان لديها حلفاء عالميين، أي أوروبا والصين وروسيا، لذلك استعملنا الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق نووي. لسنا في العالم المثالي؛ لكننا حققنا شيئاً. وأعرف أن بعض الدول لم تكن مرتاحة للاتفاق. كما أن هناك دولاً لم تكن مرتاحة لعدم التزام أوباما وعده بالخط الأحمر".

وأكد أن العقوبات الحالية تضغط على إيران، قائلا: "هي تؤثر؛ لكني لا أعتقد أنها ستؤدي إلى تغييرات كبرى واستسلام النظام ورفع الراية البيضاء".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات