استياء تركي من تغريدة لـ يلدرم حول السوريين.. ما المقصود منها؟

استياء تركي من تغريدة لـ يلدرم حول السوريين.. ما المقصود منها؟
عبّر المئات من المواطنين الأتراك، من بينهم أنصار لحزب العدالة والتنمية الحاكم، عن استيائهم جرّاء تغريدة لـ بن علي يلدرم رئيس الوزراء السابق، ومرشّح الحزب الحالي لرئاسة بلدية إسطنبول، استهدف من خلالها السوريين المتواجدين في الولاية.

ونشرت صفحة خاصة بـ يلدرم معروفة بـ "مكتب اتصالات بن علي يلدرم" والمكتوبة باللغة التركية "Binali yıldırım iletişim ofisi" تغريدة على تويتر جاء فيها: "في حال زعزع السوريون استقرار أهالي إسطنبول، وتسبّبوا بمشاكل أمنية، وخلخلوا النظام وأثروا بالحياة الطبيعية سلبا، لن يتم السكوت عن ذلك، لا يمكننا التسامح في هذا الصدد على الإطلاق، إذ نرسلهم إلى بلادهم مرة أخرى، لأن الأصل بالنسبة إلينا هو استقرار سكّان إسطنبول".

اعتراض على التغريدة

وانهال سيل من التعليقات لمواطنين أتراك -بعضهم من أنصار العدالة والتنمية نفسه- على التغريدة، عبّروا فيها عن رفضهم لاستهداف السوريين، وتحويلهم لورقة سياسية.

وقال أحد المغردين الأتراك: "الجريمة فردية، وفي حال تمّ ارتكاب جريمة فالمرتكب هو المسؤول، ولا يمكننا أن نلقي بتبعية جريمة فردية على مجموعة أو فئة بالكامل، أحزنتمونا سيدي بهذه التغريدة".

وأضاف آخر "كم هو تصريح مخيف، كم هي نبرة عنصرية، كم هو لسان لادغ، وكم هو تصريح جاهل، سكّان إسطنبول ليسوا هم الأصل، الإنسان هو الأصل".

بدورها، صفحة معروفة باسم "شباب العدالة والتنمية" قالت "لا مكان لمثل هذا التعميم في قضيتنا وحياتنا، سماع مثل هذه الكلمات من مسؤولينا المسلمين يجرحنا بعمق، ومن الواضح أنّ هذه الكلمات تصب في خدمة غايات أخرى،  ونحن على ثقة بأنّ سيادة الرئيس أردوغان لن يبقى صامتا حيال فكركم هذا".

ورقة انتخابية!

وأكد الخبير بالشأن التركي محمود عثمان لأورينت نت أنّ المسألة السورية حاضرة بقوّة في الانتخابات المحلية المزمع عقدها في الـ 31 من الشهر الجاري، موضحا أنّ هذه الانتخابات وعلى الرغم من أنّها خاصة بالبلديات إلا أنّها اتخذت صبغة سياسية أكثر منها صبغة خدمية.

ولفت عثمان إلى أنّ وجود 3.5 مليون سوري فوق الأراضي التركية كفيل بتحوّلهم إلى مادة دسمة يتمّ استخدامها وتوظيفها سواء مع أم ضد في الانتخابات، قائلا: "السياسيون عادة لا يوفرون أي شيء في معاركهم الانتخابية، المعارضة تناولت مسألة السوريين على أنّها نقطة ضعف الحزب الحاكم، وكان لتواجد السوريين في تركيا منذ 8 سنوات بعض الآثار السلبية بالنسبة إلى المواطنين الأتراك، والمعارضة حاولت توظيف ذلك ضد العدالة والتنمية، وخصوصا لدى القوميين منهم، ما دفع بالحزب الحاكم ليأخذ موقف المدافع عن السوريين، ودليل ذلك وجود 3.5 مليون سوري في تركيا.

وتابع في السياق نفسه "يلدرم في تصريحه هذا يريد أن يقول نعم نحن استقبلنا اللاجئين الهاربين من الحرب وفتحنا لهم الأبواب، ولكننا لن نتسامح مع من يخالف القوانين منهم، وسنرميه خارج الحدود في حال ارتكاب الجرائم ومخالفة القوانين، وهذا مما لا شك فيه خطاب عالي الوتيرة وحاد، ولربما جاء للتماهي ولإبطال حجج المعارضة التي لا تفتأ تصرح بأن السوريين يشكلون عبئا، ولكن نراه خصص المخالفين للقانون منهم، فمن يلتزم بالقانون غير معني بهذا الخطاب، وهي عبارة قاسية وخارجة عن النطاق الدبلوماسي، ولكن فيها دغدغة للناخب التركي، ومحاولة لسحب الذريعة من أحزاب المعارضة لكي لا يستخدموا السوريين كورقة ضغط على الحزب الحاكم".

وأضاف عثمان بأنّ التصريح رسالة واضحة للناخب التركية وغير موجّه للسوريين، مشيرا إلى أنّ الكثيرين من أتباع النوايا الخبيثة يستغلون نشر هذه التصريحات في غير مسارها، من خلال التلميح على أنّ أيام السوريين باتت معدودة في تركيا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات