المونيتور: لماذا يمتنع بشار عن حضور أبرز منتدى اقتصادي روسي؟

المونيتور: لماذا يمتنع بشار عن حضور أبرز منتدى اقتصادي روسي؟
أشار تقرير لموقع " المونيتور" إلى احتفال روسيا في 18 آذار بما تعتبره الذكرى السنوية الخامسة لعودة شبه جزيرة القرم إلى الوطن، وهو اليوم الذي قامت به موسكو بغزو شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا.

وتلعب القرم منذ انضمامها لروسيا دوراً مهما في الأنشطة الخارجية الروسية، حيث تحولت لمكان لاستضافة الأحداث الدولية مثل "منتدى يالطا الاقتصادي الدولي الخامس"، والذي يقام من 17 إلى 21 نيسان.

برنامج المنتدى لا يتضمن زيارة بشار الأسد، على الرغم من الفرصة النادرة التي يمثلها له للخروج من سوريا ولقاء شخصيات رسمية، حيث أكد سفير النظام في سوريا رياض حداد، أن بشار لن يحضر، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إن "الشركاء السوريين قد نالوا حيزاً أساسياً" من الدورة الأخيرة للمنتدى؛ إلا أن تمثيل سوريا كبلد مرة أخرى عائد على الأسد شخصياً.

واستغرب التقرير من عدم نية رأس النظام التوجه إلى المنتدى في الوقت نفسه الذي تقوم به موسكو بحملة علاقات عامة منذ شهور تشارك بها وسائل الإعلام والمدونات الروسية حول أهمية المنتدى.

تأكيدات على حضوره

في تشرين الأول، دعا رئيس وزراء القرم، سيرجي أكسينوف، والذي يرأس وفد المنطقة لدمشق، الأسد شخصياً لحضور المنتدى وبعد ثلاثة أشهر، قال أحد المسؤولين هناك، إن بشار الأسد أعلن عن رغبته في زيارة شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول.

وقال ديميتري سابلين، منسق "لجنة العلاقات البرلمانية الروسية السورية" وذلك أثناء زيارة له إلى دمشق، إن الأسد أشار إلى العطلة التي أمضاها أبناؤه في 2017 ضمن مخيم صيفي للأطفال في القرم، يدعى "أرتيك"، وشرح للوفد كيف تعرف أبناؤه على أصدقاء روس جدد وأعرب عن رغبته بزيارة شبه جزيرة القرم.

وفي منتصف شباط، أكد أندري نزاروف، مالك ومؤسس "منتدى الأعمال الروسي"، أن قائمة المشاركين تشمل الوفد السوري برئاسة بشار الأسد ووفد فرنسي برئاسة ماري لوبان، الأمر الذي تم تأكيده لاحقاً من لجنة تنظيم "منتدى يالطا".

ورفضت لوبان المشاركة خشية من حدوث بلبلة قبل انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر إجراؤها في أيار. 

وتروج روسيا للمنتدى الذي تأسس في 2015 بغرض تحويله لمنصة عالمية للأعمال، حيث يشكل وجهة للعدد من الشخصيات الأجنبية الشعبوية والأوروبية اليمينية وشخصيات من آسيا وأفريقيا.

فشل النظام

في الدورة الأخيرة للمنتدى، نوقشت أعمال إعادة الإعمار، وتم توقيع أكثر من 70 اتفاقية ومذكرات تفاهم بقيمة 2.4 مليار دولار من ضمنهم 984 مليون دولار كمبلغ للتعاون بين القرم ونظام أسد.

ومع ذلك تفتقر هذه المشاريع لعنصر النجاح. مثل التفاهم الموقع بين ميناء سيفاستوبول وميناء طرطوس. كان من المفترض أن تشحن الحبوب ومواد البناء والسيارات إلى سوريا. في المقابل، ترسل طرطوس الفواكه والخضروات إلى روسيا.

ما حدث، بحسب التقرير، وصول فاكهة غير صالحة للبيع والاستهلاك إلى روسيا، وذلك بسبب أخطاء في التخزين ارتكبها موظفو النظام، ولم يستطع النظام الالتزام بوعوده، بسبب فقدان الأراضي الصالحة للزراعة نتيجة الحرب، حيث تحولت سوريا التي كانت دولة مصدرة للحبوب، إلى دولة مستوردة.

وألغى النظام صفقة لشراء مليون طن من القمح الروسي، ليتم الإعلان فيما بعد عن عقد جديد لتوريد ثلاثة ملايين طن، وذلك خلال الثلاث سنوات القادمة، بدون أن تذكر تفاصيل طريقة الدفع.

لماذا لن يحضر؟

المفاجئ، إعلان صحيفة " كوميرسانت" تصدير 105.6 طن من الحبوب إلى سوريا عبر القرم في 2017 وتصدير 68.9 طن في 2018، هذا يعني أن السلع هذه ليست تابعة للقرم، بل يتم شحنها من موانئ روسية أخرى، وإخفاء هوية الموردين الأساسيين لتجنب العقوبات.

ويرى التقرير، أنه وبالنظر إلى المعاملات الاقتصادية الكبيرة، يبدو غير مفهوماً عدم حضور الأسد، خصوصاً أنه ممنوع من الرحلات الخارجية، ولا يواجه أي مخاوف أمنية يتم تقديمها كذريعة لعدم حضوره. ومن الصعب تفسير إصراره على الحضور أمام الوفود الروسية في الوقت الذي يتم فيه لاحقاً نفي حضوره بشكل شخصي.

ماعدا فإن زيارته الرسمية، كانت ستسمح لـ (الأسد) بالقول، إنه لا يقوم بزيارات سرية فقط لإيران وروسيا؛ بل يمكنه الحضور في قمة رسمية لأول مرة على أراضي تعتبر روسية.

والجدير بالذكر، أنه غير ملزم بتوقيع أي اتفاقيات جديدة، خصوصاً أن تلك الموقعة سابقاً لم تدخل حيز التنفيذ إلى الآن، مما يزيد الشكوك حول عدم حضوره بعد أن فشل بالحفاظ على سيادة بلده، وتجنب زيارة الأراضي الخاضعة تماماً للسيطرة الروسية.

لقراءة التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات