أورينت تفتح ملف التعليم في مدينة عفرين

أورينت تفتح ملف التعليم في مدينة عفرين
يبذلُ (سلار) وهو طالب في الصف السابع، من ريف مدينة عفرين، جهوداً مضاعفة ليحافظ على مستواه الدراسيّ المتميّز، إذ أّنه يعاني من ضعف في اللغة العربية كتابةً ونطقاً، ما يرتّب عليه صعوبات إضافيّة خلال تعلّمه من المنهاج المدرسيّ المعدّ باللغة العربيّة، خلافاً لما تلقّاه في السنوات الماضية. 

أربع لغات

تجمع المدارس اليوم في مدينة عفرين وريفها، طلاب عرب وكُرد على مقعد دراسيّ واحد، بعد أن وصلت آلاف العائلات المهجّرة من الغوطة الشرقيّة وباقي المناطق السوريّة إلى منطقة عفرين واستقرت فيها، إذ أنّ مدارس المدينة عادت لتجمع الطلاب المهجّرين مع أبناء المدينة الكُرد، يتلقّون فيها منهجٍ دراسي واحد يشمل اللغات العربيّة، الكرديّة، الإنكليزيّة وكذلك التركيّة، بحسب "سامي الدريد" وهو مدرّس في إحدى مدارس مدينة جنديرس بريف عفرين. 

ويوضح "الدريد" في حديث لأورينت نت، أنّ المدارس في المنطقة، عادت لتدرّس المنهاج التعليمي السوريّ، الذي نقّحته "الحكومة السورية المؤقتة" من المنهاج السوريّ ذاته، بعد أن غيّبته "الميلشيات الانفصاليّة" قسراً لأكثر من 4 سنوات، وفرضت منهاجها الخاصّ في مناطق سيطرتها، مشيراً إلى أنّ الطلاب العرب والكرد على حد سواء، يواجهون صعوبات في تلقي المنهج المتعدد اللغات. 

ويتابع حديثه: "شهدت المدارس عقب عمليّة غصن الزيتون، تعافياً سريعاً وملفتً وافتتحت أبوابها لجميع الطلاب المهجّرين مع أبناء المنطقة خلال فترة قياسيّة، نتيجةً لجهود مؤسساتيّة وتوافر الكوادر والدعم اللوجستيّ لها". 

صعوبات بالغة 

ويواجه الطلاب من أبناء مدينة عفرين "صعوبات بالغة" في فهم اللغة العربيّة ونطقها وكتابتها، خلال العملية التعليمية، وخاصةً طلاب المرحلة الإعداديّة، الذين لا يعرفون من اللغة إلا القليل، حيث اعتمدت مناهجهم الدراسية المفروضة من الميلشيات الكردية في السنوات القليلة الماضية على التدريس باللغة الكُرديّة فقط، وفقاً لـ"الدريد"، ويُضيف: "نتعامل في العملية التعليمية، مع طلاب شبه أمّيين في اللغة، يفتقرون لأبسط مفرداتها، ما يصعّب التحصيل العلميّ عليهم، ويكلفهم وقتاً مضاعفاً أيضاً، يجعلهم متأخرين عن باقي الطلاب الآخرين". 

ويشير المدرس إلى أنّ "الصعوبات لا تقتصر فقط على الطلاب، إنّما أيضاً على المدرسين، الذين يبذلون جهداً إضافيّاً تماشياً مع حالة التنوّع التي تعيشها المدارس، إذ أنّ الحصة الدراسيّة التي تستغرق ساعة، قد تحتاج لساعتين أو أكثر لضعف استيعابها من قبل الطالب، باعتبار أنها من لغة مغايرة تماماً للغته الدراسيّة السابقة وللغة مجتمعه وأسرته" موضحاً أنّ العام الدراسي سبقه دورة مكثفة لتعليم مبادئ اللغة العربيّة، لكن لم تفِ بالغرض، فالمسألة تحتاج لمزيد من الوقت، كما يقول.

ويختم: "تنوّع اللغات عموماً في المدارس، على الرغم من المتاعب المترتبة على الطّالب، تحيي ثقافات ومفاهيم جميع المكوّنات في المدينة، دون أن تقصي أحداً، وهو مؤشر إيجابيّ لازدهار المنطقة".  

التركيّة.. لغة جديدة 

إلى ذلك، تعتبر اللغة التركيّة لغة جديدة على الطلاب العرب والكُرد على حد سواء، وأيضاً على النظام التعليمي في المدارس السوريّة في منطقتي "درع الفرات"، و"غصن الزيتون" إلّا أنّها تشهد إقبالاً جيّداً، وكذلك قبولاً من قبل الطلّاب. 

ويعتبر "عليّ" وهو مدرس لغة تركيّة في ريف عفرين، أنّ اللغتين التركية والكردية متقاربتان في بعض الأساسيّات والمفردات، ما يسهّل الطريق أمام الطالب الكرديّ في تعلّمها، لكن أبرز ما يتسم فيه تعلم التركيّة، على حد قوله، أنّ العلاقة فقط بين الطالب وأستاذه، ولا سبيل للأهل على أبنائهم في مساعدتهم في تعلمها، لجهلهم في اللغة وضعفهم فيها. 

وكان "علي" من عشرات المدرّسين ممن استقطبتهم الحكومة التركيّة، بهدف تأهليهم في دورات متخصصة لتعليم وتدريس اللغة التركيّة، ووزّعتهم على مختلف المدارس في مناطق عفرين ومحيطها، بالإضافة إلى مدن وبلدات منطقة "درع الفرات" شمال حلب، حيث بدأ عليّ قبل شهرين بشكل رسميّ مهامه في تدريس اللغة التركية في إحدى مدارس عفرين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات