ما الرسائل التي تريد مظاهرات درعا إيصالها لنظام أسد وداعميه؟

ما الرسائل التي تريد مظاهرات درعا إيصالها لنظام أسد وداعميه؟
أربكت مظاهرات أهالي درعا البلد التي خرجت أمس الأحد ضد محاولة نصب صنم حافظ الأسد مجدداً النظام - وفقاً لناشطي المحافظة - والتي قابلها الأخير بما سماه مسيرات مؤيدة له.

وكان الأهالي خرجوا بمظاهراتٍ انطلقت من ساحة المسجد العمري لتجوب شوارع درعا البلد، وصولاً لمقبرة الشهداء حيث طالب المتظاهرون بإسقاط النظام، ورفضاً لإعادة تمثال حافظ أسد "لساحة تشرين" في درعا المحطة، كما استنكر المتظاهرون مجازر مليشيا أسد في إدلب، منادين "يا إدلب درعا معاكي للموت".

ما هدف النظام؟

وقال الناشط علي المصري لأورينت نت، إن المظاهرة تشير إلى نسف رواية النظام حول حقيقة سيطرته على المنطقة الجنوبية، التي ما تزال تشهد مظاهرات واحتجاجات شعبية ذات سقف عالٍ تطالب باسقاط النظام ورفض السطوة الأمنية على الشعب وانعدام الإصلاحات الحقيقية التي تخدم الشعب.

وأشار المصري إلى أن "توقيت المظاهرة جاء بالتزامن مع مسيرة مؤيدة أطلقتها أجهزة النظام، احتفالا بإعادة نصب تمثال حافظ الاسد، لتؤكد المظاهرة على رفض أهالي درعا تقديس عائلة الأسد وربط سوريا بالأسد" منوهاً إلى أن "النظام يريد توجيه رسالة من إعادة نصب التمثال، مفادها أن عائلة الأسد هو الخيار الوحيد الذي ينتظر السوريين في مناطقها، وأن تقديسه واجب على كل من يرغب بالبقاء في كنف هذه الدولة".

وأكد المصري لأورينت نت "حرص النظام على اختيار هذا الوقت ليقطع على الأهالي فرصة التحرك ضده في ذكرى انطلاق ثورتهم، من خلال ترسيخ صورة لديهم بعد نصب التمثال، أن ثورتهم فشلتهم وأن الأمور عادت إلى مجاريها كما كانت قبل عام ٢٠١١، لكن استفزاز النظام للأهالي أفشل مخططه ودفعهم إلى التظاهر والاحتجاج على نصب التمثال".

رسالة تحت الرماد

بدوره، قال الناشط محمد فارس - أبو المجد : "ما شهدناه اليوم هو تعبير بمنطق اليوم الأول للثورة السورية، وكانت التظاهرات بمثابة رسالة تحت الرماد، بسبب تجاوزات النظام وعقليتة التي ثبت بأنها لن تتغير بعد كل هذه السنوات، وهذا طبيعي مع ازدياد الخلل بمنظومته المفككة في ظل ضياع السيادة والاعتماد على شخصيات وكيانات سطحية وساذجة مازالت تختصر الوطن بواجب التصفيق والتطبيل للديكتاتور". 

وعن دور قادة "فصائل المصالحة" في مظاهرة درعا البلد، أكد أبو المجد أنه "من الواضح اليوم بأن دور قادة الفصائل المصالحة أنقسم بين المضطر للمشاركة في هذا الحراك، باعتباره الحدث الذي تمرّد حتى على توقعاتهم، فكان عليهم الحفاظ على التوازن البسيط لموقفهم بين الثوار من جهة وبين نظام الأسد من جهة أخرى، في حين كان موقف الأغلبية منهم التزام الصمت والارتباك الذي لايفارقه الخوف باعتبارهم الضامن، لعدم ظهور أي حراك أو نشاط ثوري جديد من خلال الاتفاق الذي أبرموه مع النظام".

وعن توقعات اتساع رقعة المظاهرات جنوب سوريا، قال أبو المجد: "من الواضح جداً بأن بعبع الخوف لم يعد موجوداً عند السوريين بشكل عام، والملاحظ بأن هناك احتقان كبير ضد سياسة النظام أمام تنصله من كل مسؤولياته، أهمها التهرب من الكشف عن مصير المعتقلين، وعدم وجود أي بادرة للإيفاء بالوعود، فضلاً عن التضييق و الاستفزازات المستمرة التي تعود بسورية للخلف مع تدهور كل أسباب الحياة للمناطق التي أصبحت تحت سيطرته". 

ويختم الناشط حديثه لأورينت بالقول: "كل ذلك يقود لنتيجة واحدة مفادها بأن هذه العدوى الحميدة ستنتقل لمناطق أخرى، باعتبار العوامل والظروف وحتى رسائل السوريين واحدة".

"ضفادع" بين المتظاهرين.. لماذا؟

ويذهب في هذا السياق، الإعلامي هاني الحريري، مؤكداً  أن مظاهرات درعا البلد ستجعل النظام وميليشياته "تعيد النظر في سلوكها" ووقف تجاوزاتها قائلاً: "لن يتوقف النظام عن تجاوزاته، لأنه لايوجد عهد وميثاق له، والأمثلة كثيرة آخرها اعتقال العديد من الشخصيات الذين تمت تسوية أوضاعهم".

ولفت الحريري إلى "نقطة مهمة" على حد وصفه، والتي تتمثل في "أن قادة المصالحات هم  من باعوا حوران قبل 9 أشهر، ووجودهم بين المتظاهرين يجب أن يطرح الكثير من إشارات الإستفهام" في إشارة لمحاولتهم امتطاء موجة الاحتجاجات الشعبية مجدداً والحصول على مكاسب شخصية، "فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين" كما يقول.

يشار إلى أن أورينت نت  حصل على تسريبات في وقت سابق من مصادر محلية عن دعوات للتظاهر في مدينة طفس تلبية لنداء درعا البلد، وذلك بعد أيام قليلة من انفراد أورينت نت بنشر تسريبات حول إعادة صنم حافظ أسد إلى درعا بجهود ممن يسمون "الضفادع" ومن أموالهم الخاصة!

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات