ما هدف روسيا من دعم وتدريب ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني في حلب؟

ما هدف روسيا من دعم وتدريب ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني في حلب؟
ساهمت قوات الاحتلال الروسية الموجودة في مدينة حلب بتدريب ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني المتمركزة بمحيط المدينة، وركّزت الدورة التدريبية على إجراءات الأمن والحماية في "المناطق عالية الخطورة" وتمّ تخريج الدورة بحضور ضباط روس وبعض قادة الميليشيا.

وذكر "لواء القدس" عبر معرفاته الرسمية، أن شركة التدريب الروسية المعروفة باسم "فيغا/ فيغاسي" قامت بتدريب بعض المجموعات التابعة له على "وسائل الأمن والحماية" والتدريب على الأسلحة الروسية الثقيلة والمتوسطة والاشتباك بالذخيرة الحيّة، ويأتي ذلك – بحسب مراقبين - في الفترة التي باتت القوات الروسية تعتمد كثيراً على الميليشيات الشعبيّة، بدلاً من "القوات النظامية" كـ"الفيلق الخامس والسادس" والآن "لواء القدس". 

كسر أجنحة

وعن غاية روسيا من دعم وتدريب هذه الميليشيا الفلسطينية، يقول الخبير العسكري العميد أحمد رحال لأورينت نت: "لدينا اليوم على الأرض السورية الخاضعة بالاسم تحت سيطرة ميليشيا أسد، ما تُسمى لعبة تغيير التوازنات بين الأجندة الايرانية والأجندة الروسية، وكما هو معلوم فإن ميليشيا لواء القدس الفلسطيني كان دعمه إيراني سابقاً، ولذلك بَدت روسيا باستقطاب هذه الميليشيا لكسر جوانح ايران في حلب، كما فعلت سابقاً عبر الفيالق التي شكّلتها وأهمها الفيلق الخامس إن كان في جنوب سوريا أو شمالها".

ويُتابع رحال "هناك صراع مخفي حتى الآن بين روسيا وايران في سوريا، وإن ظهر جليّاً عبر اشتباكات سابقة في ريف حماة، ومنذ أيام في حلب إثر اعتقال القوات الروسية لمجموعة موالية لإيران، وأخرى بعد تورّط عناصر سابقين في لواء القدس بعملية نادي الضباط في اللاذقية، وبالتالي هناك عملية تصفية مصالح وعملاء بين الطرفين".

واعتبر المحلل العسكري، أن "روسيا تسعى لجذب كل أدوات إيران في سوريا لصالحها، وتمويلها مالياً ولوجستياً، ومَن يرفض طبعاً سيكون مصيره الاقتتال والحلّ، ولكن يبدو أن هناك جهات أخرى غير روسيّة تدعم التوجه الروسي بكسر أجنحة ايران في سوريا وتقديم الدعم بدلاً عنها ولكن تحت إشرافها".

الحرب الأدوات

كما رأى العميد، أن "الحرب في سوريا تحوّلت لحرب عبر الأدوات والعملاء، فأمريكا تُحارب عبر ميليشيات سوريا الديمقراطية، وإيران تُقاتل عبر ميليشياتها الشيعيّة، ومنذ فترة تسعى روسيا لتشكيل قوة عسكرية تابعة لها دون جلب أي عنصر روسي لسوريا، وإنما عبر هذه الميليشيات التي أصبحت أداةً بيد روسيا، ولذلك تسعى لجذبها ودعمها وتدريبها لتكون يدها في المستقبل".

وأكمل "في حال خرجت هذه الدولة أو تلك ستبقى هذه الأدوات بيدها وتتحكم بها وبقراراتها، وكذلك بالنسبة لإيران، ومن هذا المنطلق استولت روسيا على ميليشيا لواء القدس، كيّ لا يبقى أداةً ايرانية في سوريا وإنما أداة روسية بأصول سورية وفلسطينية".

حماية المنطقة العازلة

على صعيدٍ آخر،  كشف المقدّم المنشق عن ميليشيات أسد أحمد العطار مشاركة ميليشيا "لواء القدس" لميليشيا "الفيلق الخامس" بحماية حدود المنطقة العازلة التي اتفق عليها الجانبان التركي والروسي ضمن اتفاق "سوتشي"، والتي تمتد على أجزاء من محافظات حلب وادلب وحماة واللاذقية.

وأوضح العطار لأورينت نت قائلاً: "سعت القوات الروسية لتدريب ميليشيا لواء القدس على استراتيجيات الأمن والحماية، وهذه التدريبات جاءت لزجّ اللواء بحماية حدود المنطقة العازلة، وخاصة في المنطقة الممتدة على طول 30 كم تقريباً غرب وجنوب حلب" مشيراً إلى مشاركة الميليشيا بحماية مناطق أخرى خارج حدود محافظة حلب، حيث قال: "أرسل لواء القدس مجموعاته إلى محيط بلدات كرناز وبريديج وصوران في ريف حماة الشمالي للمشاركة مع ميليشيات الفيلق الخامس بحماية تلك المنطقة، إضافة لإرسال مجموعات أخرى إلى جبال الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية، تحسباً لأي طارئ وحمايةً لحدود المنطقة هناك".

وأردف العميد "سيكون لميليشيا لواء القدس الأولوية بحماية حدود المنطقة العازلة بالقرب من حلب، إضافة للمشاركة بحماية داخل المدينة، ولذلك كانت تدريباته مختصة بمثل هذه العمليات والأسلحة والأدوات العسكرية الروسية المُقدمة له معنيّة بذلك".

جدير ذكره، أن ميليشيا "لواء القدس" تشكلت منتصف عام 2013 بقيادة المهندس الفلسطيني محمد سعيد، والذي كان له علاقاته القوية مع المخابرات الجوية في حلب، وأغلب عناصر اللواء هم من أبناء اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيميّ  النيرب وحندرات.

وشاركت الميليشيا في أغلب عمليات الميليشيات الايرانية وميليشيا أسد الطائفية في حلب ودرعا والغوطة الشرقية، بالإضافة لمعارك دير الزور، وكرّمت القيادة الروسية في سوريا قادته العسكريين أكثر من مرة. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات