أورينت تفتح ملف القصير وتفضح ممارسات "حزب الله" وإيران في المنطقة

أورينت تفتح ملف القصير وتفضح ممارسات "حزب الله" وإيران في المنطقة
لم يكن العرض العسكري لميليشيا "حزب الله" اللبنانية على أراضي مدينة القصير جنوب غربي حمص عام 2016 مجرد استعراض معنوي للعضلات أمام الدول والقوى الداعمة لثورة الشعب السوري، بل كانت نقطة فاصلة لناحية تثبيت احتلال المنطقة فعليا وتحويلها إلى حديقة خلفيه للحزب لممارسة أعماله وأنشطته المشبوهة. 

ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه الحديقة ملكية خاصة "لميليشيا الحزب" وأسيادها في طهران، فهي إلى جانب منع الأهالي من العودة إليها، فإنها لا تسمح حتى لحليفها "نظام الأسد" بالاقتراب أو التدخل دون إذن منها رغم أن المنطقة أرض سورية خالصة!

قواعد عسكرية إيرانية 

تُجري مليشيا "حزب الله" اللبنانية عروضا عسكرية، بأفواجٍ من المدرعات والدبابات والمدافع مع مئات العناصر التابعة لها وبشكل دوري، وذلك في ثكنات ضخمة أنشأتها في ريف القصير.

وأكدت مصادر خاصة من القصير "لأورينت نت" نازحة إلى لبنان، أنّ ميليشيا "حزب الله" تستثمر منطقة القصير عسكريّاً واقتصاديّاً ولوجستيا منذ احتلالها في حزيران / يونيو سنة  2013.

وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن نفسها لدواع أمنية، "إنّ ما يجري عسكريا على أراضي منطقة القصير، أصبح خطيراً جداً ولا يعلم أحدٌ تفاصيله بشكل كامل".

وأضافت أن الميليشيا سلّمت مطار الضبعة العسكريّ شمالي مدينة القصير لإيران التي تستخدمه كـقاعدة إمداد جويّة للمعسكرات التدريبيّة لأشبال وناشئي "ميليشيا الحزب" في محيط المدينة.

 وأشارت المصادر ذاتها إلى أنّ أسلحة كيماويّة وشحنات من الأسلحة وصلت عبر مطار "الضبعة" إلى نقاط عسكريّة في قرية الغسانيّة وقرى أُخرى مجهولة. 

إسرائيل ومطار "الضبعة" 

وفي شهر أيار / مايو 2018، نفذت طائرات إسرائيلية عدّة غارات جوية على مطار الضبعة العسكري، في سياق استهداف الوجود العسكري الإيراني في سوريا، نتج عنها دمار في بعض مدرجات المطار، إلا أن "ميليشيا الحزب" تمكنت من ترميمها مرّة أُخرى.

وأفاد سكان من القصير يعيشون في مخيمات لبنانية متاخمة لمدينتهم، أنهم رصدوا دخول مسلحين وقيادات عسكرية لميليشيا الحزب من عائلات معروفة؛ (آل ياغي، وآل زعيتر، وآل جعفر) إلى منطقة القصير على فترات متقطعة، للإشراف على حفر وتجهيز الأنفاق والمعسكرات التدريبية لمئات المقاتلين، مضيفين أن معظم هذه القيادات من المجرمين والمطلوبين للأجهزة الأمنية اللبنانية.

وأوضحوا، أن "ميليشيا الحزب" تستقطب هؤلاء المقاتلين ليس فقط من الطائفة الشيعية والجنسية اللبنانية فحسب؛ بل من طوائف وجنسيات أخرى، وذلك مقابل رواتب شهرية لا تقل عن مئتي دولار، مع حصولهم على بطاقات تؤكدّ انتمائهم "لميليشيا الحزب"، تخولهم فعل ما يشاؤون في الداخل السوري واللبناني، دون أيّ مساءلة.

كما يرصد السكان بشكل مستمر دخول وخروج سيارات وشاحنات مغلقة إلى ومن منطقة القصير، دون أن يعلم أحد ما بداخل تلك السيارات.

من الغارات الإسرائيلية على مطار الضبعة العسكري

زراعة "الحشيش" وتجارة المخدرات 

بعد احتلال ميليشيا حزب الله لها، تحولت "القصير" التي تبلغ مساحتها 600 كم2، وتضم أكثر من 70 بلدة وقرية بجانب مركز المدينة، إلى أهم منطقة لدى "الحزب" في زراعة الحشيش (القنب الهندي)، وتصديره إلى لبنان ومختلف أنحاء العالم".

وفي هذا الصدد، تمكن معد التقرير من التواصل مع أحد مهربي "الحشيش" في المنطقة ويدعى (طارق، ز)، الذي قال لأورينت نت، "إن ما يُدعى "سرايا المقاومة" في "ميليشيا حزب الله" وتجار "حشيش" موالين للحزب يزرعون مادة الحشيش في مساحة تقدر بحوالي 100كم2 من الأطراف الغربية لمدينة القصير".

وأضاف، أن هذه المساحة تتوزع على أطراف المدينة وضفاف نهر العاصي حتى بحيرة قطينة، لافتا إلى أن أبرز أماكن زراعة الحشيش هي في قرى؛ "الأذنية وأبو حوري والصفصافة والحمّام وبلوزة وحاويك والعقربية"، وبساتين (تلّ أحمر، و دوسر).

وأشار المهرب الذي يتعامل مع تجار ميليشيا "حزب الله" إلى أنّه تمّ نقل عشرات الأطنان من مادة "الحشيش"، خلال الأشهر الماضية إلى ميناء العاصمة اللبنانيّة بيروت.

قطاع طرق 

وبدوره أكد الإعلامي اللبناني (محمد النمر)، لأورينت نت ما قاله المهرب (طارق ز)، مشيرا إلى أن هذه الأفعال (أي زراعة الحشيش وتصديره)، لا تخرج إلاّ من مجموعات "سرايا المقاومة"، فهي الذراع الأيمن "لحزب الله"، ويشكلون النسبة الأكبر من مقاتلي الحزب. 

وأضاف، أن سرايا المقاومة هي مجموعة غير ملتزمة دينيا، وهم عبارة عن "زعران وقطاعي طرق " على حدّ تعبيره.

وبيّن الإعلامي اللبناني، أنّ عمل "سرايا المقاومة" منذ نشأتهم في ميليشيا "حزب الله" هو السرقة والنهب وزراعة الحشيش وتجارة المخدرات في لبنان والأراضي السورية كـالقصير حاليا.

مصادر تمويل 

علمت "أورينت نت" من مصادر محلية أن ميليشيا "حزب الله" تعتمد في جزء كبير من تمويل أنشطتها "الإرهابية" في سوريا ومختلف مناطق العالم على الموارد الضخمة التي تحققها من تجارة الحشيش، في سهل بعلبك والقصير، وصناعة حبوب "الكيبتاغون" المخدرة في الضاحية الجنوبية بلبنان المقر الرئيسي للميليشيا، ويتم تصدير هذان المنتجان إلى العديد من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية على وجه الخصوص.

وذكرت هذه المصادر أن تغلغل أشخاص من سرايا المقاومة من آل (جعفر، زعيتر وعلوان)، في القصير بعد مشاركتهم ميليشيا الحزب باحتلال المدينة، فتح الباب لزراعة الحشيش في المنطقة، وإقناع "ميليشيا الحزب" في توسيع ونقل مركز تجارة وزراعة الحشيش من سهل بعلبّك إلى الأراضي الواسعة في ريف القصير.

فوق الموتة عصة قبر

وتقول المصادر "إن "ميليشيا الحزب أرادت في البداية شراء أراضي من القصير لزراعة الحشيش وقدمت عروضا مغرية لأصحابها، الذين يلجأ معظمهم في مخيمات عرسال وعنجر والمصنع اللبنانية، إلا أنّ رفض أهالي المنطقة بيع أراضيهم جعل الحزب يفرض الأمر الواقع (القوة)، على المنطقة ويسلّمها لسرايا المقاومة التابعة له".

وأما بالنسبة لليد العاملة التي يوظفها "الحزب" في زراعة الحشيش، فيأتي معظمها من اللاجئين السوريين إلى المناطق القريبة من سهل بعلبك، حيث يستغل "الحزب" أحوالهم وأوضاعهم المعيشية المزرية، محولا أصحاب الأرض بالقوة والحاجة إلى أجراء في أراضيهم وبثمن بخس.

وليس هذا فحسب؛ فقد عمدت ميليشيا "حزب الله" و"سرايا المقاومة" التابعة لها إلى قطع حوالي 900 ألف شجرة من مدينة القصير وريفها، من أصل مليوني شجرة قبل احتلاها من قبل الحزب، وبيع هذه الأشجار حطبا لأصحابها اللاجئين في لبنان على تخوم أراضيهم المحتلة أمام أعينهم، طبقا للمثل الشعبي القائل" فوق الموتة عصة قبر" .

اللاعودة! 

رغم الضغط الذي تمارسه ميليشيا "حزب الله" وحلفائها في لبنان، لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بشكل شبه قسري والتخلص منهم، إلا أن ذلك لا ينطبق على أهالي مدينة القصير وريفها؛ فعودة أهالي القصير بالنسبة للحزب ليس كعودة غيرهم.

وهنا يقول المحامي اللبناني (نبيل الحلبي) لأورينت نت،" إن أهالي القصير هم الفئة الأكثر اضطهادا بين صفوف اللاجئين السوريين في لبنان، حيث يتمّ الضغط عليهم من خلال حجب الإقامات النظامية عنهم في لبنان دون مبرر قانوني، وذلك ليتمّ خرطهم في لجان المفاوضات مع "حزب الله"، ومن بعدها ترحيلهم إلى سوريا ولكن!" 

ويضيف" "لكن تعني؛ أن ميليشيا حزب الله لا تريد ترحيل أهالي القصير إلى مدنهم وبلداتهم الأصلية؛ بل إلى أماكن أخرى في سوريا".

ويشير المحامي المتابع لملف اللاجئين السوريين في لبنان إلى أن مفاوضات "الحزب" مع أهالي القصير لإرسالهم إلى أماكن أخرى في سوريا غير القصير تعد مخالفة صريحة لمضمون القرار الدولي 2254، والذي جاء في نصه بضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم وبلداتهم الأصليّة.

ويوضح، أن هذه المفاوضات لن تعيد أبناء القصير إلى مناطقهم لا حاليا ولا مستقبلا كما يحاول "الحزب" أو بعض الوسطاء إيهامهم".

جدير ذكره أن منطقة القصير، البالغ عدد سكانها 130 ألف نسمة، سنة 2012، ، سقط فيها أكثر من ثلاثة ألاف قتيل من المدنيين جراء القصف المكثف عليها من قبل ميليشيا أسد الطائفية و"حزب الله" إبان احتلالها، إضافة لوجود 650 معتقلا من أبنائها حتى الآن في أقبية "نظام الأسد" والمئات الآخرين منهم في المعتقلات اللبنانية، وذلك بحسب مكاتب التوثيق الثورية والمجالس المحلية.

التعليقات (1)

    خالد المشهداني

    ·منذ 5 سنوات شهر
    ابن الزهوري زبح العسكري والعسكري انسان وقامة باخراج قلبه واكله وكان ينادي بذبح باسم الله اكبر ايعقل هاذه هية الحرية الذبح والقتل ويقولون حرية وكانت الكمرات تقوم بتصويره وهوة يذبح وياكل لحم انسان ،،.وها انا في القصير وانا مزارع ولا ارة الحشيش التي تدعونه كذب ومعاملتهم مع المدني
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات