ما حقيقة استجرار الكهرباء التركية إلى إدلب؟

ما حقيقة استجرار الكهرباء التركية إلى إدلب؟
كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشروعٍ مرتقب لتوصيل الكهرباء إلى محافظة إدلب عبر تركيا، بمشروع تجري مناقشته حالياً مع الجانب التركي، وتقدّر تكلفته المالية بأكثر من مليون دولارٍ أمريكيّ.

ويأتي الحديث عن هذا المشروع بالتزامن مع إطلاق مشروع تأهيل وصيانة الأبراج ومدّ شبكات التوتر العالي، الذي بدأت المؤسسة العامة للكهرباء به قبل أشهر، على أن تنتهي أعمال الصيانة قبل حلول شهر رمضان، بحسب مصدر في الشركة.

تأكيد ونفي

وقال مدير المكتب الإعلامي في مؤسسة الكهرباء التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" (أحمد الشامي) في تصريح سابق لوسائل الإعلام إن الشركة العامة للكهرباء تبحث توقيع عقود توصيل الكهرباء من تركيا إلى إدلب، مشيراً إلى أنه يتم الإعلان عن ذلك عقب الانتهاء من عملية الصيانة.

بالمقابل، نفى مصدر تابع لأحد فروع المؤسسة في ريف المحافظة وجود أي مساعٍ لهذه الخطة، وأكّد أنّ الصيانة التي تجري حالياً لا علاقة لها بالحديث عن توصيل الكهرباء من تركيا، وهي خطّة بدأتها الشركة منذ أشهر.

وأضاف المتحّدث الذي (فضّل عدم ذكر اسمه) أن عودة الكهرباء ستكون عبر إعادة العمل بخطّ التوتر (66 ك.ف) من مناطق النظام، وسيكون جاهزاً للعمل في معظم المناطق المحررة عبر الأمبيرات، مع حلول شهر رمضان.

كما نفى أحد العاملين في وحدة كهرباء كفر نبل في ريف إدلب الحديث عن توصيل الكهرباء من تركيا، مشيراً إلى أنّ ذلك يحتاج لظروف سياسية وأمنية معينة، وهي ظروف غير متوفرة في إدلب على المدى المنظور.

خطوة مهمة

واعتبر أهالي محافظة إدلب أنّ توصيل الكهرباء من تركيا، خطوة هامة للمحافظة عموماً، لأن ذلك من شأنه تقليل التكلفة المالية الشهرية التي تُدفع لاستجرار الكهرباء المنزلية عبر المولدات الخاصة.

وقال (وسيم درويش) من كفر نبل، إن "هذه الخطوة أهمّ ما تحتاجه المحافظة؛ إلّا أنّ الصيانة الحالية لا علاقة لها بالحديث المتداول عن توصيل الكهرباء من إدلب، وأعتقد أنّ الأمر مجرّد إشاعات، خصوصاً مع تعرّض المحافظة بشكل يومي للقصف، على عكس مناطق درع الفرات التي أصبحت أكثر أمناً من إدلب".

وتشكل خطوط التوتر العالي (66 ك.ف) عقدة الربط الأساسية بين محطات التحويل التي تغذّي جميع المناطق في إدلب. وهي خطوط تعرّضت للقصف والسرقة وأصبحت بحاجة إلى صيانة.

ويربط خطّ إدلب - عزوز (66 ك.ف) بين محطة الزربة ومحطة إدلب، وهو الخط الرئيسي لتغذية مدينة إدلب بالكامل، بالإضافة إلى بلدات (طعوم، بنش، معارة النعسان، تفتناز، أريحا ومعرة مصرين).

وكانت ثلاثة أبراج في إدلب تعرضت للتدمير بسبب القصف، فيما تبلغ الكلفة التقديرية لشراء وتركيب البرج الواحد حوالي (10 آلاف دولار أمريكي).

ويعاني سكّان المحافظة من انقطاع الكهرباء منذ أكثر من ست سنوات، وذلك بعد خروج أغلب مناطق المحافظة عن سيطرة ميليشيات أسد الطائفية، ما دفع بالأخيرة إلى قطعها واستهدافها بالقصف فيما بعد.

ويعتمد سكّان إدلب على الكهرباء الخاصة، عبر مولدات وأسلاك كهربائية وفق نظام الأمبيرات، التي يراها السكّان مكلفة مالياً، حيث يتراوح سعر الأمبير بين (2000 إلى 4500 ليرة سورية) شهرياً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات