ما موقف التيارات الكردية من "خطة الجربا" لمنطقة شرق الفرات؟

ما موقف التيارات الكردية من "خطة الجربا" لمنطقة شرق الفرات؟
تتواصل مساعي تيار الغد التابع لـ (أحمد الجربا) بهدف الحصول على دعم الأطراف الفاعلة لخطته في نشر قوات عربية (قوات النخبة تتبع لتياره) وقوات كردية (بشمركة سوريا)، بمنطقة شرقي الفرات على طول الحدود السورية التركية بعمق يتراوح بين 28 و32 كلم (أي إلى الطريق الدولي حلب- الحسكة) وفي سبيل ذلك أجرى (الجربا) زيارات إلى تركيا خلال الأشهر الفائتة أكثر من مرة، وفقاً لتقارير إعلامية، كما زار إقيم كردستان العراق للحصول على دعمه وفعل ذات الأمر بزيارة أجراها لروسيا والتقى هناك بمسؤولين روس بينهم وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف). 

إلا أن الخطة التي يدافع عنها التيار ويراها كـ"خيط النجاة" للمنطقة، تواجه بالحذر من قبل التيارات الكردية المعارضة، كما يتوقع أن يرفضها حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" الذي يقود ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عبر ميليشيا "الوحدات الكردية" .

خطة بأهداف متعددة

وتسعى الخطة بحسب مصدر من تيار الغد (طلب عدم ذكر اسمه) لتجنيب المنطقة عملية عسكرية تركية مرتقبة، تستهدف ميليشيا "الوحدات الكردية" التي تستولي على منطقة شرقي الفرات، باعتبار أن أنقرة تعتبرها تنظيماً إرهابياً وامتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني - ب ك ك"، وقد تخلف المواجهة العسكرية بين الطرفين المزيد من إراقة الدماء بالمنطقة التي شهدت الكثير من المآسي بسبب الحرب ضد تنظيم "داعش"، والتي دفعت بمئات آلاف المدنيين إلى النزوح.

ويضيف المصدر بحديثه لأورينت نت، أن "الخطة تختبر جدية قسد وقيادتها السياسية بالقبول بشركاء حقيقيين من أبناء المنطقة، وبذلك يتم قطع الطريق لعودة قوات النظام إلى المنطقة"، مشيرا إلى أن "تلويح قيادات قسد بالرجوع إلى تسليم المنطقة لنظام الأسد لقطع الطريق العملية العسكرية التركية، أخذ على محمل الجد، والجهود التي يبذلها التيار تسعى للحيلولة دون ذلك". 

كما لفت أن "الخطة توفر بيئة آمنة لعودة مئات آلاف اللاجئين في تركيا وكردستان العراق إلى ديارهم، بعد فرارهم من المنطقة بسبب ظروف مختلفة".

 خطة غير شاملة

يرى رئيس تيار المستقلين الكرد (عبد العزيز التمو) أن "المنطقة العازلة التي تحاول الخطة تنفيذها، تكون بين دولة وأخرى، وبالتالي تنفيذ هذه الخطة يعني بقاء ميليشيا حزب العمال الكردستاني بسوريا وإبعادها عن الحدود التركية فقط" مشيرا إلى أن أكثر من 7 آلاف مسلح من "حزب العمال" يتواجدون في سوريا.

ورحب (التمو) بحديثة لأورينت نت، بكل القوات العربية أو الكردية التي يمكن أن تدخل المنطقة لإحلال الأمن، باعتبارها قوات سورية، يمكن أن تتشارك مع فصائل الجيش الحر بحماية المنطقة بشرط طرد "حزب العمال الكردستاني" بشكل كامل من سوريا، لأن الخطة بصيغتها الحالية تحمل اعترافا ضمنيا ببقاء "كانتون" تحت سيطرته.

 ترحيب حذر

بالمقابل، يقول (عبد السلام عثمان) عضو الهيئة القيادية في تيار المستقبل الكردي، إن "الخطة كشكل مبدئي مقبولة، وسوف تقي المنطقة كارثة كبيرة، وتقوم بإزالة سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي وإرهابه، خاصة مع مشاركة قوات (بشمركة سوريا)" لافتاً إلى أن "الخطة يجب أن تكون واضحة أكثر عن طريقة إدارة المنطقة وشكلها ومضمونها، لذلك يجب أن تكون هناك خطة مستقبلية للمنطقة واضحة المعالم، فعدم وضوح الإدارة ربما ستولد دكتاتورية بثوب مغاير" على حد وصفه.

إقناع تركيا

ويذهب (عثمان) الذي يعد التيار الذي يمثله أحد مكونات المجلس الوطني الكردي المعارض، إلى أن "الخطة بحاجة لدعم من أمريكا وروسيا لإقناع تركيا بقبولها، لا سيما أن أهداف تركيا أكبر من أبعاد (حزب العمال الكردستاني) عن حدودها الجنوبية؛ بل تريد انتزاعه بشكل كامل، كما تهدف إلى إعادة اللاجئين إلى مناطق شرقي الفرات".

 عقبة (ب ي د)

يعتبر حزب "الاتحاد الديمقراطي - ب ي د" قوات بشمركة سوريا التابعة للمجلس الوطني الكردي "قوة معادية" كما يرى أن خطورتها على مشروعه أكثر من خطورة حتى فصائل الجيش السوري الحر، لذلك من المتوقع أن يرفض (ب ي د) الذي يقود عبر أذرعه العسكرية قوات (قسد) هذه الخطة، وفقاً للناشط الكردي (جوان رمو).

ويشير (رمو) بحديثه لأورينت إلى أن "الخطة تعتبر جيدة إذا نفذت باعتبارها سوف تبعد شبح الحرب عن منطقة شرقي الفرات، عبر عملية عسكرية تركية تستهدف (ب ي د).

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات