(والي اللاجئين) يستنفر عصبة الردح القومجي!

 (والي اللاجئين) يستنفر عصبة الردح القومجي!
في مدينة (عنتاب) جنوب تركيا، أو (غازي عنتاب) كما عدل البرلمان التركي اسمها عام 1921 ، والتي لا تبعد عن عاصمة الشمال السوري حلب أكثر من (96) كيلو متراً، افتتح الأسبوع الماضي مقر (والي اللاجئين السوريين) الذي كان قرار تعيينه من قبل الحكومة التركية، حديث الموسم، وفاكهة الشتاء، ونميمة المجالس والشاشات، ليس بالنسبة للمؤيدين والشبيحة في أوساط طائفة النظام السوري ومن لف لفها، ولا لدى أبواق الارتزاق الطائفي في لبنان وحسب، بل حتى في بعض الصحف الأردنية حيث انطلقت أصوات كثير من القومجيين البائسين الذين سبق لهم أن صمتوا على مجازر الأسد بحق عشرات آلاف المدنيين السوريين، واعتبروا تدمير حمص ودير الزور ودرعا وداريا ودوما وإحراق أسواق حلب وجامعها الأموي، جزءا من معركة الممانعة والمقاومة ضد إسرائيل... لكنهم استيقظوا الآن في حركة أوركسترالية واحدة... يندبون عصر الانبعاث القومي وتفكك الدولة الوطنية ويتخوفون من عودة الإمبراطورية العثمانية.... بل أن أحدهم بلغ به التعامي حد القول في مقال له في جريدة (الرأي) الأردنية ما نصه:

(وما كانت هذه الدولة العربية أن تقع في أزمتها الدموية المتمادية لولا التدخل التركي المباشر والغطرسة التي تعامل بها السلطان أردوغان مع جارته الجنوبية)!!!

وبعيداً عن هذا السعار الشعاراتي الأجوف، في زمن ابتلي فيه السوريون بنفاق الشرق والغرب، وتكالب القومجيين وتذبذب اليساريين، فإن السيد فيصل يلماظ الذي يحمل لقب (الوالي) حسب الأعراف التركية، هو مسؤول عن تنسيق ودعم الارتباط بين الحكومة التركية ممثلة بمكتب رئيس الحكومة، واللاجئين السوريين في تركيا. ويقول مراقبون إن السيد يلماظ "قومي متعصب"، فهو يعرف العربية وبعض الإنكليزية، لكنه يرفض الحديث إلا بالتركية وهو معروف بتوجهاته القومية المتطرفة... ولعل هذه المعلومات – إن صحت- تفيد بأن للرجل مهمة تنسيقية لا تقبل صيغة الاحتواء، ولا تتريك اللاجئين السوريين... فتركيا لديها ما يكفي من السكان، ولديها ما يكفي للاعتزاز بشخصيتها القومية، دون أن يمنعها هذا بطبيعة الحال من أن تمارس دورها إزاء شعب تربط به صلات تاريخية وعلاقات جوار.

وكان المجلس الوطني السوري قد أصدر بياناً رد فيه على هذا الصيد السخيف في الماء العكر، قال فيه:

(إن التلميحات البغيضة التي أطلقها البعض ممن أساؤوا فهم تسمية السيد يلماظ بحسن نية، والكثيرون ممن يخدمون النظام السوري عن وعي أو دون وعي ، هذه التلميحات لا تليق بالموقف النبيل الذي تقفه تركيا حكومة وشعباً إلى جانب الشعب السوري، ولا تعبر عن أخلاق وقيم الشعب السوري التي يأتي الوفاء والعرفان في طليعتها. السيد فيصل يلماظ ليس والياً على أي مواطن سوري لا في سورية ولا خارجها، بأي معنى يمكن أن يفهم باللغة العربية من كلمة والي. وهو لا يملك أي صلاحيات سياسية، ولا يمارس أي عمل داخل الاراضي السورية المحررة أو غير المحرر. السيد يلماظ مكلف بنقل حاجات اللاجئين السوريين إلى قمة السلطة التنفيذية التركية مباشرة والسعي لتلبيتها وإننا نرحب بهذه الخطوة ونشكر حكومة السيد رجب طيب أردوغان والشعب التركي عليها، ونعتبرها تتويجاً لموقف تركي أخوي مخلص إلى جانب الشعب السوري في الوقت الصعب واللحظة التاريخية التي يمر بها)

ربما سيحفظ السوريون اسم فيصل يلماظ في ذاكرتهم متربطا بالتسمية التي أعطيت له أو ربما ينسونه بعد حين... وربما تنطبع صورته لدى عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في المخيمات التركية أو تغيب، وربما يغدو اسماً من مئات الأسماء الحلوة أو المرة التي ارتبطت بوقائع ومجريات ثورتهم لاحقاً... لكن بالتأكيد، لن يكون شيئا آخر أكثر من ذلك... فمن ضحى بأكثر من ستين ألف شهيد وكل هذا الدمار والتشريد، وتحدى وحشية النار الحديد، من أجل أن يقتلع أعتى نظام استبدادي إجرامي عرفه تاريخ العرب الحديث... لن يستطيع أي جار أو صديق، أن يعيّن له والٍ من خارج الحدود والإرادات الشعبية الحقيقية... حتى لو أصر أنصار الاستبداد ومدمني الاستزلام أن يصوروا الأمر على مقاساتهم الشخصية!..

التعليقات (11)

    مروان يوسف

    ·منذ 11 سنة 3 أشهر
    يسلم هالتم تحية للوالي السوري والله محيي الأتراك وأردوغان.. ويلعن روحك يا حافظ الخنزير ويا خميني ويا خامتئي يا رسن نصر الشيطان يا أبناء المتعة

    ديري /شاوي/ ثورجي

    ·منذ 11 سنة 3 أشهر
    لاتواخذوا القومجية هم اليوم في وضع حرج ومخزي بعد ان تاكذ لهم ان الشعوب العربية سوف تكشف ان هؤلاء لم يكونوا سوى تجار فاسدين خسرنا في عهدهم فلسطين وبعدها سورية وبعد العراق وخسرنا الحرب مع الصهاينة بستة ساعات وبعد 50 سنة قومجية اكتشفنا اننا لم نعد نستطيع صناعة ابرة واحدة وحتى لباسنا اصبحنا نستورده وانا اطلب ان نخصص برامج خاصة لهزائم القومجية وعنها سيحتاج تلفزيون اورينت الى عشرات السنين وملايين ساعات البث فقط لكشف هزائم الفترة القومجية اللتي عاشتها الأمة العربية وعلينا ان نبدأ بهزيمة 67 لأنها تدل وبشكل فاضح على عصر الظلام اللذي كنا نعيشه في عهد القومجية

    نذير ندار

    ·منذ 11 سنة 3 أشهر
    ليس غريبا أن يقوم ضعاف النفوس والذين يعذبهم ضميرهم وتخاذلهم بالبحث عن ما يخخف من عذاب الضمير فيبحثون عن صيد رديء وفي مياه عكرة كأن يرتدي البعض منهم القناع القومي ليسيء للقومية العربية ويخفي الوجه الحقيقي المليء قبحا وخسة تماما كما يرتدي الفرس القناع الديني الطائفي للضحك والتغرير بعقول العرب الشيعة البسطاء أو الغافلين وخاصة ممن تعرض لغسيل دماغ طائفي شرير وكما يلبس بعض العرب الشيعة أو من كان عربيا منهم قناع التجارة بدم الحسين ليرمي بعصاه كالخنجر في ظهر العرب والعروبة من المحيط إلى الخليج وهذا نفسه ما يفعله الإخوان المسلمون بلباسهم القناع الديني وكأن الدين صار ملكا لهم وحدهم ليتاجروا به ويحققوا أهدافا سياسية مشبوهة.. كان الله في عون الثورة والثوار الشرفاء وفي عون هذا الشعب المعذب والمقهور منذ وصول المجوس النصيريين إلى السلطة منذ خمسين سنة وكما هي الشعوب العربية التي تعاني من القهر والقمع و النهب والتجهيل وغسل الدماغ منذ ألف سنة

    سوري حر

    ·منذ 11 سنة 3 أشهر
    ياريت بقينا تحت سلطة العصملية على الأقل كانوا موحدين للعالم العربي ورفضوا بيع فلسطين بعكس القومجية اللذين قسموا الدول العربية الى دويلات وباعوا فلسطين وخسروا كل المعارك اللتي خاضوها وافقروا الشعوب ونهبوا خيراتها وجعلونا اضحوكة لكل العالم

    karim

    ·منذ 11 سنة 3 أشهر
    حسبي الله ونعم الوكيل .اردني كرهت نفسي وذاتي وقاربت الى الكفر لما يحصل بكم يا سوريون من قبلنا وقبل دول الجوار العراق يغلق الحدود والاردن يستقبل اللاجيئن ولا يسمح بدخول رصاصه والحجه الخوف من الاخوان المسلمين وكان الاخوان شرفاء اول ما يفعل مرسي علاقات مع ايران ولم يطرد السفير السوري او يسحب ايضأ سفيرمصر من سوريا ماعدا دول الخليج . ولم نشاهد مظاهرات مليونيه لنصره الاخوان في سوريا والتي يجب ان تكون امام السفارات الروسيه والايرانيه والامريكيه . القوميه العربيه فاشله والاخوان منافقين متخاذلين

    ديري شريف

    ·منذ 11 سنة 3 أشهر
    التعليق خالف قواعد النشر

    لقمان الردي -عفرين

    ·منذ 11 سنة 3 أشهر
    والي ولا محافظ مش مهم المهم أن يخدم الاجئين وأن يلبي حاجتهم , طول عمرنا الشرقيين هيك منعيف الأمور المهمة أومن ضيع وقتنا في شغلات تافه.

    د. عبد الله الأسمر

    ·منذ 11 سنة 3 أشهر
    شخصية الأسبوع في الأورينت من أجمل ما أقرأ دوماً عن الشخصيات السياسية والمواقف والملابسات التي تحيط بها

    إياد

    ·منذ 11 سنة 3 أشهر
    عيب عليكم تمجيد وتقديس وتبجيل الاحتلال العثماني وكأنه جاء لمصلحة سوريا .. هل نسيتم ان الاتراك سرقوا الاقماح والموارد الزراعية وافقروا الشعب بحجة الحروب التي تخوضها وتخسرها تركيا على حدودها الواسعة؟؟ وهل نسيتم أن عشرات الآلاف الشباب قد ساقتهم تركيا إلى حروبها من سوريا ليحاربوا مع جيشها ورجع منهم العشرات فقط احياء ، حيث كانت تركيا تعتمد في حروبها على الاعداد البشرية بتسليح خفيف بينما اعتمد اعدائها على الاسلحة المختلفة والثقيلة ، مما ادى لخسارتها المعارك وانهيارها وسقوط مئات الآلاف ضحايا حروبها العبثية

    مراقبة دولية

    ·منذ 11 سنة 3 أشهر
    البلد بلدهم والمراكز مراكزهم و هم أحرار يسموا الوظائف بالأسماء التي تحلو لهم ! يكفي أنهم استضافونا ويحاولون ان يعينوا المدنيين على عبور محنتهم، و نحن لسه جايين نتفزلك على اسم ولا على لقب !!!

    Hassan

    ·منذ 11 سنة شهر
    الفرق بين القوميه و القومجيين يقارب الفرق بين الأسلام و الأسلاميين منذ ثمانون عاما و نيف على ظهور القوميه العربيه و بالرغم من تحليلاتها و ادبياتها و رئيسها عبد الناصر لم تفرز سوى الكراهيه و الأستبداد و الدكتاتوريه بدون اي انجاز فعلي على الأرض
11

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات