(وما كانت هذه الدولة العربية أن تقع في أزمتها الدموية المتمادية لولا التدخل التركي المباشر والغطرسة التي تعامل بها السلطان أردوغان مع جارته الجنوبية)!!!
وبعيداً عن هذا السعار الشعاراتي الأجوف، في زمن ابتلي فيه السوريون بنفاق الشرق والغرب، وتكالب القومجيين وتذبذب اليساريين، فإن السيد فيصل يلماظ الذي يحمل لقب (الوالي) حسب الأعراف التركية، هو مسؤول عن تنسيق ودعم الارتباط بين الحكومة التركية ممثلة بمكتب رئيس الحكومة، واللاجئين السوريين في تركيا. ويقول مراقبون إن السيد يلماظ "قومي متعصب"، فهو يعرف العربية وبعض الإنكليزية، لكنه يرفض الحديث إلا بالتركية وهو معروف بتوجهاته القومية المتطرفة... ولعل هذه المعلومات – إن صحت- تفيد بأن للرجل مهمة تنسيقية لا تقبل صيغة الاحتواء، ولا تتريك اللاجئين السوريين... فتركيا لديها ما يكفي من السكان، ولديها ما يكفي للاعتزاز بشخصيتها القومية، دون أن يمنعها هذا بطبيعة الحال من أن تمارس دورها إزاء شعب تربط به صلات تاريخية وعلاقات جوار.
وكان المجلس الوطني السوري قد أصدر بياناً رد فيه على هذا الصيد السخيف في الماء العكر، قال فيه:
(إن التلميحات البغيضة التي أطلقها البعض ممن أساؤوا فهم تسمية السيد يلماظ بحسن نية، والكثيرون ممن يخدمون النظام السوري عن وعي أو دون وعي ، هذه التلميحات لا تليق بالموقف النبيل الذي تقفه تركيا حكومة وشعباً إلى جانب الشعب السوري، ولا تعبر عن أخلاق وقيم الشعب السوري التي يأتي الوفاء والعرفان في طليعتها. السيد فيصل يلماظ ليس والياً على أي مواطن سوري لا في سورية ولا خارجها، بأي معنى يمكن أن يفهم باللغة العربية من كلمة والي. وهو لا يملك أي صلاحيات سياسية، ولا يمارس أي عمل داخل الاراضي السورية المحررة أو غير المحرر. السيد يلماظ مكلف بنقل حاجات اللاجئين السوريين إلى قمة السلطة التنفيذية التركية مباشرة والسعي لتلبيتها وإننا نرحب بهذه الخطوة ونشكر حكومة السيد رجب طيب أردوغان والشعب التركي عليها، ونعتبرها تتويجاً لموقف تركي أخوي مخلص إلى جانب الشعب السوري في الوقت الصعب واللحظة التاريخية التي يمر بها)
ربما سيحفظ السوريون اسم فيصل يلماظ في ذاكرتهم متربطا بالتسمية التي أعطيت له أو ربما ينسونه بعد حين... وربما تنطبع صورته لدى عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في المخيمات التركية أو تغيب، وربما يغدو اسماً من مئات الأسماء الحلوة أو المرة التي ارتبطت بوقائع ومجريات ثورتهم لاحقاً... لكن بالتأكيد، لن يكون شيئا آخر أكثر من ذلك... فمن ضحى بأكثر من ستين ألف شهيد وكل هذا الدمار والتشريد، وتحدى وحشية النار الحديد، من أجل أن يقتلع أعتى نظام استبدادي إجرامي عرفه تاريخ العرب الحديث... لن يستطيع أي جار أو صديق، أن يعيّن له والٍ من خارج الحدود والإرادات الشعبية الحقيقية... حتى لو أصر أنصار الاستبداد ومدمني الاستزلام أن يصوروا الأمر على مقاساتهم الشخصية!..
التعليقات (11)