ما مدى قدرة فصائل السويداء على مواجهة ميليشيا أسد؟

ما مدى قدرة فصائل السويداء على مواجهة ميليشيا أسد؟
يطرح اندماج مجموعة من الفصائل والبيارق في السويداء، التساؤلات حول الإمكانيات التي تمتلكها هذه التشكيلات لمواجهة ميليشيا أسد المدعومة من روسيا وإيران والمدججة بأسلحة ارتكبت بواسطتها على مدى السنوات الثمان الماضية أبشع مجازر العصر بحق السوريين.

وكانت فصائل (مغاوير الكرامة، قوات الفهد، قوات شيخ الكرامة، قوات شهبا، مجموعة السلمان، مجموعة المقرن القبلي، مجموعة أحرار القريا، مجموعات المدينة بأكملها، قوات المقرن الشرقي، نشامى الجبل، قوات المقرن الغربي، سرايا الكرامة، فدائيي السويداء، ودرع الجبل) أعلنت اتحادها ضمن جسد واحد وذلك بهدف الوقوف بوجه تهديدات مليشيا أسد.

50 ألف شاب

وحول إمكانية مواجهة هذه الفصائل لمليشيا أسد، تقول الناشطة الصحفية (نورا الباشا) من السويداء، إنه "إذا ما أردنا ان نتحدث عن مواجهة مع النظام لاسيما بما يخص موضوع الخدمة العسكرية الذي يعني أكثر من ٥٠ ألف شاب فعندها لن يقتصر الأمر على تجمع أو تشكيل، لأن النظام يكون قد قرر نقل المواجهة لساحات السويداء". 

وتضيف في حديثها لأورينت نت "عندها ستكون المواجهة مع هذه الشريحة الكبيرة، الأمر الذي سيؤدي إلى التفاف عدد كبير من الشباب حول هذا التشكيل، لا سيما أن المهمة المنوطة بهذه الفصائل ليست سهلة، من حفظ الأمن ومواجهة النظام المدعوم من روسيا وإيران".

وتشير( الباشا) إلى أن "ما يجعل موقف هذا التشكيل قوياً هو التزامه بقضايا الشريحة الأكبر من أهالي السويداء، خصوصاً أن أهالي المحافظة اختبروا مدى مصداقية هذا النظام وجيشه بالدفاع عنهم خلال شهر تموز الفائت، وتأكدوا من الواقع كيف أن النظام مستعد لزج الجميع في المحرقة، مقابل أن يبقى على كرسيه وبالتالي الأسد فقد كل شعبيه له بين أبناء المحافظة وهذا يرجح كفة هذه الفصائل الممثلة لهموم الناس".

نقاط القوة والضعف

وبالإشارة إلى جوانب القوة والضعف التي تمتاز بها الفصائل في السويداء مقابل مليشيا أسد توضح (الباشا) أن "لعل أبرز جوانب القوة لهذه الفصائل أنها تمثل أوجاع الناس وأيضا المدافع عن نفسه دائماً يعتبر صاحب قوة، عدا عن أن هذه الفصائل تستمد قوتها من محيطها من الشباب المتخلفين عن الخدمة والمطلوبين للنظام وغيرهم، ومن هنا فإن أي معركة سيخوضها النظام ضد هذه المجموعات ستزيد من الحاضنة الشعبية لها، وبرأي أن هذه النقطة أبرز نقاط القوة لهذه المجموعات، أما الضعف فهو ما يخشاه الأهالي فقط هو سعي النظام لإشعال فتنة بين أهالي السويداء وتحويل صراعه مع أبناء المحافظة لصراع عائلي أو أهلي وهو ما فشل بتحقيقه إلى الآن".

وتنوه الناشطة ( نورا الباشا) إلى أنه "على الرغم من كل التصعيد على الصعيد الإعلامي؛ إلا أنه وبرأيي موضوع المواجهة المباشرة مستبعد، فالنظام أثبت على مدى السنوات الماضية بأنه غير قادر على إشعال حرب علنية في السويداء، فكانت استراتيجيته المعتمدة خلال هذه السنوات اللجوء لذراعه (تنظيم داعش) وبعض الجماعات المتطرفة أو تفعيل دور العصابات وزيادة الفوضى واللجوء للتفجيرات كما حدث عام 2015".

الموقف الروسي

وتسود حالة من التوتر محافظة السويداء، عقب الحديث عن اجتماعات عقدت مع اللجنة الأمنية في سوريا، والتي يترأسها ميليشيا "الأمن الوطني" بقيادة (علي مملوك)، بمحاولة لسحب السلاح من أبناء السويداء، وسوق شباب المحافظة المتخلفين عن الخدمة العسكرية في ميليشيات أسد.

يقول الناشط الصحفي (محمد العبد الله) إن "نظام الأسد لا يريد في الوقت الحالي فتح جبهة داخلية أخرى، خصوصاً أنه لم يستعيد السيطرة على كافة المناطق ويعاني من الإنهاك في ظل القتال المستمر مع تنظيم داعش، لذا فهو يريد استرضاء الفصائل بدل من الدخول في مواجهة معها".

ويضيف (العبد الله) أن "روسيا لا يمكن أن تدخل في مواجهة مفتوحة مع أهالي السويداء لصالح النظام، فهي في أحسن الأحوال ربما ترسل وفوداً من أجل المصالحة بين النظام وأهالي السويداء، وربما تجد صيغة حل بين الطرفين من أجل موضوع الخدمة العسكرية".

حالة ردع

من جهة أخرى تقول الكاتبة (لينا الغزالي) إن "الفصائل في السويداء باتت تتمتع بخبرات قتالية واسعة بعد المعارك مع تنظيم داعش، وهو ما يمكنها من حماية أهل الجبل بعد تنظيم صفوفها وتشكيل ألوية وفيالق تشكل حالة من الردع لقوات النظام والمليشيات الإيرانية في الاعتداء على أهالي السويداء".

وتشير (الغزالي) في حديثها لأورينت، إلى أن "خطوة حمل السلاح من قبل أبناء جبل العرب لحماية أنفسهم، جاءت متأخرة وذلك بعد اكتشافهم مؤامرة النظام مع تنظيم داعش في الآونة الأخيرة، لذا فإن التنظيم العسكري الذي يجري على أرض السويداء يستهدف تنظيم داعش والمليشيات الإيرانية وقوات النظام".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات