"بارون حلب".. مقصد مثقفي وساسة العالم يتربص به رامي مخلوف

"بارون حلب".. مقصد مثقفي وساسة العالم يتربص به رامي مخلوف
بعد أكثر من مئة عام على إنشاء فندق "بارون" في حلب، أعلنت زوجة مالك الفندق المتوفى منذ عام 2016 أن ورثة زوجها قرروا بيع الفندق لجهة "مجهولة"، في حين كشفت مصادر مطّلعة لأورينت نت أن هذه الجهة وراءها متنفّذي نظام الأسد والمقرّبين من رأس النظام.

ويُعتبر فندق "بارون" من أهم معالم حلب الحضارية، حيث بناه الأخوان (أرمين وأونيك مظلوميان) ذوا الأصول الأرمنية في عام 1911، ونزل به كبار رؤساء وأدباء العالم, كالملك فيصل وجمال عبد الناصر ولورانس العرب وحبيب بورقيبة وزايد آل نهيان، بالإضافة للكاتبة البريطانية أجاثا كريستي، والعالمان باولو ماتييه وجورج سميث، وكذلك رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين والعديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية العالمية، ولكل منهم مذكراته الخاصة داخل الفندق والتي مازالت محفوظةً حتى اللحظة.  

رامي مخلوف

وقالت (روبينا تاشجيان) أرملة مالك فندق بارون (أرمين مظلوميان) لبعض الوكالات المقرّبة من نظام الأسد، إن أخوات (أرمين) المهاجرات خارج البلاد قررن بيع الفندق، وأنها هي المسؤولة عن "المرحلة الانتقالية" لعملية البيع، رافضةً ذكر اسم المشتري لأسباب خاصة بها.

ولكن بعض المصادر أكّدت لأورينت نت أن "رامي مخلوف" ابن خالة "بشار الأسد" هو تلك الجهة المجهولة التي ذكرتها (تاشجيان)، وأنها رفضت تسميته خوفاً على حياتها، بسبب الضغوطات الكثيرة عليها.

وبهذا الجانب، أوضح الكاتب الصحفيّ (جورج كدر) وهو أحد أصدقاء مالك الفندق المتوفى (أرمين مظلوميان) على صفحته الشخصية في الفيسبوك، وأكّدها كذلك لأورينت نت  بقوله: "لا أزال أحتفظ بمسودة مذكرات فندق بارون وهي (مذكرات آخر البارونات) التي كتبتها قبل رحيل الصديق العزيز أرمين مظلوميان، حيث كنّا نلتقي على مدار سنوات لنكمل هذا العمل الفريد، نظراً لكون الفندق جزءاً من تاريخ سوريا السياسي بامتياز".

وأشار (كدر) للجهة المجهولة التي ذكرتها أرملة (مظلوميان) فقال: "إن الجهة المجهولة التي لم تذكرها روبينا (زوجة مالك الفندق) يقف وراءها رامي مخلوف شخصياً، وهي تعرف ذلك تماماً، وحتى قبيل مغادرتي سوريا كان (أرمين) يتواصل معي كلما استدعاه زلمة مخلوف في وزارة السياحة، الوزير سعد الله آغا القلعة، وبالحقيقة هو استدعاء وليس دعوة لأنه كان بالإكراه، وكان أرمين يخرج من مقابلة الوزير بحالة يُرثى لها من كثرة الضغوط عليه للتنازل عن حقوقه بفندق بارون لصالحِ رامي مخلوف".

بدوره أّكده رجل الأعمال الحلبي (أحمد صباغ) لأورينت نت ما ذكره (كدر) بقوله: "ضغط رامي مخلوف وبعض رجاله وأذرعه في حلب على العديد من الشخصيات وأصحاب المهن لشراء عقاراتهم بالقوة، خاصة بعد أن لاقت ممتلكاتهم الدمار كلياً أو جزئياً، وكان فندق بارون أحد أهم أهداف رجال الدولة بحلب ومن خلفهم رامي مخلوف".

قوانين لسلب تاريخ حلب

(صباغ) قال لأورينت: "ساهمت القوانين والتشريعات التي سنّها نظام الأسد بالاستيلاء على العقارات والأملاك الشخصية، ذات التاريخ القديم والتي لها رونقها الخاص وثمنها الخاص عند رجال النظام، ومن بين هذه القوانين كان القانون رقم /10/ الذي سمح بالاستيلاء على أملاك المهاجرين، والكل يعلم أن أصحاب هذه العقارات أغلبهم مسافر خارج البلد أو متوفّي".

وأوضح رجل الأعمال السوري بعضاً من هذه الاجراءات قائلاً: "شهدَ فندق بارون والمنطقة المحيطة به والتي تشتهر بالأبنية والأسواق القديمة ذات التاريخ العريق، زيارة بعض الشخصيات المحسوبة على نظام الأسد وبعضهم مدفوع من رامي مخلوف بذاته، لتدقيق وتوثيق الأبنية والمحال والأسواق التجارية ذات القيمة السوقية الضخمة، وذلك بحجة تثبيت ملكيتها وإعادة ترميمها".

وأكمل رجل الأعمال: "اليوم فندق بارون وغداً فنادق العزيزية العريقة، وبعدهما ربما يكون الدّور على أسواق حلب العتيقة، وكل ذلك من أجل استملاك حفنة من رجال الأسد لتاريخ وحاضر ومستقبل سوريا، ومثلما كان قانون التأميم في ستينيات القرن الماضي والذي سلب أغلب حصّة (مظلوميان) من ملكيّة فندق بارون، فاليوم قوانين الأسد ستسلبهم باقي حصّته كما ستسلب أغلب السوريين حصتهم من بلدهم".

جدير بالذّكر، أنّ فندق "بارون" امتنع عن استقبال النزلاء منذ عام 2012 بعد تفجيرات ساحة سعد الله الجابري القريبة منه, وبعام 2014 تم فتحه لاستقبال الأهالي النازحين من شرقيّ حلب, وبعد عامين توفي صاحبه الأساسي, بعد نضال طويل مع حاشية النظام استمرّ لسنوات دون التنازل عن ملكيته لهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات