"هآرتس" تتحدث عن الدرس الذي تعلمته إسرائيل من ترامب بعد إعلانه الانسحاب من سوريا؟

"هآرتس" تتحدث عن الدرس الذي تعلمته إسرائيل من ترامب بعد إعلانه الانسحاب من سوريا؟
قالت صحيفة "هآرتس" أن الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) دمر جمع مخططات مستشاريه وجنرالاته التي تم وضعها ودراستها خلال أشهر، وذلك في قرار واحد فقط.

وأشارت الصحيفة إلى أن كلاً من وزير الدفاع المستقيل (جيم ماتيس)، ومستشار الأمن القومي (جون بولتون)، عملوا على مدى شهور في شرح أهمية التواجد في سوريا لـ (ترامب)، وأهميته لمنع التوسع الإيراني واحتواء النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وتعزيز الموقف الدولي للولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه انسحب جميع الدبلوماسيين الأمريكيين والموظفين الحكوميين من سوريا، خلال 24 ساعة من قرار (ترامب)، بينما من المفترض أن يغادر آخر جندي أمريكي في غضون 100 يوم.

وقالت الصحيفة إن القرار بالنسبة لإسرائيل له بعد واحد فقط، وهو أن عملية إبعاد القوات الإيرانية والمليشيات الشيعية التابعة لها من سوريا لم يحقق أي تقدم. ولم يبق أمام إسرائيل إلا وعود روسية مزيفة، انهارت بعد حوالي ستة شهور، وموقف أمريكي غير متحمس تجاه الظروف الحالية.

وبحسب الصحيفة، حتى لو تم الافتراض جدلاً، بأن الجيش الإسرائيلي استطاع تحقيق مواجهات رائعة في سوريا أدت إلى إصابة أهداف تابعة لـ "الحرس الثوري الإيراني" في الربيع الماضي، إلا أن هذه الضربات لا يمكن أن تجبر إيران عن التخلي عن أهدافها.

وتشير الصحيفة إلى أن هناك درس واحد يجب على إسرائيل تعلمه، لا يمكن الاعتماد على (ترامب)، على الرغم من تعاطفه مع إسرائيل وعلى الرغم من أنه محاط بعائلة ومستشارين وأشخاص يهود. 

وعلى هذا الأساس، ترى الصحيفة أن ما يعرف باسم "صفقة القرن" تبدو الآن ضعيفة الحدوث. ويمكن القول، أن (ترامب) قد يغير موقفه فجاءة حتى تجاه الإيرانيين، فقد فعل ذلك سابقاً عندما أعلن أنه متفق مع ديكتاتور كوريا الشمالية، وأعلن في الوقت نفسه، بدون أن يمتلك أي دليل، نهاية التهديد النووي لكوريا الشمالية.

ثلاث مبادى أتبعتها روسيا في سوريا

قيمت دراسات إسرائيلية وضع روسيا في سوريا على غرار أفغانستان أخرى تقع فيها موسكو، واعتبر البعض، سوريا هي فيتنام الروسية، إلا أن كل ذلك تبين عدم صحته. وتبين فيما بعد أن قرار (بوتين) بإرسال سربين من الطائرات القتالية لمساعدة نظام (بشار الأسد) قد أثمر في قلب التوازنات لصالح النظام الذي كان على وشك الانهيار، ووضع لموسكو مكانة في الساحة الدولية.

ورأى البرفسور (أدامسكي) من "مدرسة الحكومة والدبلوماسية والاستراتيجية" التابعة لـ "المركز المتعدد التخصصات" في تل أبيب أن روسيا حددت ثلاث مبادئ استراتيجية للعمل عليها في سوريا.

عملت روسيا على الحفاظ على مستوى عال من الاحتكاك ولكنه منضبط في الوقت نفسه، مما سمح لها بفرض نفسها كوسيط بين مختلف الأطراف. وأشار إلى أن الاتصالات التي كانت تجريها موسكو مع كل الأطراف المتواجدة في سوريا أعطاها ميزة إضافية عن منافسيها الأمريكان. 

ورأى (أدامسكي) الذي وصفته الصحيفة بأنه أحد أهم المحللين لاستراتيجية الروسية، أن روسيا تجنبت أكبر خطأ كان من الممكن أن يؤثر عليها. وهو التوسع غير المنضبط في حملتها ضد الثوار وما يعرف لدى الأمريكيين بأنه "زحف المهمة"، أي تخطي المهمة للنطاق الأصلي لها.

أما المبدأ الثالث، فهو بحسب (أدامسكي)، الحفاظ على المرونة الاستراتيجية، ومعرفة روسيا لحدود قوتها، وتنفيذ التعديلات الضرورية بالسرعة اللازمة.

ولهذا، ترى الصحيفة أن لدى (بوتين) أسباب كافية للرضا تجاه ما يحصل في سوريا خصوصاً إن كل ما يحدث ينعكس بالإيجاب على وضعها في الساحة الدولية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات