بعد عامين على سيطرة نظام الأسد.. هل أصبح مخيم خان الشيح صالحاً للسكن؟

بعد عامين على سيطرة نظام الأسد.. هل أصبح مخيم خان الشيح صالحاً للسكن؟
عامان مرّا على تهجير أبناء وقاطني مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين، الذي كان يعد التجمع الأكبر لفصائل المعارضة بريف دمشق الغربي، وما زال يفتقر للخدمات الأساسية والمرافق العامة المؤهلة التي تجعله صالحاً للسكن، ويعاني قاطنوه أوضاعاً إنسانية متردية دون النظر في مطالبهم رغم تكرار النداءات.

وطالب أهالي مخيم خان الشيح لجنة التنمية والإغاثة المعنية بملف إعادة الخدمات وتأهيل البنى التحتية بالعمل السريع على فتح الطرق الرئيسية وترحيل الأنقاض المتراكمة فيها وإعادة تفعيل شبكات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء، على غرار ما فعلته في المناطق المجاورة التي شهدت عمليات تهجير مماثلة.

وقال مصدر من أبناء المخيم فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية لـ"أورينت نت"، إنه "ما زالت طرق المخيم الفرعية مغلقة حتى اليوم بسبب انتشار ركام المنازل المدمرة فيها، ولم يتم تأهيل شبكات الصرف الصحي والكهرباء لجميع الأحياء السكنية، فقد عمل شبان من أبناء المنطقة على إصلاح شبكات الكهرباء التي تزود بعض الأحياء بجهود شخصية منهم، ومع ذلك فلا تتوفر الكهرباء أكثر من 5 ساعات يومياً، إضافةً للأعطال الكثيرة المتكررة".

وتابع المصدر: "عادت شبكة المياه العذبة للعمل قبل شهرين من اليوم فقط، وما زالت بانقطاع متكرر بسبب تعطل المضخة الرئيسية التي تغذي المخيم وإصلاحها بشكل مؤقت، إضافةً لخروج الشبكة عن الخدمة في أحياء المخيم الغربية نتيجة القصف الذي طالها سابقا".

وشدد المصدر على معاناة أهالي المخيم من النقص الكبير في مادة الخبز بسبب عدم تأهيل الأفران المنتشرة في المنطقة والتي تم تدميرها خلال السنوات السابقة، واعتماد أكثر من 25 ألف مدني على فرن "الجليل" الوحيد القادر على الإنتاج، والذي يعمل بمعدل ساعتين يومياً فقط، ما أجبر أهالي المخيم على قصد القرى والبلدات المجاورة لتأمين احتياجاتهم، واصفاً الحصول على ربطة الخبز من داخل المخيم بـ"الإنجاز العظيم".

وبحسب المصدر فإن الأهالي يعيشون أوضاعاً مزريةً بسبب انتشار البطالة وعدم توفر فرص العمل والموارد المالية، وذلك نتيجة إغلاق الطرق الرئيسية لأكثر من عام ونصف، مشيراً إلى أن عناصر ميليشيا أسد كانت تمنع السكان من الدخول والخروج دون موافقة أمنية، باستثناء الطلاب والموظفين الذين يتوجب عليهم تسجيل أسمائهم في مفرزة جيش التحرير الفلسطيني قبل خروجهم بيوم واحد على الأقل، إلا أنها أعادت فتح اتستراد دمشق- القنيطرة قبل أربعة أشهر.

وعن الواقع الأمني يقول الناشط (ضياء عسود) لـ"أورينت نت"، "يعيش أهالي مخيم خان الشيح حالة خوف وقلق من استمرار حملات الدهم والاعتقال التي طالت العديد منهم، رغم التعهدات التي قدمتها القوات الروسية لفصائل المعارضة ضمن اتفاق التهجير بعدم التعرض الأهالي واعتقالهم، ورفع الحصار المفروض على الفور، هذا ما نقضته عناصر ميليشيا أسد وبدأت بعملية الملاحقات الأمنية فور سيطرتها على المنطقة، واستمرت بفرض حصارها أكثر من عام ونصف".

وأشار (عسود) إلى أن ميليشيا أسد الطائفية ما تزال تمنع أصحاب المزارع والفيلات المحيطة بالمخيم والتي تشكل نسبة 80 بالمائة من خان الشيح من دخول المنطقة لتفقد ممتلكاتهم والبدء بإعادة تأهيلها، بحجة عدم الانتهاء من عملية التمشيط، باستثناء الضباط وكبار رجال الأعمال، كما أعلنت أحياء "الإسكان والفيلات والسعيد والمنال" غربي المخيم منطقة أمنية، ولم تسمح لقاطنيها بالعودة إليها حتى اليوم".

وبحسب الناشط فإن ميليشيا أسد سحبت عناصرها من داخل المخيم، لكنها ما زالت منتشرة في منطقة المزارع حتى اليوم، مؤكداً أنها افتتحت مكاتباً تابعةً لميليشيا (أحمد جبريل) الموالية لها، وشهدت تطويع عشرات الأشخاص من أبناء المخيم، إضافةً لرواج تجارة المخدرات والممنوعات من قبل عناصرها.

وكانت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا قد أصدرت إحصائيات نهاية شهر أيلول/سبتمبر الفائت، وثقت فيها بيانات 247 لاجئاً فلسطينياً بينهم نساء وأطفال من أبناء مخيم خان الشيح مغيبون قسرياً في سجون ميليشيا أسد، مشيرةً إلى أن الأفرع الأمنية والمخابراتية تتكتم عن أسماء المعتقلين الفلسطينيين لديها.

وشهدت منطقة خان الشيح بريف دمشق الغربي عملية تهجير قسري لنحو 1450 رجل و 589 امرأة و900 طفل ضمن اتفاق نص على خروج الثوار منها إلى محافظة إدلب نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2016.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات