اليوم، كما في السابق، أداءُ الاقتصاد الفرنسيّ لا بأس به ، مع نسبةِ نموٍّ سنويّ تتحسّن، لكن كما في الخمسينات، ليست الأوضاعُ جيّدة للجميع. تبقى نسبة ُالبطالة عندَ أعلى من تسعة بالمئة في ظل اتّساع ِالفجوةِ في الدخل . والأهم أنّ ازديادَ كلفةِ المعيشة يصعّبُ على الفئاتِ الدنيا تأمينَ متطلّباتِهم، في وقتٍ يتمتّعُ فيه أصحابُ الامتيازاتِ بنمطِ حياةٍ لا يُمكن تخيّله.. و الفرنسيون شعبٌ جاهز في كل ِالاوقات للهبوب وتحويل ِبلاطِ الشوارع إلى حواجزَ و إحراق السيارات كما فعلوا عام ثمانيةٍ وستين .. وقتها أسقطوا الجنرال ديغول .. ديغول الذي أينما تطلعَ الفرنسيون في التاريخ شعروا أنهم بحاجةٍ إليه ومع ذلك أسقطوه, و وجدَ نفسَه وحيدا بمواجهة غضب ِالشارع من تدهور الاقتصاد وانتشارِ البطالة.
التاريخ يكررُ نفسَه اليوم .. و بعد خمسينَ عاما على تلك الحقبة ها هم الفرنسيون في الشوارع ، استمع ماكرون إلى نُخبهم السياسية و هيئاتِهم التمثيلية و منظماتِهم العمالية .. قبيل توجهه إلى الإليزيه و اعتذارهِ للفرنسيين في أول كلمةٍ له منذُ بدءِ الاحتجاجات ِوإعلانهِ عن تحمّلِ المسؤولية في إثارةِ مشاعر ِالغضب لدى البعض .. متعهدا بزيادةِ الحد الأدنى للأجور و الغاء الضرائِب على ساعات ِالعمل الاضافية
تقديم: أحمد ريحاوي
إعداد: علاء فرحات
كاظم آل طوقان
الضيوف:
مصطفى الطوسة - الكاتب والمحلل السياسي
د. اسماعيل خلف الله - الخبير القانون الدولي
د. عاطف عبد الجواد - أستاذ في العلوم السياسية
التعليقات (0)