هل سيستجيب الشارع الفرنسي لخطاب ماكرون ؟

في الخمسينات، نفضت فرنسا عن مدنِها غبارَ الحربِ العالميّة الثانية والاحتلال الألمانيّ .. و لإعادة ِالإعمار تبنّى قادة ُالبلاد نظاماً اقتصاديا لتحويل ِنسبةٍ كبيرة من الاستثمار ِالمركزيّ في صناعاتٍ محدّدة.. ساعدَ ذلك في النمو الهائلِ الذي شهدته فرنسا أوائلَ السبعينات.. لكن كان لذلك تأثيرٌ سلبيّ على الملايين من أصحابِ الأعمالِ الصغيرة، الذين كانوا يعتقدون أنّ ضرائِبَهم كانت تُحوّل لمساعدة ِالأعمال الكبيرة في السيطرة ِعلى الاقتصاد .. 

اليوم، كما في السابق، أداءُ الاقتصاد الفرنسيّ لا بأس به ، مع نسبةِ نموٍّ سنويّ تتحسّن، لكن كما في الخمسينات، ليست الأوضاعُ جيّدة للجميع. تبقى نسبة ُالبطالة عندَ أعلى من تسعة بالمئة في ظل اتّساع ِالفجوةِ في الدخل . والأهم أنّ ازديادَ كلفةِ المعيشة يصعّبُ على الفئاتِ الدنيا تأمينَ متطلّباتِهم، في وقتٍ يتمتّعُ فيه أصحابُ الامتيازاتِ بنمطِ حياةٍ لا يُمكن تخيّله.. و الفرنسيون شعبٌ جاهز في كل ِالاوقات للهبوب وتحويل ِبلاطِ الشوارع إلى حواجزَ و إحراق السيارات كما فعلوا عام ثمانيةٍ وستين .. وقتها أسقطوا الجنرال ديغول .. ديغول الذي أينما تطلعَ الفرنسيون في التاريخ شعروا أنهم بحاجةٍ إليه ومع ذلك أسقطوه, و وجدَ نفسَه وحيدا بمواجهة غضب ِالشارع من تدهور الاقتصاد وانتشارِ البطالة.

التاريخ يكررُ نفسَه اليوم .. و بعد خمسينَ عاما على تلك الحقبة ها هم الفرنسيون في الشوارع ، استمع ماكرون إلى نُخبهم السياسية و هيئاتِهم التمثيلية و منظماتِهم العمالية .. قبيل توجهه إلى الإليزيه و اعتذارهِ للفرنسيين  في أول كلمةٍ له منذُ بدءِ الاحتجاجات ِوإعلانهِ عن تحمّلِ المسؤولية في إثارةِ مشاعر ِالغضب لدى البعض .. متعهدا بزيادةِ الحد الأدنى للأجور و الغاء الضرائِب على ساعات ِالعمل الاضافية

 

 

 

تقديم: أحمد ريحاوي

إعداد: علاء فرحات

كاظم آل طوقان

 

الضيوف:

مصطفى الطوسة - الكاتب والمحلل السياسي

د. اسماعيل خلف الله - الخبير القانون الدولي

د. عاطف عبد الجواد - أستاذ في العلوم السياسية 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات