الصحافة الغربية تنعى رائد الفارس

الصحافة الغربية تنعى رائد الفارس
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الإعلامي والناشط في حقوق الإنسان (رائد الفارس) واحدا من أهم النشطاء في الثورة السورية، مشيرة إلى أن حادثة اغتياله تؤكد على التهديدات المميتة التي يتعرض لها نشطاء الثورة ممن يواجهون نظام (الأسد) والقوات المتطرفة.

وأشارت الصحيفة إلى عمل (الفارس) في "راديو فرش" والذي لعب دوراً هاماً في التحذير من الضربات الجوية القادمة لاستهداف المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. 

وكان (الفارس) قد قال في وقت سابق للصحيفة، إنه نجا من محاولة اغتيال واحدة على الأقل هذا العام. كما أنه تم اختطافه من قبل "تنظيم القاعدة" في عدة مرات، بحسب ما قال للصحيفة، حيث صرح قائلاً "مع ذلك لم نستسلم. مازلنا نقوم بالتغطية، ونؤمن تغطية مستقلة لأخبار الثورة السورية. نكافح الإرهاب ونؤيد التسامح".

ورداً على قرار (ترامب) إيقاف برامج التمويل الموجهة إلى سوريا، كتب (الفارس) في الصحيفة "أظهر لنا التاريخ الحديث مراراً وتكراراً بأن السلام الدائم يعتمد على مجتمع مدني نابض بالحياة وخطاب سياسي حر. حيث يمكن للأصوات الجديدة تحدي الدكتاتورية والإرهاب".

صحيفة "غارديان" قالت إن (الفارس) أخذ على عاتقه التصدي لنظام (الأسد) وللمتطرفين الذين خرجوا خلال سنوات الحرب في سوريا، ووقف بوجه الطرفين بنفس القوة والعزم. ولهذا تم قتله هو وزمليه (حمود جنيد) من قبل مسلحين لم يتم التعرف عليهم.

وكان (الفارس) قد قال في منتدى الحرية في أوسلو العام الماضي، أنه وقف ضد نظام (الأسد) بسبب طفولته التي قضاها وهو يشاهد إرث النظام السوري القاتل. طرح (الفارس) حينها سؤالاً "هل كان من المفيد البدء في الثورة ومواجهة الأسد؟" أجاب على نفسه قائلاً "لقد كان الأمر مهماً بكل تأكيد".

ومع تصاعد الحرب وانتشار المسلحين المتطرفين، وجد نفسه يقاتل على جبهتين، واحدة تواجه الديكتاتورية، وأخرى الجماعات المتطرفة التي ولدتها الحرب، بما في ذلك "داعش" و"هيئة تحرير الشام".

رأى الفارس أن السوريين هم ضحايا شكلين من أشكال الإرهاب، واحد هو إرهاب (الأسد) وآخر هو "داعش" والتنظيمات المشابهة لها.

واستخدم (الفارس) لافتات ساخرة في التظاهرات، استخدمت في أساليبها الثقافة الأمريكية، وانتشرت بشدة في وسائل التواصل الاجتماعي، وانتقدت كل الأطراف على السواء، بما في ذلك قوات النظام، والجهاديين، وكذلك الزعماء الغربيين، والذي اعتبرهم (الفارس) فشلوا في التدخل لوقف العنف الذي مزق البلاد.

بدورها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن مقتل (الفارس) جاء في الوقت الذي بدأت فيه ملامح الحرب بالانحسار بعد أن تمكن النظام من السيطرة على معظم البلاد بمساعدة روسيا وإيران. معتبرة مقتله، دلالة مريرة على نهاية الحلم الذي سعى له (الفارس) ونشطاء الثورة السورية، المتمثل بإسقاط النظام وإنشاء ديمقراطية في سوريا. 

وقال (جون جايغر) المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إن "الشعلة الأخيرة للثورة، والتي كانت في يوم من الأيام مصدر فخر وإلهام للمدنيين، قد انطفأت" وأضاف (جايغر) الذي كان صديقا لـ(الفارس) "أكره أن أقول الأمور على هذا النحو، إلا أن هذا هو الواقع".

وأشار (جايغر) إلى أن النشطاء الآخرين الذين يسعون لإحداث تغيير في سوريا مازالوا موجودين؛ إلا أن المخاطر في سوريا قد دفعت معظمهم إلى الخروج منها.

وقال أحد أصدقائه للصحيفة "لقد كان روح الثورة. شعرت اليوم حقاً بأننا فقدنا روحنا الأخيرة" وأضاف قائلاً "كل هؤلاء الذين بدأوا الثورة في عمر رائد إما ماتوا أو هربوا. من سيحزن على رائد في الطريقة التي اعتاد هو فيها الحزن على شهداء الماضي؟".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات