نيويورك تايمز: غارة للقوات الخاصة البولندية تكشف عن منشأة روسية سرية

نيويورك تايمز: غارة للقوات الخاصة البولندية تكشف عن منشأة روسية سرية
أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى الغارة التي شنتها القوات الخاصة الفنلندية على جزيرة "ساكيليووتو" الصغيرة الواقعة بين فنلندا والسويد، والتي أدت إلى الكشف عن منشأة سرية يمتلكها رجل أعمال روسي غامض لم يسمع عنه أو يشاهده أحد من قبل.

وتعود ملكية الجزيرة، بحسب الصحيفة، إلى الروسي (بافل ميلنيكوف) البالغ من العمر 54 عاماً من سان بطرسبرج، حيث قام بزرع كاميرات أمنية وكاشفات للحركة وإشارات لعدم المرور عليها صور مخيفة لحارس يرتدي قناعاً أسود اللون، كما تحتوي الجزيرة على تسعة أرصفة بحرية، ومهبط للطائرات، وحوض سباحة مغطى بشبكة مموهة، بالإضافة إلى مساكن جميعها تحتوي على أطباق خاصة لاستقبال الأقمار الاصطناعية، وبإمكانها احتواء ما أسمته الصحيفة بـ "جيش صغير".

العملية التي يشوبها الغموض، ليست الأولى من نوعها، حيث تم الإغارة على 17 موقعاً مشابهاً في نفس المنطقة، الأمر الذي أثار تكهنات في فنلندا حول أن المالك الحقيقي لهذا المواقع هو الجيش الروسي، بينما قال المسؤولون الفنلنديون إن الهدف من الحملة هو مكافحة غسيل الأموال والتهرب الضريبي. 

وتشير الصحيفة، إلى أن هناك عدداً قليلاً ممن اقتنع بالرواية الفنلندية الرسمية حول الحملة التي شنتها والتي تطلبت مشاركة 400 عنصر من القوات الشرطية والعسكرية الفنلندية، استهدفت 17 موقعاً غربي البلاد جميعها لها صلة بروسيا، حيث شارك في العملية طائرات هليكوبتر واستطلاع لتقديم الدعم، كما تم إغلاق المجال الجوي فوق المنطقة أمام جميع الطائرات غير المشمولة في العملية الأمنية.

روايات متضاربة

رئيس الوزراء الروسي (ديميتري ميدفيديف) سخر خلال مؤتمر صحفي عقده بعد أيام قليلة من الغارة في العاصمة الفنلندية (هلسنكي) من سؤال وجه له حول ما إذا كانت روسيا تعد أماكن لهبوط طائرات عسكرية تابعة لها في الجزر الفنلندية، قائلاً "لا أدري أي عقل مريض من الممكن أن تخطر له فكرة كهذه" وأن "تفكيراً كهذا لابد أن يكون صاحبه مصاباً بجنون الارتياب".

مع ذلك، تنوه الصحيفة إلى أن المشكلة حول الرواية الروسية وحتى الفنلندية تتعلق بالمصداقية. لموسكو، سجل حافل بإنكار الحوادث التي تبين فيما بعد أنها حقيقية وبعيدة كل البعد عن القصص المضادة التي ينشرها الكرملين. 

وقال العضو السابق في البرلمان الفنلندي، والذي عمل سابقاً كضابط حرس للحدود، إن روسيا تخطط لبناء أرصفة بحرية لخدمة غواصاتها، في حين نوهت الصحيفة، إلى أن رواية كهذه، تلقى رواجاً كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعتقد أن الجزر التي تقع بالقرب من المنشآت العسكرية الفنلندية والممرات البحرية المهمة لبحر البلطيق كانت جزءاً من عملية سرية قامت بها الاستخبارات العسكرية الروسية، المعروفة باسم G.R.U.

بدورها، حذّرت أجهزة الاستخبارات الفنلندية في السابق، ومنذ فترة طويلة، من أن الممتلكات التي يشتريها المواطنون الروس في فنلندا يمكن استخدامها لأغراض عسكرية.

خشية من استفزاز الروس

وعلى الرغم من تركيز فنلندا على الغرب؛ إلا أنها وفي الوقت نفسه حذرة من معاداة موسكو ولديها - بحسب الصحيفة - سياسية قديمة متعلقة بعدم إثارة قضايا من هذا النوع على العلن والتي من الممكن أن تؤدي إلى احتكاك مع روسيا التي لها حدود مشتركة مع فنلندا يصل طولها إلى 1400 كم.

كما تتعرض فلندا لضغوط من روسيا على خلفية إرسال قواتها العسكرية إلى النرويج للانضمام إلى القوات الأمريكية المشاركة في المناورات العسكرية الأكبر من نوعها، والتي يقيمها "حلف شمال الأطلسي – الناتو" منذ نهاية الحرب الباردة في عام 1991.

يشار إلى أن الغارات التي شنتها فنلندا، تزامنت مع مناقشات في البرلمان حول تشريع جديد يعزز من السلطة الممنوحة لجهاز الاستخبارات الفنلندي. كما يفكر المشرعون، بحسب الصحيفة، بمنع الأشخاص، من خارج الاتحاد الأوربي، من استملاك أراضي فنلندية في الأماكن الاستراتيجية، حيث تعد روسيا، من أكبر مالكي العقارات الأجانب، والذي من بينهم أشخاص مقربون من الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين).

وبحسب نيويورك تايمز، استولت العناصر التي استهدفت المقرات الروسية، على مخزون متعدد من العملات الأجنبية بما في ذلك 3 ملايين يورو كما تم ضبط أقراص الكمبيوتر وفلاشات تحتوي على أكثر من 100 تيرابايت من البيانات، بالإضافة إلى الكشف عن مراكز اتصالات متقدمة.

للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات