هل تقاتل "فصائل مصالحات درعا" الميليشيات الإيرانية بدعم روسي؟

                      هل تقاتل "فصائل مصالحات درعا" الميليشيات الإيرانية بدعم روسي؟
تبنت مؤخراً  ما يسمى "المقاومة الشعبية" في منطقة حوران هجوماً جديداً على حاجز عسكري يرجح أنه لعناصر ميليشيا "حزب الله" اللبناني على طريق ‎"نوى - ‎تسيل" بالقرب من الكتيبة 26 مشاة الإستراتيجية، والتي تتخذها الميليشيا اللبنانية مقرا لها، حيث أدى الهجوم لوقوع 6 قتلى وعدد من الجرحى، إذ يعد هذا الهجوم الثاني‏ من نوعه لـ"المقاومة الشعبية" الذي يستهدف حواجز تتبع للميليشيات الطائفية. 

ويأتي هذا التطور في ظل المحاولات الإيرانية لإيجاد منطقة نفوذ لها في درعا، من خلال شراء بعض الشخصيات، التي بدأت بالفعل بالترويج للمذهب الشيعي في عدد من بلدات ومدن درعا، وباتوا يعززون مناطق نفوذهم، ويشنون حملات تجنيد لتشييع وتطويع شباب حوران ضمن صفوف "حزب الله".

وأفادت بعض المصادر، بأن ‎روسيا أرسلت مجموعات من شباب حوران ضمن ما يعرف بـ"ا‎لفيلق الخامس" إلى ريف اللاذقية في منطقة ‎سلمى بدورة تدريبية مدتها 27 يوماً، ومن ثم سيكون من أولى مهامها بحسب تصريحات قادة المجموعات "قتال الجماعات المتطرفة (تنظيم داعش) في ريف السويداء والميليشيات الأجنبية ومنها الميليشيات الشيعية في الجنوب السوري".

"المقاومة" والروس

يقول الأكاديمي والباحث في الشأن الروسي (د.أحمد منير) لأورينت نت، إن هناك اختلافا فيما يسمى "المقاومة الشعبية" و"فصائل المصالحات"، حيث إن "المقاومة الشعبية" هم أفراد يحملون سلاحاً يقومون بعمليات نوعية ضد أهداف معينة للنظام والإيرانيين، لذا فهم مصدر قلق للروس الذين تسلموا ملف درعا، وكون عناصر "المقاومة" ليسوا تحت تصرفهم ولا يتبعون لأوامرهم، بينما "فصائل المصالحات" تتبع وتتلقى الدعم بشكل مباشر من روسيا، لا سيما بعد هيكلة الفصائل وضم قسم منهم لـ"الفيلق الخامس" من أجل تكوين جيش غير منظم بشكلٍ كافٍ، ولكن يضمن مصالح الروس في درعا، ويكون بديلاً عن جيش النظام، خصوصاً بأن أهالي درعا لا يرغبون بدخول جيش النظام إلى قراهم ويشجع عودة المهجرين.

ويشير (منير) إلى أن الروس بدأوا بوضع جدول مكثف يشمل دورات تدريبية لمقاتلي حوران يشرف على تدريبهم ضباط روس، وهذا الأمر هو رسالة بالدرجة الأولى إلى إيران مفادها "بأن هناك آلاف المقاتلين يتم تجهيزهم لطرد مليشياتها" خصوصاً أن إيران تريد انتزاع ملف درعا من الروس من أجل تأمين مراكز للقوة لها على الحدود مع إسرائيل.

وتقوم المليشيات الإيرانية في مناطق دير الزور ودرعا وحلب بحملات تشمل المدارس ودور العبادة من أجل نشر التشيع ومحاولة ضم عدد من الشبان إلى صفوف ميليشياتها، من أجل انتزاع هذه المناطق لصالحها؛ ولكن تصطدم بوجود ميليشيات تتبع لروسيا تقوم بمضايقتها وتصل أحياناً إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين.

خيارات المنطقة

بدوره يؤكد الناشط الصحفي (كرم أبو المجد) من منطقة درعا لأورينت نت، إن "فصائل المصالحات تقوم بعمليات استخبارتية من أجل كشف المواليين للمليشيات الإيرانية واعتقالهم، وخصوصاً مع تغلغل الوجود الإيراني  في عدة مناطق من حوران، حيث تقوم الفصائل بمنع إقامة مقرات تتبع للمليشيات الشيعية في المناطق التي تسيطر عليه في حوران".

وينوه (أبو المجد) إلى أن الشرط الإسرائيلي للسماح للروس بالسيطرة على درعا كان إبعاد المليشيات الإيرانية عشرات الكيلومترات عن الجنوب السوري، ولكن مع إخلال الروس بهذا الشرط وتقدم المليشيات الموالية لإيران إلى عمق درعا، فإن المنطقة الجنوبية أمام خيارين، أما أن يقوم الروس بدعم الفصائل لطرد الإيرانيين؛ أو أن تتولى إسرائيل أمر القضاء على هذه الميليشيات بنفسها.

نمط مواجهة جديد

من جهته يؤكد (همام فهيم) وهو محام وناشط صحفي من منطقة حوران لأورينت نت، بأن الهدف الرئيسي لمكون "المقاومة الشعبية" استهداف الوجود الإيراني في المنطقة، وهم مجموعة من شباب حوران، حيث أن كل ضرباتهم المستقبلية ستستهدف المليشيات الشيعية على وجه الخصوص، ولا يستهدف ميلشيا أسد بالدرجة الأولى والمحاولات جارية لتحييدهم عن النزاع القادم.

‏وأوضح (فهيم)  بأن "نمط المواجهة القديم انتهى قولا واحداً من ناحية الجيوش والألوية ومعارك المواجهة المباشرة،‏ لا سيما أن كثيراً من الفصائل ما زالت تمتلك سلاحها‏، والروس وجدوا في الجنوب بفصائل المصالحات بديلاً عن الإيرانيين، ‏وأساساً فتح معبر نصيب مغازلة روسية للنظام لإبعاده عن إيران ‏وسوف يتم إغلاقه مجدداً" مشيراً إلى أن اعتماد الروس ‏على فصائل المصالحات، هو أنهم جيش مدرب ومن أهل الأرض قادر على حماية المصالح الروسية، ويمكن تسميته بـ"الجيش الروسي" لأن هويات (بطاقات) "الفيلق الخامس" عليها العلم الروسي، وستقوم باستخدامه في مهامها المستقبلية من أجل مصالحها وخصوصاً مع توقع قيام معارك بشكل أوسع مع الإيرانيين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات