فورن بوليسي: حرب الأسد البيولوجية ضد السوريين لم يشهدها العالم منذ عهد نابليون

فورن بوليسي: حرب الأسد البيولوجية ضد السوريين لم يشهدها العالم منذ عهد نابليون
قالت الباحثة الطبية (آني سبارو) في تقرير نشرته مجلة "فورن بولسي" إن (بشار الأسد) يشن حرباً بيولوجية ضد السوريين تجسدت في التدمير المتعمد للبنية التحتية للقطاع الصحي، ضمن تكتيك شرير وله سوابق تاريخية ونتائج خطيرة على الصحة العامة.

وأشارت (سبارو) إلى أن الإجراءات العامة للصحة، مثل توفير المياه النظيفة والصرف الصحي، بالإضافة إلى التخلص من النفايات وحملات التطعيم ومكافحة العدوى، حولها النظام إلى أسلحة بيولوجية، بسبب التدمير المتعد الذي أتبعه نظام (الأسد)، حيث أدى الصراع في سوريا، إلى ظهور مستويات جديدة من المرض لم تظهر منذ حقبة نابليون.

وتعد الحرب التي شنها (الأسد) ضد البنية التحتية للصحة العامة، بعداً استراتيجيا سببته الفظائع الشنيعة التي قامت بها قواته العسكرية والتي تضمنت الهجمات العشوائية ضد المدنيين وتشريدهم والحصار المدمر على البلدات والقرى، بالإضافة إلى الاعتداءات المستمرة على المستشفيات، مما سيؤدي إلى التعجيل في ظهور الأوبئة التي تزدهر في ظروف المعيشة المزدحمة التي نشأت نتيجة للنزوح الجماعي. وامتنع نظام (الأسد)، في الوقت نفسه، عن تقدم الخدمات الصحية الأساسية، بهدف إضعاف السكان في هذه المناطق ومعاقبتهم وزيادة الأعباء على المرافق الطبية الأولية. 

ويشير التقرير إلى أن الأساليب الوحشية المتبعة في المعارك يجب ألا تمتد لتشمل البنية التحتية للرعاية الصحية، حيث حظرت اتفاقيات جنيف، والتي صممت بهدف تجنيب المدنيين ويلات الحرب، إجراءات مشابهة لتلك التي قام بها (الأسد) والذي يعد على هذا الأساس متورطاً في جرائم حرب.

وعلى الرغم من أن الاستراتيجية التي قام بها النظام، توصف بالمعقدة، إلا أن تنفيذها يتطلب خطوات بسيطة. منها مثلا، توقف أعمال الصيانة في محطات معالجة المياه والصرف الصحي، نتيجة لاعتقال النظام للمهندسين العاملين هناك وموظفي الصيانة والتوقف عن دفع رواتبهم. كما استهدفت قوات (الأسد) عدداً من محطات المياه والطاقة. وتوقف النظام عن التخلص من النفايات مما تتسبب بظهور ناقلات الأمراض المعدية مثل الفئران والذباب الرملي. واعتمد النظام على حجب الكلور، والذي يعد شرطاً أساسيا للمياه النظيفة.

تقويض مكافحة العدوى

كما قامت قوات (الأسد) إلى جانب قصف المستشفيات، وعيادات الصحة الأولية، والمختبرات، وبنوك الدم، بملاحقة الأطباء وتجريم العاملين في الرعاية الصحية. مما أدى إلى مقتل أكثر من 8,000 طبيب ودفع ما يناهز من 15,000 طبيب إلى مغادرة البلاد.

ولم يكتف (الأسد) بذلك، حيث قام باحتجاز اللقاحات المستخدمة ضد شلل الأطفال والحصبة وجميع الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، في المناطق الخارجة عن سيطرته. وكمثال على ذلك استبعدت وزارة الصحة، محافظة دير الزور، من حملة التطعيم الوطنية ضد شلل الأطفال في 2012.

ومن خلال السيطرة على القوافل الإنسانية، منع نظام (الأسد) جميع المواد الطبية المستخدمة في الجراحة من العبور إلى المناطق المحاصرة، على الرغم من أن الضربات الجوية العسكرية كانت عشوائية واستهدفت المناطق السكنية التي تؤوي النساء والأطفال. 

وتهدف الإجراءات التي اتخذها النظام إلى تقويض مكافحة العدوى، حيث شملت حجب الأكياس البلاستيكية لنفايات المستشفيات، وكذلك القفازات المعقمة والمضادات الحيوية المصممة لمنع العدوى.

أعادوها إلى القرن التاسع عشر

كما عمل نظام (الأسد) على إزالة مضادات الالتهاب الرئوي والمضادات الحيوية الأخرى، بالإضافة إلى مجموعات الطوارئ التي أرسلت من منظمة الصحة العالمية والقوافل التي تزودها اليونيسف إلى المناطق المحاصرة، والتي كانت كافية لعلاج 25,000 طفل يعانون من الالتهاب الرئوي وأمراض الإسهال والتهاب البلعوم العقدي وأمراض الكلى والجروح الناجمة عن الالتهابات. ولم تسلم الجبائر الطبية حتى، مما أجبر حوالي 1,000 مريض من مرضى العظام، الذين يعانون من الكسور المفتوحة، إلى استخدام القطع الخشبية وحتى الكرتون، وهي بالطبع غير معمقة ويسهل تعرضها للتلوث.

وفي إحدى المرات، على سبيل المثال، قام النظام بإزالة مشابك طبية من قوافل لجنة الصليب الأحمر، حيث تستخدم هذه المشابك المعقمة للحبل السري عند الولادة، وتحد بشكل كبير من خطر الوفاة بسبب الإنتان الوليدي.

ختاماً، أشار التقرير إلى أن التكتيكات التي اتبعها نظام (الأسد) خلال الحرب، نجحت في إعادة سوريا إلى القرن التاسع عشر، من حيث مستويات انتشار الأمراض بسبب الحروب، مع وجود اختلاف واحد مهم، أن الضحايا الآن، في معظمهم مدنيون وليسوا جنوداً. أما تدابير حمايتهم فقد تم تدميرها وحجبها عن عمد.

للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات