ما دلالات اعتقال الميليشيات الإيرانية عناصر الدفاع الوطني بدير الزور؟

            ما دلالات اعتقال الميليشيات الإيرانية عناصر الدفاع الوطني بدير الزور؟
اعتقلت ميليشيات إيرانية 15 عنصراً من ميليشيا الدفاع الوطني المنتشرين في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، بعد مناوشات بين الطرفين أدت إلى وقوع اشتباكات متبادلة.

وجاءت عملية الاعتقال بالتزامن مع انتشار قوات روسية قبل أيام في قرى بالقرب من مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي التي تسيطر عليها ميليشيات موالية لإيران، نظراً لأهميتها الجغرافية كونها صلة الوصل وطريق الإمداد بين الميليشيات الشيعية في العراق وأخرى في سوريا.

صراع روسي إيراني

ويقول الإعلامي والكاتب الصحفي نورس العرفي لأورينت نت بأن الاعتقالات الأخيرة التي حصلت بمدينة البوكمال كانت جزء من استمرار حالة التوتر بين الطرفين والذي امتد لأشهر، ذلك التوتر جعل من أي مشكلة بين عناصرهما تتحول بشكل سريع لاشتباكات واعتقالات بين الطرفين.

وأضاف نورس العرفي بأنه  من المرجح وبقوة وقد لا يكون بعيداً بأن المنطقة  ستشهد معارك بين موالي روسيا وموالي إيران كما يجري في حلب وما يحدد وقته هي التفاهمات الدولية وخاصة الروسية الإسرائيلية، وخصوصاً الميليشيات الإيرانية منتشرة بكل مناطق سيطرة النظام، ولكن ثقلها الأكبر على الحدود السورية العراقية أي في مدينة البوكمال وريفها.

مشيراً أن تلك التوترات والاشتباكات تحصل بدفع من روسيا القادرة على إيقافها بمجرد توجيه الأمر لقوات النظام بذلك، ولكن ما يحصل هو بدفع من روسيا التي بدأت تسعى بشكل جدية لإخراج إيران من سوريا لكن دون صدام مباشر معها.

وبحسب محمد حسان وهو ناشط إعلامي من شبكة دير الزور 24 فإن الكثير من ضباط المخابرات وميليشيا أسد يقسمون إلى محسوبين على الروس، وآخرون على الإيرانيين، حيث إن الروس يدعمون قوات الدفاع الوطني والفيلق الخامس، والإيرانيين يريدون منطقة البوكمال بشكل خاص لهم  فاعتقال عناصر الدفاع الوطني من أجل تقويض نفوذ روسيا في البوكمال وضرب حليفهم.

ويشير حسان إلى أن الاحتقان بين الطرفين الروسي والإيراني بلغ ذروته حيث إن الروس قاموا باعتقال ضابط محسوب على إيران فيما قامت المليشيات الإيرانية باعتقال ضباط للنظام محسوبين على الروس، والطرفان يحاولان السيطرة على دير الزور بطريقة ناعمة ودون صدام عسكري مباشر وذلك عن طريق وكلائهم، فالروس يدعمون ضباط استخبارات وعناصر محلية فيما تدعم إيران عناصر ذات طابع ديني.

أهمية البوكمال لإيران

وبحسب مصادر إعلامية فإن اعتقال عناصر الدفاع الوطني تعتبر خطوة استباقية إيرانية من أجل الانفراد في السيطرة على البوكمال، لأنها تعتبر هي نقطة الوصل بين العراق وسوريا وخصوصاً أنها الممر الذي يصل إيران بالبحر المتوسط ويؤمن لقواتها الدعم العسكري واللوجستي دون عوائق في ظل سيطرة التحالف الدولي على معبر التنف بين العراق وسوريا.

ويقول فراس علاوي وهو رئيس تحرير موقع الشرق نيوز بأنه بالنسبة لاعتقال ميليشيات الدفاع الوطني فإنها ليست المرة الأولى، فمنذ عدة أشهر كان هناك احتكاك بين الطرفين بشكل دائم بسبب خلافات محلية، في ظل الرغبة بالسيطرة على عائدات المعابر وخصوصاً ما يسمى معابر نهر الفرات على الضفتين.

مضيفاً أن الاشتباكات حدثت مؤخراً في منطقة البوكمال مرتين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة حيث إن العنصر الإيراني أقوى في تلك المنطقة، ويستطيع اعتقال أي عنصر من قوات النظام أو حتى الدفاع الوطني رغم أنهم من أبناء المنطقة، ويقوم بالسيطرة على مواقع قوات الدفاع في أي وقت لأن الدفاع الوطني ضعيف للغاية مقابل السلطة والنفوذ التي تتمتع بها العناصر الإيرانية في تلك المنطقة.

وأشار إلى أن الوجود الإيراني في منطقة البوكمال هو بمثابة التنافس مع روسيا وليست بمعنى الصراع أو يسمى بالحرب الباردة عن طريق الوكلاء، حيث يقوم كل طرف بتغذية وكلائه لتثبيت نفوذه وربما حدوث معارك بين الطرفين بشكل أكبر مستقبلاً.

يذكر بأن المناطق الشرقية في دير الزور وخصوصاً الميادين والبوكمال الحدودية مع العراق تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، فيما يسيطر الروس على مدينة دير الزور والأرياف المحيطة بها والمعابر ومداخل المدينة وتعتبر الإدارات العامة وقيادة الفروع كذلك تحت سيطرة روسيا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات