ما أهمية قمة "اسطنبول الرباعية" بالنسبة للملف السوري والدول المشاركة؟

ما أهمية قمة "اسطنبول الرباعية" بالنسبة للملف السوري والدول المشاركة؟
تستعد مدينة اسطنبول لعقد قمة رباعية بحضور زعماء فرنسا وروسيا وألمانيا وتركيا نهاية الشهر الجاري، حيث ستبحث بحسب بيانات الدول المشاركة "الوضع الميداني في سوريا واتفاق إدلب"، في حين توقّع بيان للرئاسة التركية أن تلعب القمة درواً في "مواءمة الجهود المشتركة"، ما يذكّر بتصريح الوزير (جاويش أوغلو) الذي اعتبر فيه أن تركيا ترى في القمة خطوة ملموسة من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا.

وتُعد هذه القمة الأولى من نوعها بين الدول المشاركة من ناحية بحث ملفين هامين في القضية السورية هما: إعادة الإعمار وعودة اللاجئين كما توقّع محللون لها، لافتين إلى أن عدم حضور أمريكا للقمة قد لا يؤثر على مجرياتها ونتائجها.

غياب أمريكي إيراني

رأى المحلل السياسي (ماجد كيالي) أن عدم دعوة إيران أمر متوقع منذ الحديث عن نية هذه الدول الاجتماع قبل نحو شهرين حيث لم يتم طرح اسمها للمشاركة.

واعتبر في حديث لأورينت نت (السبت) أن عدم دعوتها يتماشى مع ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع السداسي أو ما بات يُعرف بـ "المجموعة المصغرة".

وكانت الولايات المتحدة قد دعت قبل نحو شهرين إلى قمة ضمت (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، أمريكا، السعودية والأردن) حيث خرج المجتمعون بعدة مبادئ وشروط توضح رؤيتهم في شكل الحكومة السورية القادمة وآلية التعامل معها.

 ولعل من أبرز ما طالبت به "المجموعة المصغرة" بحسب وثيقة سُلّمت للأمم المتحدة وسربتها وسائل إعلام روسية مطلع شهر أيلول الماضي: 1 أن تقطع علاقاتها (الحكومة السورية) مع النظام الإيراني ووكلائه العسكريين.

2 تخلق شروطاً للاجئين من أجل أن يعودوا بأسلوب آمن وطوعي وكريم إلى منازلهم باشتراك الأمم المتحدة.

3 يجب أن تجري العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة في متابعة القرار 2254، مؤدية إلى إصلاحات دستورية وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة. وينبغي للعملية السياسية أن تنتج مساءلة وعدالة انتقالية ومصالحة وطنية حقيقية.

وحول ما ستبحثه قمة اسطنبول الرباعية قال (كيالي) إن "القمة ستحاول إيجاد توافقات تتناسب مع مساري أستانا وجنيف"، مشيراً إلى أن القمة لن تكون مساراً جديداً يوازي جنيف وأستانا، معتبراً أن "أي مسار لا يبنى على قرار الولايات المتحدة في حسم الصراع السوري لن يأتي بجديد".

وأوضح قائلاً  "عندما تتوقف الإدارة الأمريكية عن إدارة ظهرها للملف السوري وإعادته ليدها بعد أن سلّمته لروسيا حينها يمكن القول إننا أصبحنا في مرحلة جديدة".

وعلى الرغم من عدم دعوتها لقمة اسطنبول أكد (كيالي) أن أمريكا متواجدة في كل المسارات المتعلقة بسوريا وقال "أمريكا ستكون حاضرة في قمة اسطنبول الرباعية من خلال فرنسا وألمانيا وهي تنسق مع كل الأطراف بما فيها روسيا".

ملف عودة اللاجئين

وتوقع أن يشهد الاجتماع اختلافاً في الآراء حول آلية عودة اللاجئين بين روسيا وتركيا، مُذكّراً بما حدث في قمة طهران الأخيرة حول إدلب حيث بدا الخلاف واضحاً بين الرئيسين التركي والروسي.

وتابع "الموقف التركي حيال عودة اللاجئين أقوى من موقف روسيا التي يبدو أنها رضخت لمطالب المجموعة المصغرة التي أكدت على ضرورة عودة اللاجئين بطريقة آمنة".

بدوره أكد المحلل السياسي التركي (فراس رضوان أوغلو) أن عودة اللاجئين السوريين ستتم وفق شروط الدول الغربية، مشيراً إلى احتمالية وضع تلك الدول شروطاً حيال هذا الملف إضافة إلى مسألة إعادة الإعمار.

وقال في حديث لأورينت نت إن "الدول الغربية وعلى رأسها ألمانيا لن تساهم في إعادة الإعمار قبل حل ملف عودة اللاجئين السوريين"، مشدداً على أن روسيا تعتمد في عملية إعادة الإعمار على ألمانيا صاحبة الاقتصاد القوي، وفق تعبيره.

وحول الشروط الغربية، قال "الغرب وألمانيا لايرغبون باستمرار الحرب في سوريا ووالعمليات العسكرية ولا يريدون تدفقاً للاجئين نحو أوروبا. وعند تحقيق الاستقرار سيُفتح الباب أمام إعادة الإعمار وعودة اللاجئين".

أهمية القمة للمشاركين

في هذا الإطار قال (أوغلو) إن "روسيا تحتاج الدعم الغربي لأنها لاتريد أن تنفق أكثر مما أنفقته خلال السنوات الماضية خلال عملياتها العسكرية". مستدركاً بالقول "أما تركيا فستلعب دوراً في توفير بيئة آمنة لهؤلاء في المناطق المحررة حيث تتواجد هي إلى جانب الجيش الحر في حين سيفرض الغرب شروط عودة اللاجئين".

ورأى أن القمة الرباعية مهمة بالنسبة لتركيا وأن بوادرها (قمة اسطنبول) ظهرت منذ أن تم الاتفاق على المنطقة منزوعة السلاح في إدلب حيث كان هناك ضغطاً أوروبياً مساعداً للدور التركي، وفق قوله.

وتابع "تركيا تريد هذا الاجتماع لزيادة الدعم لها وتثبيت كل ما تم الاتفاق عليه في سوتشي وأستانا ومن الممكن أن تكون هذه القمة محطة انطلاق نحو جنيف".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات