لماذا قلّصت القوات الروسية نفوذها جنوب دمشق؟

لماذا قلّصت القوات الروسية نفوذها جنوب دمشق؟
قلّصت الشرطة العسكرية الروسية من تواجدها في بلدات جنوب دمشق، بعد أقل من نصف عام مضى على دخولها هذه البلدات من خلال اتفاق أفضى بخروج الفصائل المقاتلة منها، واستلام القوات الروسية مكانها.

وأكّدت مصادر محلية لأورينت نت سحب عدة حواجز عسكرية كانت تابعة للشرطة العسكرية الروسية في بلدات (يلدا وببّيلا وبيت سحم وسيدي مقداد والحجّيرة ومخيم اليرموك والبويضة)، والاقتصار على دوريات مسيّرة بالعربات المصفّحة ضمن بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم فقط.

الاصطدام مع الميليشيات الشيعيّة

وعن أسباب سحب القوات الروسية لبعض عناصرها من جنوب دمشق، يقول الناشط (هاني القاضي) لأورينت نت، "كان يتواجد جنوب دمشق أكثر من 700 عنصر من الشرطة العسكرية الروسية، ولكن منذ شهرين تقريباً تم سحب بضعة حواجز لهذه الشرطة من بلدات جنوب دمشق إلى أحياء دمشق الجنوبية، ومن ثم إلى داخل دمشق، قبل تقليصها لهذه القوات مؤخراً".

ويُكمل (القاضي) حديثه موضّحاً، "ولكن أفراد الشرطة العسكرية الروسية هي ذات غالبية شيشانية سنيّة، وكان تواجدها عبارة عن قوات فصل بين الأحياء السنيّة والأحياء والمراقد الشيعيّة المتواجدة جنوب دمشق في السيدة زينب، وبالمقابل كانت الميليشيات الشيعية تحمي تلك المراقد والمزارات وتنتشر بالبلدات الجنوبية، مما أثار بعض الخلافات".

ويُضيف (القاضي) قائلاً: "في الآونة الأخيرة ظهر جلياً بعض الخلافات بين روسيا وايران في سوريا، وكانت تلك الخلافات تنعكس من خلال تصرفات الميليشيات والقوات التابعة للدولتين، ولذلك سحبت القوات الروسية عناصر شرطتها من جنوب دمشق خوفاً من أي صدام مستقبلي مع الميليشيات الإيرانية المتواجدة جوارها، وظهرت الحساسية بينهما خلال احتفالات عاشوراء الأخيرة المُقامة في السيدة زينب، وتذمّر الميليشيات الشيعيّة من وجود الشرطة العسكرية الشيشانية على مداخل البلدات المحسوبة للشيعة والإيرانيين".

تسليم المنطقة للمخابرات الجوية

وأما المقدم (أحمد العطار) يقول لأورينت نت عن سبب تقليص القوات الروسية لنفوذها في جنوب دمشق، "إن ذراع القوات الروسية على الأرض هي المخابرات الجوية بكافة أفرعها وعناصرها وضباطها، ولذلك لا تثق هذه القوات إلا بالمجموعات التابعة لهذه المخابرات دون سواها".

وأوضح (العطار) أن، "مفارز المخابرات الجوية باتت تفرض سيطرتها على بلدات ومدن جنوب دمشق منذ عدة شهور، تمهيداً لاستلامها هذه البلدات من الشرطة العسكرية الروسية، وخاصةً أن المنطقة يقطنها الغالبية الفلسطينية والنازحون من الجولان المحتلّ، بالإضافة للأهالي من باقي المحافظات وخاصة الشمالية، وغالبية هؤلاء كانت "فيشهم" ودراساتهم الأمنية بحوزة المخابرات الجوية سيئة السمعة".

وأشار (العطار) إلى أن الشرطة العسكرية الروسية انسحبت من عدة حواجز في مخيم اليرموك والحجر الأسود وحيّ التقدّم، وسلّمتها لعناصر المفارز الأمنية التابعة للمخابرات الجوية في المنطقة.

الأولوية للعاصمة دمشق

وأما الناشط (عمار قدسي) صرّح لأورينت نت قائلاً، "كانت الشرطة العسكرية الروسية تنتشر بعدّة مناطق حول دمشق، كالغوطة الشرقية والقابون، وجنوب دمشق وغربها، ولكن كل هذه المناطق لا تعتبر ذات أهمية بالغة مقارنةً بالعاصمة دمشق، وخاصة بعد تخوّف الروس من ضياع السّلطة في العاصمة بسبب تدخّل عدة جهات منها ايران".

وبيّن (قدسي) سبب انسحاب القوات الروسية من جنوب دمشق إلى داخل المدينة، حيث قال: "تُريد روسيا إحكام قبضتها على العاصمة دمشق كيّ لا يُفكر أحد بالاقتراب منها والمساس برمزيتها، ولذلك قامت الشرطة العسكرية الروسية بالانسحاب من عدة أماكن حول دمشق باتجاه العاصمة، كما حصل جنوب دمشق والغوطة الشرقية والقابون وبرزة".

ونوّه (قدسي) إلى أهمية دمشق عند الرّوس بقوله، "إن بلدات جنوب دمشق أو غيرها من البلدات التابعة لريف دمشق لا تعني لروسيا شيئاً، بينما دمشق عدا عن كوْنها العاصمة وأساس ترسيخ الحكم السياسي للدولة، إلا أن المدينة لها الحصّة الأكبر بمشاريع الاستثمار وإعادة الاعمار، وخاصة أن الأحياء الجنوبية للمدينة التي انسحبت إليها القوات الروسية تخضع للمنطقة التنظيمية رقم /102/ التي تسعى الشركات الروسية لبناء مخططها والذي يشمل كامل أحياء دمشق الجنوبية ومخيم اليرموك، وبالتالي يقطعون الطريق أمام الشركات الإيرانية التي استلمت بناء المنطقة التنظيمية رقم /101/".

ويُذكر أن، القوات الروسية دخلت بلدات جنوب دمشق بعد اتفاقها مع الفصائل المقاتلة بداية شهر أيار/ مايو من العام الحالي، وانسحاب هذه الفصائل إلى الشمال السوري.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات