هل يسير اتفاق "إدلب" بالطريق المخطط له؟

هل يسير اتفاق "إدلب" بالطريق المخطط له؟
تمّ التوقيع في 17 أيلول/ سبتمبر الماضي على ما سُمي باتفاق "ادلب" أو اتفاق سوتشي، بين الجانبين التركي والروسي وضمن مخطط زمني محدّد، وبعد ثلاثة أسابيع قامت فصائل الثوار بتطبيق القسم الأكبر من بنود الاتفاق حسب الخطة الزمنية المحددة، مع تراخي وتلاعب من جانب نظام الأسد والروس.

ومن بين بنود الاتفاق حول ادلب، كان بند ترسيم حدود المنطقة العازلة بين الطرفين من فصائل الثوار وميليشيات النظام، وكذلك سحب كافة الأسلحة الثقيلة من هذه المنطقة بحلول العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر، وخروج الجماعات الراديكالية من المنطقة بتاريخ 15 تشرين الأول / أكتوبر الحالي.

الانتهاء من سحب السلاح الثقيل

ومن جانبه، أكّد المتحدث الرسمي للجبهة الوطنية للتحرير، النقيب (ناجي مصطفى) لأورينت نت الانتهاء من عملية سحب السلاح الثقيل من جانبهم في المنطقة العازلة.

وقال (مصطفى) "بدأت الجبهة الوطنية منذ ثلاثة أيام بسحب سلاحها الثقيل كالدبابات والمدافع الميدانية بالتنسيق مع الجانب التركي، وتمّ الانتهاء من ذلك مع بقاء كافة نقاط الجبهة ضمن المنطقة العازلة وبسلاحها المتوسط والخفيف بعد الضمانة التركية بتعزيز نقاط المراقبة خوفاً من أي طارئ".

وأوضح الناشط الاعلامي (محمد ظافر) لأورينت نت أنّ، "فصائل الثوار قامت بسحب معظم السلاح الثقيل والهاونات من منطقة ريف حماة الغربي مثلاً، بالرغم أن هذه السلاح بالأصل أغلبه خارج المنطقة العازلة، وبما أننا لا نثق بميليشيات أسد الطائفية فالفصائل أخذت حذرها بخطوات تمنع تقدّم هذه الميليشيات مستقبلاً".

"تحرير الشام" تستجيب

وكان قد أكّد سابقاً مصدر مطّلع لأورينت نت، بأنّ هيئة تحرير الشام ستعمل على تطبيق بنود الاتفاق بما لا يضرّ مصالحها الداخلية، وأنها بتواصلٍ دائم مع الجانب التركيّ فيما يخصّ هذا الاتفاق.

وبهذا السياق، قال المحلل والخبير الاستراتيجي، العميد (أحمد رحال) لأورينت نت، "من الواضح أن السياسة الناعمة التي اتّبعتها أنقرة مع هيئة تحرير الشام، ساهمت بموافقة الهيئة على تنفيذ بعض بنود اتفاق ادلب ولو ضمنياً".

وأضاف العميد (رحال)، "قامت هيئة تحرير الشام مثلاً بعملية سحب بعض الدبابات من جبل الأكراد على دفعتين، حيث سحبت في الأولى 5 دبابات وفي الثانية دبابتين، وهذا يدلّ على أن الاتفاق يسير بالشكل المطلوب ضمن المخطط الزمني المرسوم له، والذي سيصل خلال الأيام القليلة القادمة إلى انسحاب الجماعات الراديكالية كهيئة تحرير الشام من المنطقة العازلة".

وأما الخبير العسكري (عبد الرزاق قاجو) قال لأورينت نت، "حتى اللحظة اتفاق إدلب يسير حسب الرغبة التركية، وهيئة تحرير الشام ليسب ببعيدة عنه، فالهيئة حالياً منقسمة فيما بينها، قسم يقبل ويقوم بتنفيذ بنود الاتفاق سراً أو علانية، وقسم رافض لتنفيذ هذا الاتفاق وأغلبهم من المهاجرين، وهذا الانقسام ربما يولّد خلافات ظاهرة فيما بينهم لاحقاً وخاصةً أن من يرفض التنفيذ سيتم استهدافه لاحقاً".

تنظيم الفصائل

ذكرت عدة مصادر ميدانية لأورينت نت، أنّ الجانب التركي طالب فصائل المعارضة بإرسال ذاتيّة عناصرها العاملين حالياً، مع إرفاق صور وبيانات تؤكّد انتسابهم لهذه الفصائل.

وأوضح الخبير العسكري (قاجو) سبب هذا الإجراء بقوله، "تركيا تسعى لاستكمال بنود اتفاق ادلب بتنظيم فصائل الثوار داخلياً وطرحهم كفصيل قادر على مجاراة الجيوش تنظيمياً وعسكرياً، وبما أن هذه الفصائل أثبتت فشلها سابقاً بتنظيم نفسها، فقد عملت الإدارة التركية على تولّي هذه المهمة بنفسها".

وأكمل (قاجو) حديثه قائلاً، "وكذلك دعم هذه الفصائل حالياً تركي فقط بعد انقطاع أغلب الدعم الخارجي عنها، وبهذه العملية تكون تركيا والفصائل قد أحصت المقاتلين بشكل دقيق بعيداً عن الأسماء الوهمية والمزوّرة".

وأكّد على هذا الاجراء، النقيب (ناجي مصطفى) موضحاً إياه بأنه لضبط اللوائح المالية والتنظيمية لعناصر الفصائل، وبما يُساهم بتكوين جيش منظّم.

النظام يُماطل والروسي يتلاعب

قال نائب وزير الخارجية الروسي (ميخائيل بوغدانوف) أن اتفاق إدلب هو "مؤقت" والهدف منه القضاء على الارهاب فيما بعد، وهذا ما أعلنه (بشار الأسد) خلال اجتماع حزب البعث، بينما النائب الثاني لوزير الخارجية الروسي (سيرغي فيرشينين) أكّد أن اتفاق إدلب يتم تنفيذه بما يُفعّل العملية السياسية لاحقاً.

وأما الناشط الإعلامي (محمد ظافر) فقد أكّد لأورينت نت أن، "نظام الأسد لا يلتزم بالعهود والمواثيق، ولذلك لم يقم بتنفيذ بنود اتفاق ادلب من حيث سحب السلاح الثقيل، ويُماطل بذلك في الوقت الذي يتلاعب الروس بتفسيرات الاتفاق".

بينما الخبير العسكري (قاجو) أشار إلى أن ميليشيات أسد الطائفية قامت بإعادة تموضع بعض آلياتها في ريفيّ حماة الشرقي والغربي دون تنفيذ الاتفاق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات