تفاصيل إنهاء التعامل بـ (الكمليك الأبيض) في عدد من الولايات التركية

تفاصيل إنهاء التعامل بـ (الكمليك الأبيض) في عدد من الولايات التركية
منذ أن تم فرض التحديث الجديد على البطاقات الشخصية الخاصة بالسوريين (الكمليك) وذلك قبل شهر تقريباً، أصدرت مديرية الهجرة في مدينة أنطاكيا التركية سلسلة تحذيرات للسوريين بوجوب تحديث بياناتهم والحصول على (الكمليك) الأصفر الجديد الذي منحته الحكومة التركية للسوريين في غالبية المحافظات التركية منذ انطلاق برنامج تحديث البيانات قبل أكثر من عام تقريباً وهو ما فرض على كل من لم يستخرج الكمليك الجديد التوجه إلى مركز تحديث البيانات في ولايته من أجل استخراجه.

ويبدو أن مسألة انتهاء العمل بـ (الكمليك القديم) الخاص بالسوريين بدأت فعلياً ودخلت حيز التنفيذ في بعض الولايات التركية وخاصة تلك (التي من المفترض أنها أنهت برنامج تحديث البيانات) وحصل كل السوريين فيها المسجلين لدى الحكومة التركية على بطاقات جديدة.

لا كمليك أبيض في أنطاكيا والمستشفيات مستثناة

ولاية أنطاكيا التركية التي تشهد تدقيقاً أمنياً إضافياً لكونها إحدى أهم المحافظات الحدودية وأكثرها تأثراً بما يجري في الداخل السوري دخلت قائمة المحافظات التي أنهت العمل بـ (الكمليك الأبيض الصغير) وبات كل شيء حكومي فيها (سواء معاملة أو طلب أو أي شيء) يتطلب وجود (الكمليك الأصفر الجديد)، وهذا الأمر دخل حيز التنفيذ في بعض المحافظات قبل شهر تقريباً.

يقول "عبادة المحمود" وهو لاجئ سوري في مدينة أنطاكيا في حديث لـ "أورينت نت"، إنه قبل أسبوع "توجهت إلى مبنى القائم مقام للحصول على إذن للسفر وذلك بموجب موعد مسبق حصلت عليه قبل فترة 20 يوماً، ولكن المفاجأة كانت هي الرفض من قبل الموظف وعندما سألت عن السبب أجابني الموظف أن إذن السفر أصبح يتطلب بموجب القرارات الجديدة (كمليك أصفر) ولا يمكنه قبول أوراقي ما دامت هويتي بيضاء قديمة"، مشيراً إلى أن ذلك أدى لفشله في السفر رغم أنه كان سيخرج للبحث عن عمل.

يضيف: "الأهم من ذلك هو طريقة تعاطي الأمر من قبل بعض السوريين، هناك الكثير ممن أعرفهم أخبرتهم بما حدث معي، ولكن جميع من أخبرته لم يأخذ الموضوع على محمل الجد وحملوا الموظف المسؤولية وأخبروني أن الموظفين هم من يعرقلون ذلك ولكن بعد منذ أيام كان الخبر اليقين موجوداً بالفعل لدى الجميع، هناك العشرات فشلوا في استخراج إذن للسفر والقرار دخل حيز التنفيذ فعلياً والآن لا يمكن اتخاذ أي إجراء حكومي ما لم نحصل عليها"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن المستشفيات فقط هي من تقبل حتى الآن بالهوية القديمة ولكن لفترة محدودة ستنتهي مطلع العام المقبل بحسب ما أخبره أحد الموظفين في قسم الاستعلامات في المشفى.

شركات الاتصالات تحذو حذو الدوائر الحكومية

ليست الدوائر الحكومية وحدها هي من اتخذت هذا القرار فحسب، بل انضمت إليها شركات التأمين وشركات الاتصالات وغيرها، حيث أصبحت عملية شراء (خط مسبق الدفع لأي شركة كان) يتطلب الهوية الجديدة، كما أن إجراءات أخرى تتعلق بالاتصالات كـ "استخراج الخط أو بدل الضائع أو إيقاف الخط" تتطلب الحصول على الكمليك الجديد، يضاف إليها عمليات التقديم على خطوط الـ DSL في الشركات الخاصة والعامة وجميعها أيضاً أصبح بحاجة للهوية الجديدة.

مئات السوريين يلجؤون للتهريب في السفر

القرار الجديد وبخاصة حول بفرعة الذي ينطبق على (إذن السفر) دفع مئات السوريين للتوجه إلى طرق التهريب الداخلي الواصلة بين المحافظات، حيث لجأ كل من هو مجبر على السفر ولا يمتلك الهوية الجديدة لأشخاص يعملون على نقل المسافرين دون إذن للسفر عبر (طرق فرعية وجبلية) بعيدة عن الحواجز الأمنية المنتشرة على الطرقات الواصلة بين المحافظات وهو ما دفع السائقين لتحويل ذلك إلى تجارة رابحة وأصبحوا يتقاضون مبالغ خيالية قد تصل إلى 100 دولار أي ما يعادل 600 ليرة تركية في بعض الرحلات وبخاصة إلى المحافظات البعيدة كـ "اسطنبول وإزمير" وغيرها من محافظات الشمال التركي.

هدف واحد من القرار

وفقاً لموظف في دائرة تحديث البيانات بولاية أنطاكيا خلال حديث لـ "أورينت نت"، فإن القرار الجديد هدفه الأول والرئيس وربما الوحيد حتى هو إجبار السوريين على الانصياع للأوامر الحكومية عبر تهديدهم بإلغاء قيودهم أو إيقاف مساعدات الهلال الأحمر أو منعهم من السفر، مشيراً إلى أن هذه الطرق هي الوحيدة الكفيلة بجعل جميع من لم يحدث بياناته يحدثها خلال فترة وجيزة ونحن هنا في المركز ما زلنا نمنح المواعيد الجديدة في كل يوم كي يتمكن الجميع من تجديد بياناته وفق تعبيره.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات