هل بدأت ميليشيا "الوحدات الكردية" الاستعداد لمعركة "شرق الفرات"؟

هل بدأت ميليشيا "الوحدات الكردية" الاستعداد لمعركة "شرق الفرات"؟
كشفت مصادر لأورينت نت، أن ميليشيا "الوحدات الكردية - PYD" تعمل على تقطيع مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا (شمال محافظة الرقة 90 كم) بعمليات حفر خنادق وأنفاق ومقرات تحت الأرض.

وأوضحت المصادر (رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية) أن ميليشيا الوحدات بدأت منذ قرابة الأسبوعين بحفر للخنادق والأنفاق في عدة مناطق داخل المدينة ومحيطها، مشيرةً إلى أن عمليات الحفر بدأت جنوب المدينة انطلاقاً من قرية (تل أبيض شرقي – 1كم شرق المدينة) وصولاً إلى محطة الكهرباء جنوب غرب المدينة.

وبحسب المصادر، فإن بعض العمليات توقفت بعد غمر المياه لهذه الأنفاق في منطقة منخفضة شملتها عمليات الحفر جنوب المدينة، لتنتقل الميليشيا إلى الحفر في منطقة "الطويحينة" وهي المنطقة الواصلة بين قرية المنبطح المتاخمة للحدود التركية (شمال غرب) وعلى طول المنطقة الواصلة بين "المنبطح والبوابة القديمة في حارة السخاني القريبة من البوابة".

وأشارت المصادر الأهلية، إلى أن (PYD) بدأت بتدعيم هذه الأنفاق والمقرات بالأسمنت المسلح، منوهةً إلى أن عمليات الحفر تسير بشكل متسارع وحراسة مشددة من خلال إبعاد للمدنيين عن المنطقة وتقطيع وتحويل للطرقات.

جدية التهديدات التركية

ويأتي الكشف عن عمليات الحفر والتدشيم في تل أبيض بالتزامن مع عمليات مشابهة لميليشيا "الوحدات الكردية" في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، حيث كشفت وكالة الأناضول (الجمعة) الفائتة أن "الوحدات الكردية" تعمل منذ سيطرتها على مدينة منبج بريف حلب الشرقي في آب عام 2016 على إحاطة المدينة بالحفر والمتاريس والسواتر الترابية، وأنها زادت من وتيرة صناعة المتاريس والحفر بعد إطلاق الجيش التركي و"الجيش السوري الحر" عملية "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي.

وتعليقاً على هذه العمليات، قال وزير الدفاع التركي (خلوصي آكار) في تصريحات للصحفيين في العاصمة أنقرة (السبت)، إن بلاده تتابع عن كثب تحركات ميليشيا "الوحدات الكردية" في مدينة منبج السورية، مؤكداً أن الجيش التركي "أجرى التقييمات اللازمة، ويتابع الأحداث عن كثب، وأنه تم اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الخصوص".

واعتبر مراقبون، أن أعمال ميليشيا "الوحدات الكردية" تأتي كردة فعل على التهديدات والأصرار التركي على "تطهير" منبج ومناطق شرقي الفرات، والتي واصل الرئيس التركي خلال الفترة الماضية التأكيد عليها بشكل مستمر، كان آخرها تأكيد (أردوغان) في كلمة له بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان التركي (الإثنين) الفائت بأن الهدف القادم لجيش بلاده هو تطهير منطقة شرق الفرات، عدا عن تصريحات مشابهة خلال كلمة ألقاها مؤخراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال خلالها، إن "بلاده تهدف لتطهير بعض المناطق السورية بدءاً من منبج وحتى الحدود السورية العراقية".

التخلي الأمريكي

ويؤكد المتحدث باسم "مجلس العشائر والقبائل السورية" في تركيا (مضر حمّاد الأسعد) أن عمليات "الوحدات الكردية" تأتي في إطار الجديّة التركية في تطهير المنطقة، لا سيما بعد فوز (أردوغان) بالانتخابات وعزمه على تنفيذ الوعود التي أطلقها، والتي تمثلت في عمليات عسكرية خارج الحدود، إضافة إلى أن الأمريكيين لا يمكن أن يتخلوا عن تركيا كحليف لهم مقابل هذه الميليشيات، وهو ما يمكن استشفافه من الاتفاق في منبج واستمراره، رغم تعثر العلاقات بين الجانبين مؤخراً.

وبحسب (الحمّاد) فإن شعور هذه الميليشيات بتخلي داعميها الأمريكيين عنها في أكثر من ظرف (درع الفرات وغصن الزيتون) مع إمكانية تكرار هذا التخلي مستقبلاً بالتزامن مع دفع المزيد من التعزيزات العسكرية التركية إلى طول الحدود، دفع بهذه الميليشيات إلى محاولات "يائسة" لحماية نفسها أو التحضير لما هو قادم بالحفر والتدشيم وعمليات التجنيد الإجباري.

عمليات تنذر بقرب المعركة

ويشير المتحدث باسم مجلس القبائل السورية في حديثه لأورينت نت، إلى ما أوردته بعض وسائل الإعلام التركية مؤخراً، بأن الجيش التركي بانتظار الأوامر لبدء عملية عسكرية شرق الفرات، إضافة إلى مصادقة البرلمان التركي قبل أيام على تمديد فترة تفويض الحكومة التركية لمدة عام واحد لإجراء عمليات عسكرية في كل من العراق وسوريا، مؤكداً أن الجيش التركي واصل خلال الفترة الماضية إرسال التعزيزات العسكرية إلى المناطق المقابلة لرأس العين وتل أبيض والقامشلي وعين ديوار ونهر دجلة، عدا عن العمليات الجوية التي نفذها الطيران التركي ضد هذه الميليشيات في مناطق جبل عبد العزيز والهول وعامودا ورميلان، وهو ما شكّل هاجساً حقيقاً من الخوف لدى هذه الميليشيا من قرب العلمية العسكرية في المنطقة.

كذلك فإن الخوف من تكرار عمليات الاغتيال التي طالت عدد من كبار قياديي الميليشيا مؤخراً – والكلام هنا للحمّاد – ربما قد دفع بالميليشيا إلى البحث عم سبل جديدة للحماية بحفر مقرات وخنادق للتنقل تحت الأرض، خصوصاً أن المنطقة قريبة من الحدود وتحت أنظار طيران الاستطلاع التركي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات