وذكرت عدة مصادر خاصة لأورينت نت عن وجود خلافٍ جوهريّ بين قيادة الفرقة الرابعة والقوات الروسية المشاركة بالعمل العسكري في سوريا، تجلّى هذا الخلاف في العاصمة دمشق وفي الجنوب السوريّ.
خلاف إيراني روسي
وأكد على ذلك، المعارض السوريّ (أيمن الأسود) بقوله لأورينت نت، "إن الفرقة الرابعة من قيادتها المتمثلة بماهر الأسد وحتى أصغر رتبة فيها، غير قادرة على الوقوف بوجه القوات أو الشرطة الروسية المتواجدة في سوريا، ولكن الفرقة الرابعة هي أحد أهم أذرع إيران في سوريا ولذلك طفا هذا الخلاف بالآونة الأخيرة بعد الخلافات الايرانية الروسية حول مستقبل سوريا أو بعض التطورات الجديدة في البلد، أو إرضاء لإسرائيل على حساب إيران".
وأضاف (الأسود)، "أن ماهر الأسد يُعتبر من أكثر المقربين للنظام الايراني حتى أن حمايته الشخصية إيرانية الجنسية وخاصة بعد انضمام لواء الإمام الحسين وبعض المجموعات الشيعيّة الايرانية للفرقة الرابعة، وتسليحها بكامل العتاد من قبل إيران، رداً على تقوية القوات الروسية للعميد "سهيل الحسن" ومجموعاته المسلحة والتي على خلافٍ مع الفرقة الرابعة، حيث ظهرت هذه الخلافات بعدة حوادث منها مشاكل دريكيش وجبلة بين الطرفين وكذلك التهديدات التي أطلقها العميد سهيل الحسن بقتل كل من يتعرض لعناصره بعد حوادث اعتقالهم المتكررة والتعرّض لهم من قبل عناصر الفرقة الرابعة".
وأشار (الأسود) إلى أنّ الخلاف بدا أكثر وضوحاً بعد سيطرة ميليشيا أسد الطائفية على دمشق وريفها، حيث عملت الشرطة الروسية على نصب حواجزها بمحيط دمشق، ولكن سرعان ما عادت حواجز الفرقة الرابعة لداخل المدينة رغم سحبها سابقاً، وكل ذلك بسبب رغبة روسيا وايران السيطرة على العاصمة دمشق كوْنها مركز الحكم في سوريا ومن يسيطر عليها يُسيطر على قرار الدولة، حسب كلام (الأسود).
تشكيل الفيلق الخامس
بينما رأى الناشط السوريّ (محمد المسالمة) أن الخلاف بين الفرقة الرابعة والقوات الروسية جاء نتيجة تشكيل القوات الروسية للفيلق الخامس المؤلف من الفصائل التي صالحت نظام الأسد برعاية روسيا، حيث قال (المسالمة) لأورينت نت، "بعد إنشاء القوات الروسية للفيلق الخامس من عدة فصائل كانت محسوبة على الجيش السوري الحر في درعا والتي صالحت ميليشيات الأسد، حاولت الفرقة الرابعة جذب هذه الفصائل وضمّها للفرقة وتقديم بعض المغريات كإدارة أمن مدن درعا والخدمة العسكرية بنفس المنطقة".
وأكمل (مسالمة) حديثه لأورينت نت قائلاً، "شعرت القوات والشرطة الروسية بتمادي عناصر الفرقة الرابعة وضباطها فيما يخصّ الفيلق الخامس المحمي من روسيا، فعملت على تقييد حركة عناصر الفرقة الرابعة ببعض مناطق حوران بحجّة تجاوزات عناصر الفرقة الرابعة وسلبها للمدنيين، حتى عملت على طردهم كما حصل في مدينة درعا".
خلافات المعابر في الشمال
منذ أكثر من عامين والفرقة الرابعة تّدير معابر "قلعة المضيق" و "مورك" في ريف حماة الشمالي، والتي تُعتبر أهم المنافذ بين مناطق سيطرة نظام الأسد والمناطق المحررة في الشمال السوري، ومؤخراً حاولت الشرطة الروسية السيطرة على تلك المعابر مع اقتراب تحديد مصير الشمال، والتي من الممكن أن تستخدمها القوات الروسية لاحقاً.
وبهذا السياق يقول الناشط الإعلامي (إياد أبو الجود) لأورينت نت، "حسب اتفاقات أستانا وبعض التصريحات التركية فإن القوات التركية ستكون داخل حدود إدلب والشمال السوري، بينما القوات الروسية ستسيطر على خارج المنطقة، وأهم نقاط السيطرة الروسية هي المعابر الموجودة على أهم الطرقات المؤدية للشمال كقلعة المضيق ومورك".
ويوضّح (أبو الجود) سبب الخلاف بين القوات الروسية وعناصر الفرقة الرابعة المتواجدين في الشمال السوري، وذلك بقوله لأورينت نت، "إن المعابر المتواجدة على حدود الشمال جميعها تُديرها عناصر وضباط الفرقة الرابعة بالتعاون مع بعض مجموعات الشبيحة الخاضعة لها، وهذه المعابر تُعتبر مورداً كبير الدخل لهذه العناصر، وعندما أتت القوات الروسية للسيطرة عليها رفضت الفرقة الرابعة تسليم المعابر، وحصلت مشادات كلامية خلال الاجتماع بينهما في مدينة السقيلبية، مما جعل القوات الروسية تُهدّد بفتح معابر أخرى بعيدة عن قلعة المضيق وتُغلق هذا المعبر نهائياً"، حسب كلام (أبو الجود).
التعليقات (0)