وثائق جديدة تكشف حجم تخبط إدارة ترامب تجاه سوريا

وثائق جديدة تكشف حجم تخبط إدارة ترامب تجاه سوريا
أظهر تقرير جديد نشره موقع "بازفيد" حالة انعدام التنسيق بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في العديد من القرارات التي أصدرها الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بما فيها قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا.

الموقع الذي تمكن من فحص إيميلات داخلية بموجب "قانون حرية المعلومات" أشار إلى "الفوضى" الحاصلة لدى مسؤولي البنتاغون الذين يواجهون أسئلة عديدة متعلقة ببيانات صادرة عن البيت الأبيض لا علم لهم بها.

كما أشار التقرير إلى أن "حالة الارتباك" الموجودة في البنتاغون والتي تمتد لتشمل المسؤولين الأمريكيين المتواجدين حول العالم.

تشير إحدى الرسائل الإلكترونية التي اطلع عليها "بازفيد" إلى البيان المفاجئ الذي أصدره البيت الأبيض في ساعة متأخرة من ليلة 26 حزيران من العام الماضي والذي حذر فيه (بشار الأسد) وجيشه من "دفع ثمن باهظ" إذا ما قاموا بهجوم كيميائي آخر. 

جاء بيان البيت الأبيض بعد شهرين من قيام الولايات المتحدة بإطلاق 59 صاروخاً من طراز "توماهوك" ضد "قاعدة الشعيرات الجوية". 

وفي البيان، قال المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض (شون سبايسر) إن الولايات المتحدة "تعرفت على تجهيزات محتملة لهجوم بالأسلحة الكيميائية يقوم به نظام الأسد، من المحتمل أن يؤدي إلى قتل جماعي للمدنيين".

قنوات الاتصال مع البنتاغون والتي من المفترض أنها على تواصل مع البيت الأبيض لتنسيق إصدار البيان لم تكن على علم إطلاقاً بالموضوع. حيث صدر البيان بينما كان وزير الدفاع الأمريكي (جيم ماتيس) والمتحدثة الرئيسية باسم البنتاغون (دانا وايت) في طريقهم إلى ألمانيا لحضور حفل إحياء الذكرى السبعين لـ "خطة مارشال".

وبحسب "بازفيد" فإن خمسة من مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية قالوا في تلك الليلة إنه "ليس لديهم أدنى فكرة" عن السبب الذي دفع البيت الأبيض لإصدار بيانه.

"لا يوجد لدي أدنى علم" قال (جيف ديفيس) أحد المتحدثين باسم البنتاغون في رده على رسائل البريد الإلكتروني على الأسئلة الموجهة له من المراسلين الأمريكيين والدوليين في تلك الليلة. وفي رسالة أخرى وجهت للضباط الصحفيين في البنتاغون قال "من المفترض أن نرسل استفسارات إلى البيت الأبيض". أما الضابط الصحافي المكلف بالعمل في تلك الليلة اعتذر للصحفيين قائلاً إنه لا يستطيع أن يحيلهم إلا إلى البيان.

بيان سوريا

"استيقظنا على هذا البيان. البيت الأبيض لم ينسق معنا" قالت المتحدثة الرئيسية باسم البنتاغون (دانا وايت) في إحدى محادثاتها مع كبير موظفي وزاره الدفاع.

"هل كان هناك أي تنسيق حول هذا؟" تساءل شخص من مكتب هيئة الأركان المشتركة، تم حجب اسمه في إحدى محادثاته مع (وايت) مضيفاً "هذه هي المرة الأولى التي أعلم بها بالموضوع. أي إيضاحات ستكون محط تقدير".

"فوجئنا جميعاً" قال (ديفيس) رداً عليه.

ويشير التقرير إلى أن كبير المتحدثين باسم (ماتيس) علم بالبيان بعد أن تم نشره على موقع الإنترنت الخاص بالبيت الأبيض. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم قالت نائب المتحدث باسم البيت الأبيض (سارة ساندرز) في ذلك الحين، للصحفيين إن "سلسلة القيادة العسكرية على علم تام بالبيان أثناء إعداده وإصداره في وقت لاحق".

طريقة ترامب بالإدارة

في رسالة أخرى أرسلتها (وايت) للعديد من الضباط الصحفيين في البنتاغون قالت فيها "لمجرد أن الجميع لم يعرفوا بالأمر" هذا لا يعني أن لا أحد يعلم من وكالات الاستخبارات الأمريكية وأن المدراء لم يناقشوا الوضع فيما بينهم بما في ذلك (ماتيس)، مؤكدة في الرسالة الإلكترونية أنه يحق "للبيت الأبيض القيام بما يريده بالوقت الذي يراه مناسباً وبالطريقة التي يريدها".

وقال مسؤول بارز في البنتاغون لـ "بازفيد" إن "هنالك قصورا مدهشا في الحرفية وبالتنسيق بين الوكالات" مؤكداً "أنه من الأنصاف القول إن الوضع سابقاً لم يكن على هذه الصورة من الغموض على الإطلاق".

"لدى الرئيس ترامب طريقة مختلفة للقيام بالأمور" قال مسؤول في إدارة (ترامب) رداً على استفسار وجهه له "بازفيد" مفسراً الأمر بأن "الرئيس ديناميكي لا يخاف من اتخاذ إجراءات جريئة وحاسمة بسرعة. وعلى البقية الاعتياد على هذا الأمر ومجاراته".

للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (إضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات