نيويورك تايمز تنشر وثائق إيرانية جديدة حصل عليها الموساد الإسرائيلي

نيويورك تايمز تنشر وثائق إيرانية جديدة حصل عليها الموساد الإسرائيلي
دُعيت صحيفة "نيويورك تايمز" للاطلاع على وثائق جديدة عرضتها الحكومة الإسرائيلية على ثلاثة مراسلين، كان مراسل الصحيفة واحداً منهم. حيث تظهر الوثائق التي تمّكن "الموساد" من الحصول عليها وأعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) في نيسان الماضي، ما كان يشكك به مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير بعد التقرير على الرغم من إصرار إيران على أن برنامجها كان لأغراض سلمية إلا أنها سعت سابقاً لتجميع كل ما تحتاجه لإنتاج أسلحة نووية.

المهندس النووي (روبرت كيلي) والمفتش السابق لوكالة الطاقة الذرية في (فيينا) اعتبر الوثائق "جيدة جداً" وقال بعد الاطلاع عليها إنها "تظهر كيف كان يعمل هؤلاء على القنبلة النووية".

وتشير الصحيفة إلى أنه لا يوجد طريقة للتأكد من صحة الوثائق بشكل مستقل، كما تنوه إلى أن جميع الوثائق التي كشفت عنها الحكومة الإسرائيلية مؤخراً ترجع إلى 15 عاماً. وتبدأ من فترة توقيف "مشروع عماد" وتتعلق بالأعمال النووية التي تم العمل عليها بشكل سري.

وبينما يصر الطرف الإيراني على القول بأن الوثائق هذه مزورة؛ إلا أن مسؤولي الاستخبارات في أمريكا وبريطانيا، قالوا بعد مراجعتها وتدقيقها مع الوثائق التي بحوزتهم أنها حقيقية.

كما أكد خبراء نوويون مستقلون للصحيفة، أن البرنامج الإيراني لبناء سلاح نووي أكبر، وأكثر تطوراً وأفضل تنظيماً من ذلك الذي أشتبه به في عام 2013، عندما تم الإعلان عن نهاية "مشروع عماد".

كما تشير الصحيفة إلى أن إيران قد حصلت على مساعدة أجنبية في برنامجها النووي، وذلك وفق ما صرح به المسؤولون الإسرائيليون. وعلى الرغم أنه من الواضح أن تلك المساعدة أتت من باكستان؛ إلا أن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا وجود خبراء أجانب آخرين ساعدوا الإيرانيين، وربما لم يعملوا لصالح حكوماتهم.

العمل بمسارين

ووصفت الوثائق بحسب الصحيفة التحديات المتعلقة بدمج سلاح نووي برأس حربي في صاروخ "شهاب-3" كما اقترحت الوثائق بإجراء تجارب نووية تحت الأرض، وورد فيها خطط لبناء الدفعة الأولى من خمسة أسلحة.

وبالرغم من المقترحات؛ إلا أنه لم يتم بناء شيء منها وذلك بسبب خشية الإيرانيين من أن يتم الكشف عن خططهم أو بسبب الحملات الاستخباراتية الأمريكية والإسرائيلية لتعطيل جهود إيران النووية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والكشف عن المنشآت النووية الرئيسية.

المفتش السابق في الوكالة ومدير "معهد العلوم والأمن الدولي" (ديفيد أولبرايت) قال للصحيفة إن الوثائق تحتوي على "معلومات عظيمة". وأضاف أمام الكونغرس الشهر الماضي "أجرت إيران العديد من الاختبارات ذات الكثافة العالية والمتعلقة بتطوير الأسلحة النووية أكثر مما كان معروفًا من قبل".

وتدّعي إسرائيل، التي لديها برنامج نووي غير معلن، منذ فترة طويلة أن البرنامج الإيراني استمر بعد عام 2003، حيث تظهر بعض الوثائق كبار المسؤولين الإيرانيين، تم اغتيال اثنين منهم، وهم يناقشون كيفية تقسيم البرنامج النووي إلى جزئين: أحدهما علني وآخر سري.

مغامرة هوليودية

قام الإيرانيون، بحسب ما قال المسؤولون الإسرائيليون، بجمع آلاف الصفحات المنتشرة في جميع أنحاء البلاد لتوثيق كيفية بناء سلاح نووي، وكيفية ملاءمته داخل الصواريخ وطرق تفجيره. لذا، أنشأوا مستودعا لحفظ الوثائق في منطقة تجارية لا علاقة لها بالبرنامج النووي وبعيدة عن الأرشيف المعلن لوزارة الدفاع. إذ تقول الصحيفة "لم تحتوي المنشأة على حراس، ولا على أي شيء يدل على وجود شيء مهم في المنطقة".

إلا أنه ما لم يعرفه الإيرانيون هو أن "الموساد" كان يوثق عملية الجمع والتحركات الإيرانية التي استمرت لمدة عامين. منذ أن تم العمل على بناء الموقع في شباط، 2016، والجواسيس الإسرائيلية تخطط لسرقة الوثائق.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة، إن عمل الموساد يشبه على حد ما العمل الذي قام به (جورج كلوني) في فلم "Ocean’s 11".

وبحسب الصحيفة، فقد حصل الجواسيس الإسرائيليون على مساعدة داخلية، حيث علموا أياً من 32 خزانة هي ذات الأهمية، كما راقبوا عادات العمال، ودرسوا أنظمة الإنذار، بحيث يبدو وكأن كل شيء طبيعي عند ظهور العملاء حوالي الساعة 10:30 ليلاً.

وشارك في العملية أقل من 20 عميلاً إسرائيليا، في تمام الساعة السابعة صباحاً، كما كان متوقعاً من "الموساد" وصل أحد الحراس وأكتشف أن الأبواب والخزائن مفتوحة، حيث بدأت السلطات الإيرانية بحملة داخلية كبيرة لتحديد مكان العملاء، الجهد الذي شارك به بحسب المسؤول الإسرائيلي "عشرات الآلاف من أفراد الأمن والشرطة الإيرانيين" إلا أنه فشل بالطبع بعد أن استطاع الإسرائيليون تهريب نصف طن من الوثائق من قلب طهران إلى إسرائيل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات