ماذا يجري في كفريا والفوعة؟

ماذا يجري في كفريا والفوعة؟
ما تزال المفاوضات جارية في بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، بين الميليشيات الشيعية مع الفصائل العسكرية والأطراف الدولية، لإجلائهم بشكل كامل من البلدتين، وذلك تطبيقاً لاتفاق "خفض التصعيد" الذي يتضمن خروج كامل القاطنين في البلدتين من ميليشيات ومدنيين، حيث لوحظ مؤخراً أن حجم المساعدات التي كانت تلقى إليهم من الجو قد تراجعت للضغط عليهم وإجبارهم على الخروج، وقبول ما تم الاتفاق عليه في أستانا.

وبحسب أحد المحللين السياسيين فإن الميليشيات الشيعية رفضت قبل أشهر الخروج، وأصرت أن يكون هناك عملا عسكريا لفك الحصار عنهم من قبل ميليشيا أسد الطائفية وإيران، مشيرا إلى أنه من المرجح أن روسيا وإيران تركتهم لمصيرهم، إما قبول التفاوض والخروج سلماً أو شن عملية عسكرية ضدهم، تقودها الفصائل المقاتلة، مع تلميح روسيا بأنها لن تتدخل في المعركة.

ورقة بيد النظام وإيران

ويقول المحلل السياسي (نور الرسلان) إنه بعد أن أدرك أهالي كفريا والفوعة أنهم استخدموا ورقة لا أكثر من قبل النظام وإيران، قرروا في البداية قبول الخروج، وبالفعل خرجت الدفعة الأولى والثانية من البلدتين، مشيرا إلى أن الأهالي اعتقدوا أنهم سيعاملون معاملة الأبطال ولكن النظام وإيران قاموا بنقل قسم منهم إلى مخيمات في منطقة حسياء بريف حمص لمواجهة تمدد تنظيم داعش في تلك الأثناء، في حين تم نقل القسم الآخر إلى مخيم حندرات شرقي حلب دون أي خدمات أو مساعدات ليعيشوا فيه مشردين يعانون إضافة إلى الخذلان والتجويع والحرمان.

وأوضح (الرسلان) أن هذه المعاملة دفعتهم للتمرد ورفض الخروج ضمن الاتفاق الذي جرى مؤخرا بين إيران و"هيئة تحرير الشام" والذي يقضي بإجلاء مقاتلي الهيئة من مخيم اليرموك مقابل إخراج كامل المحاصرين في كفريا والفوعة، إلا أنهم رفضوا الصعود إلى الحافلات وتركوها تخرج فارغة، مطالبين بعملية عسكرية لفك الحصار عنهم.

وتابع (الرسلان) قائلا: إن قاطني كفريا والفوعة رفضوا أيضا الخروج ضمن المفاوضات الأخيرة التي جرت في درعا لإجلائهم مقابل خروج مقاتلين لـ"هيئة تحرير الشام"، مؤكدا أنه لابد من خيار عسكري تقوده الفصائل لإجبارهم على الخروج، وهذا ما يتم التفاوض عليه حالياً إما الخروج سلماً أو حرباً.

قطع الطريق

من جهته، قال القيادي في "جبهة تحرير سوريا" (محمد عبد اللطيف) لأورينت، إن بقاء ملف كفريا والفوعة على طاولة المفاوضات سوف يشجع إيران على محاولة فك الحصار عنهم والهجوم على إدلب تحت هذه الحجة، لذا فإن الفصائل ستسعى لإنهاء هذا الملف، لتقطع الطريق على النظام وإيران.

وأضاف (عبد اللطيف) أن الأمور تتجه إلى خروج سلمي لسكان البلدتين دون الحاجة لعملية عسكرية لأنهم شعروا بأنه لا يمكنهم البقاء، وأنهم أمام عملية عسكرية مرتقبة من أجل إجبارهم على الخروج، حيث أن المفاوضات مع الطرف الممثل لكفريا والفوعة ستنتهي حتماً بخروجهم بعد ترتيب أمور خروجهم إلى مناطق النظام، وتجنب سيناريو التفجيرات التي حصلت بالقوافل الخارجة منهم في منطقة الراشدين بريف حلب الغربي.

حرب نفسية

بدوره، قال الناشط الصحفي (أحمد نور) لأورينت، إنه في حال خروجهم سلماً أو عن طريق عمل عسكري فإن هذا يؤكد بشكل قاطع أن لا عملية عسكرية للنظام وحلفائه على إدلب، وأن كل ما قيل مؤخرا عن معركة قادمة، ما هو إلا حرب نفسية هدفها إضعاف عزيمة المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

وأضاف (نور) أن نتائج المفاوضات ستنتهي بخروج الميليشيات والمدنيين من كفريا والفوعة، وستغدو كامل المنطقة محررة، وبحماية تركية وفق التفاهم القائم، مشيرا إلى أن أهالي كفريا والفوعة اعتقدوا أنهم سيعاملون على أنهم أبطال لصمودهم طيلة السنوات الماضية، إلا أنهم كانوا ضحية السياسة الإيرانية التي اتخذت من حصارهم ورقة لتجييش الشيعة من أجل زجهم في المعارك الدائرة بسوريا.

وأشار إلى أن إيران استخدمتهم لتحقيق مصالحها، مبينا أن كفريا والفوعة باتت الآن بالنسبة للإيرانيين كأي منطقة، حيث لم تعد تعنيهم، وهذا ما شكل ضربة موجعة للميليشيات الشيعية المحاصرة، والتي عولت كثيراً على إيران لفك الحصار عنها، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق رغم المعارك التي اندلعت في المنطقة والتي كان آخرها في شهر كانون الأول من العام الماضي في مناطق شرقي سكة الحديد.

يشار إلى أن بلدتي كفريا والفوعة ساندتا النظام بشكل كبير منذ بداية الحراك الثوري في إدلب، وكانتا مركزاً لعمليات الميليشيات الإيرانية و"حزب الله"، ورأس حربة في العمليات الأمنية والعسكرية التي جرت ضد البلدات والقرى المحيطة بها في المحافظة، ومع خروج مليشيا أسد الطائفية من مدينة إدلب على يد الفصائل المقاتلة، تم قطع الطريق الواصل للبلدتين، وبقيتا منذ 2015 في حصار كامل شهدتا خلاله العديد من المعارك على أطرافهما.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات