تحقيق استقصائي لأورينت يكشف عن ماهية تنظيم "داعش" جنوب دمشق

تحقيق استقصائي لأورينت يكشف عن ماهية تنظيم "داعش" جنوب دمشق

أُسدل الستار مؤخرا على وجود تنظيم "داعش" في جنوب العاصمة دمشق بعد عدة سنوات من هيمنته على معظم أحياء وبلدات المنطقة، ولكن من يعلم طبيعة هذه المنطقة الجغرافية من سوريا تتبادر إلى ذهنه عدة أسئلة تتعلق بالتنظيم وفي مقدمتها كيف ظهر، ومن أين أتى بعناصره وما هي جنسياتهم، ومن يموله، وكيف استطاع أن يسيطر على معظم مناطق جنوب العاصمة، وما طبيعة العلاقة بينه وبين النظام.

 

وللإجابة على هذه الأسئلة تقصت (أورينت) باحثة في جوانب الموضوع، حيث أجرت لقاءات مع عدة أشخاص من أبناء المنطقة كانوا شهود عيان على "داعش" منذ بداية ظهوره حتى خروجه من جنوب العاصمة بعد الاتفاق الذي أبرمه مع النظام الشهر الماضي.

الطبيعة الجغرافية والديمغرافية

بداية لا بد من فهم الطبيعة الجغرافية والديمغرافية لمنطقة جنوب دمشق، لمعرفة أسباب نشوء تنظيم "داعش" فيها.

لم تكن تسمية "جنوب العاصمة" موجودة قبل الثورة، وهي مصطلح استخدم من قبل وسائل الإعلام، وتضم هذه المنطقة عدة أحياء تابعة للعاصمة دمشق، كـ (مخيم اليرموك ومخيم فلسطين والتقدم والتضامن والقدم والعسالي والمادنية وجورة الشرباتي)، في حين أن هناك بلدات تابعة لمحافظة ريف دمشق (يلدا وببيلا وبيت سحم والحجر الأسود) إضافة إلى بلدات أخرى (حجيرة والديابية والسيدة زينب وحسينية وسبينة) إلا أن هذه البلدات لم تشهد وجودا لـ"داعش" لأن النظام استعاد السيطرة عليها من الفصائل المقاتلة في وقت مبكر من عمر الثورة السورية.

خليط سكاني

تعد منطقة جنوب دمشق من المناطق التي تشهد خليطا سكانيا متنوعا، حيث يوجد في مخيمي فلسطين واليرموك آلاف الأسر الفلسطينية بالإضافة إلى أعداد من عائلات السوريين التي أتت من عدة مناطق.

أما  حيّا التقدم والتضامن فيضمان عائلات من نازحي القنيطرة ومن معظم المحافظات السورية وفي مقدمتها درعا والسويداء، كما يوجد في التضامن نسبة جيدة من العائلات العلوية. 

في حين أن معظم سكان البلدات الثلاث يلدا وببيلا وبيت سحم من أهل المنطقة بالإضافة إلى عائلات معظمها دمشقية، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالقدم والعسالي حيث إن أغلب سكانها من نفس المنطقة مع وجود تنوع السكاني أكثر من البلدات الثلاثة.

وقال (محمد أبو الذهب) صحفي من غوطة دمشق إن جنوب العاصمة يعتبر منطقة استراتيجية لأنه صلة وصل بين الغوطة الغربية الممتدة إلى داريا وبيت جن والقنيطرة وبين الغوطة الشرقية التي تمتد إلى منطقة القلمون الشرقي، كما تـأتي أهميتها لقربها من العاصمة لا سيما القصر الجمهوري، لذلك لم يكن ظهور تنظيم "داعش" في المنطقة أمرا مستغربا نظرا لأهميتها، مشيرا إلى أن النظام تنبه باكرا لخطورة هذه المنطقة فقام بحصارها منذ بداية الثورة.

 وأضاف (أبو الذهب) إن معظم سكان بلدات جنوب دمشق يغلب عليهم الطابع المحافظ دينيا وتحكمهم العادات والتقاليد أكثر من غير مناطق، وهذا الوضع يعتبره "داعش" مناسبا لترويج وبث أفكاره المتطرفة عبر الأهالي لا سيما فئة الشباب غير المثقفين أو غير المطلعين على حقيقة هذه التنظيمات.

الفصائل العسكرية

وشهدت منطقة جنوب العاصمة انتشارا للعديد من الفصائل العسكرية والتي ينتمي أغلبها للجيش الحر قبل أن يظهر تنظيم "داعش"، حيث ظهرت في البداية كتائب "أبابيل حوران" وكتائب "الصحابة"، ثم بدأت بعدها تتشكل فصائل أخرى مثل "أحرار الشام وشام الرسول وجيش الإسلام وجبهة النصرة وكتائب أكناف بيت المقدس " التي اقتصر وجودها على المخيم.

وأوضح الناشط (طارق الشيخ) من سكان مخيم اليرموك أنه في البداية لم يكن هناك أي خلافات بين الفصائل المقاتلة في المنطقة، حيث كانت هذه الفصائل تأخذ على عاتقها التصدي لميليشيات أسد الطائفية، ولكن بعد الحصار الذي فرضه النظام على مناطق جنوب العاصمة، وإجبار أهالي بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم على توقيع هدنة عام 2014 بدأت تظهر الخلافات.

وأشار إلى أن الاقتتال الأول الذي شهدته المنطقة كان بين فصائل مقاتلة تابعة للجيش الحر وبين "جبهة النصرة" سابقا هيئة تحرير الشام حاليا في بلدات يلدا ببيلا وبيت سحم في بداية 2015، حيث اضطرت "النصرة" إلى الانسحاب من عدة مناطق والتمركز في مخيم اليرموك.  

نشأة تنظيم "داعش"

في عام 2013 حدث خلاف بين تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" في سوريا بعد إعلان التنظيم ما تسمى "الخلافة الإسلامية" في سوريا والعراق.

وتبادلت "النصرة" الموالية لـ(أيمن الظواهري) زعيم تنظيم القاعدة، وتنظيم "داعش" التابع لـ(أبو بكر البغدادي) زعيم التنظيم، الاتهامات، ولم تُفلح محاولات الصُلح بين "داعش" و"النصرة" بعد اشتداد المعارك بينمها في مطلع عام 2014.

وأوضح (طارق الشيخ) أنه على ضوء الخلافات بين الطرفين قررت مجموعة من "جبهة النصرة" في 2013 الانسحاب منها ومبايعة تنظيم "داعش" حيث تمركزت في منطقة الحجر الأسود.  

في حين أكد الناشط والإعلامي (عز باشق التضامن) من سكان حي التضامن والذي كان يعمل في مجال التوثيق، أن عناصر تنظيم "داعش" هم من أبناء منطقة جنوب دمشق، ولم يأت أحد منهم من الخارج، باستثناء أمير الأمنيين في "داعش" ويدعى (أبو سالم العراقي) الذي كان يعيش في سوريا قبل الثورة.

وأشار إلى أن أمير التنظيم كان يدعى (أبو صياح طيارة) ولقبه (أبو صياح فرامة) وهو خريج سجن صيدنايا، وكان في البداية يقاتل في صفوف "جبهة نصرة" ثم أعلن بعدها مبايعته للتنظيم.

وبيّن (باشق التضامن) أن أعداد "داعش" في البداية كانت قليل، حيث لا تتجاوز الـ 20 عنصرا، وبعد فترة من الزمن ازداد عددهم حتى أصبح 50 شخصا، وكان لهم تواجد في بساتين يلدا وبمنطقة حجيرة، موضحا أنه لم يكن لـ"داعش" أي نشاط يذكر على الأرض واقتصر عملهم على الأعمال الأمنية.

بدوره، يرى الناشط ‏والإعلامي (رامي السيد) من سكان بلدة يلدا، أن من أسباب ظهور "داعش" في جنوب العاصمة، ضعف تمويل الفصائل المقاتلة ولا سيما التابعة للجيش الحر، وإهمال القادة للعناصر، في حين كان لدى التنظيم أموالا كثيرة لجذب المبايعين له.

وأوضح (السيد) أن التنظيم كان يتبع سياسة معينة، فهو عندما يعرض على الشخص مبايعته لا يشترط عليه حمل السلاح، بل يستطيع أن يعمل في مجال الخدمات أو المجال الطبي أو التعليم، منوها إلى أن التنظيم استطاع الوصول إلى بعض أصحاب الكفاءات من خلال المال.

مصادر التمويل

كثر الحديث عن الجهات التي مولت تنظيم "داعش" في جنوب العاصمة، حيث تحدثت بعض الروايات عن دعم تم تقديمه للتنظيم من عدة جهات مخابراتية، إلا أن من التقتهم (أورينت) أكدوا أن تمويل "داعش" كان مصدره عائدات النفط التي سيطر عليها التنظيم في سوريا.

وقال (باشق التضامن) إن "داعش" في جنوب دمشق كان يحصل على أموال ضخمة تأتيه من عائدات بيع النفط بعد سيطرت التنظيم على آبار النفط والغاز في شرقي وشمال شرقي سوريا.

في حين، ذكر (السيد) أن تمويل "داعش" كان عن طريق هرم التنظيم في الرقة ودير الزور، موضحا أن الأموال كانت تدخل إلى المنطقة عبر بعض ضباط النظام وبعض قادة مجموعات الفصائل، كما أن هناك أشخاصا مستعدين لنقل أموال للتنظيم لأنه كان سخيا في الدفع. 

وقال (السيد) إن "داعش" استطاع من خلال الأموال شراء الكثير من الولاءات في جنوب العاصمة، مضيفا أن ظهور المال لدى التنظيم جاء في الوقت الذي كانت فيه الفصائل في أشد حالات الفقر، والمنطقة في أشد أوقات الحصار والتجويع، كما أن أغلب الداعمين أوقفوا دعمهم للفصائل المقاتلة، وأصبحت بعض الفصائل الصغيرة رهينة لمن يدفع لها.

"داعش" والنظام

أثارت مواقف نظام الأسد من "داعش" في العديد من المناطق السورية، وتحديدا منطقة جنوب العاصمة العديد من إشارات الاستفهام، حيث اعتبر البعض أن النظام هو من أوجد التنظيم في المنطقة لينوب عنه في قتال الفصائل العسكرية، مشيرين إلى أن ما يعزز كلامهم هو عدم فتح أي معركة تذكر من قبل التنظيم ضد ميليشيا أسد الطائفية في المنطقة باستثناء المعركة الأخيرة التي دارت بين الطرفين قبل خروج التنظيم.

من جهته، استبعد الناشط ‏والإعلامي (رامي السيد) أن يكون النظام هو من أوجد "داعش" في جنوب العاصمة، ولكنه لم ينفِ أن النظام استفاد كثيرا من وجود "داعش" في المنطقة.

وقال (السيد) "في لعبة الورق هناك بعض الأوراق التي يحتفظ بها اللاعب لنهاية اللعبة لكي يربك خصمة ويحسم اللعبة لصالحه، وهكذا تعامل النظام مع داعش، فقد استخدمه كورقة رابحة حتى النهاية ليخلصه من خصومه ويمهد له الطريق للدخول إلى المنطقة بأقل الخسائر"، مشيرا إلى أن علاقة الطرفين تشبه الهدنة لكنها غير معلنه، حيث منح النظام "داعش" ميزات خاصة كعلاج جرحاه وإدخال الطعام.

وبيّن أن التنظيم طول فترة تواجده في جنوب العاصمة كان يقاتل الفصائل العسكرية، وينظر لها على أنها مرتدة، مشيرا إلى أن "داعش" كان يقيس الحالة العراقية على الحالة السورية ويعتبر كل من يقف ضده على أنه "صحوات" تشبه "الصحوات" التي أنشئت في العراق لمواجهة تنظيم القاعدة.

وحول علاج عناصر التنظيم في مشافي النظام، قال (باشق التضامن) إن "داعش" كان يعالج جرحاه في مشفى "المهايني" بدمشق مقابل مبالغ مالية كبيرة، كما سمح النظام للتنظيم في فترة من الفترات بإخراج جرحاه وجرحى من المدنيين للعلاج والعودة إلى المنطقة، مقابل إخراج كميات من النحاس من حي القدم.

التوسع والسيطرة

بعد سيطرة ميليشيا أسد الطائفية على بلدات (حجيرة والذيابية والحسينية والسبينة وكامل السيدة زينب) ضمن عملية أطلق عليها اسم "دبيب النمل"، وجد "داعش" الفرصة سانحة لتوسعه من خلال اعتمد أسلوب الاستفراد بالفصائل.

وقال (باشق التضامن) إن "داعش" بعد سقوط البلدات المذكورة بدأ يهاجم المجموعات الصغيرة التي نزحت للمنطقة ويصادر أسلحتها، كما كان يشتري الأسلحة والذخائر بأسعار جيدة.

وبيّن أن "داعش" استفاد من حصار النظام لمنطقة جنوب العاصمة لأنه الوحيد الذي كان يملك المال ومخزون من الطعام، الأمر الذي سهل عليه اجتذاب العناصر لا سيما أنه كان يختبئ خلف شعارات دينية.

كما اعتمد تنظيم "داعش" أسلوب تجنيد العناصر في الفصائل المقاتلة، حيث كان يتفق معهم على البقاء ضمن فصائلهم للتجسس على قاداتهم ومعرفة تحركاتهم مقابل المال. 

وأكد (باشق التضامن) أن التنظيم استطاع اختراق كل الفصائل المقاتلة في جنوب دمشق، وعمد إلى اغتيال بعض القادة.

اقتتال التنظيم والفصائل

شهد عام 2014 مواجهات بين تنظيم "داعش" وفصيل "جيش الإسلام" في دوما لاستئصاله من الغوطة الشرقية، إلا أن الجانبين في جنوب العاصمة اتفاقا على عدم الاقتتال وأن يكون وضعهم منفصلا عن الغوطة.

وأوضح (باشق التضامن) أن الوضع بين "داعش" وفصيل "جيش الإسلام" في جنوب العاصمة لم يستمر طويلا، حيث اندلعت اشتباكات بين الفصائل المقاتلة و"داعش" الذي نقض الاتفاق، مشيرا إلى أن العديد من عناصر "داعش" سلموا أنفسهم للفصائل وحوالي 100 عنصر هربوا إلى منطقة الحجر الأسود، وتم فرض حصار عليهم مدة من الزمن، ولكن بعد إعلان التحالف الدولي نيته توجيه ضربة ضد "داعش" و"النصرة" في سوريا، اتفقت الفصائل مع "داعش" أن تخفف حصارها عليه مقابل عدم قيامه بأي تصرف ضد الفصائل المقاتلة.

وذكر (باشق التضامن) أن "داعش" استغل الظروف التي أحاطت به في الحجر الأسود فبدأ يستعطف الأهالي، من خلال الادعاء بأنه مستضعف والفصائل تقاتله لأنه إسلامي والتحالف الدولي يريد ضربه لنفس السبب، مبينا أن الكثير من الشباب تأثروا بالظروف التي مر بها التنظيم لعدم وجود الوعي الكافي لديهم.

وبعد فك الحصار عن "داعش" بفترة قليلة شن حوالي 400 عنصر من التنظيم هجوما على فصيل "أكناف بيت المقدس" في مخيم اليرموك.

وأكد (باشق التضامن) أن "داعش" تمكن من دخل المخيم بمساعدة من عناصر كانوا محسوبين على "النصرة" ولكنهم في الحقيقة كانوا "دواعش"، وبعد دخول التنظيم أعلنوا عن انسحابهم من "النصرة" وشكلوا فصيلا جديدا تحت مسمى "جماعة الأنصار".

ونجحت "جبهة النصرة" بداية بعد معارك عنيفة بطرد التنظيم من داخل مخيم اليرموك ليتمركز في أطرافه، ويبدأ بعدها بتجنيد العناصر داخل "النصرة"، وتنفيذ عمليات اغتيال ضدها.

وأوضح العديد من الناشطين أن القتال الذي استمر 3 سنوات بين "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" استنفذ الطرفين، حيث سقط المئات منها، ليتمكن "داعش" في النهاية من السيطرة على أكثر من 80 بالمئة من المخيم.

كما سيطر "داعش" على حي العسالي ومنطقة الحجر الأسود بالكامل، وأطراف بلدة يلدا وتحديدا منطقة الزين بعد معارك مع الفصائل المقاتلة، وفي بداية 2018 سيطر على كامل حي التضامن.

خلافات "داعش"

حدثت بعض الخلافات والصراعات في البيت الداخلي لتنظيم "داعش"، ما دفع قيادة التنظيم في الرقة إلى عزل أمير التنظيم المدعو (أبو صياح طيّارة) الملقب (فرّامة) ونائبه، وتنصيب (أبو هشام الخابوري) أميراً جديداً لـ"داعش".

وذكر (عمار أبو مصطفى) أحد الذين شاركوا في القتال بمعارك جنوب العاصمة ضد تنظيم الدولة أن (الخابوري) من أبناء الجولان القاطنين في حي الحجر الأسود، وقد شغل قبل ذلك منصب الأمير العسكري في قطاع الحجر الأسود.

وفي عام 2017 أصدرت قيادة التنظيم قرارا بعزل (الخابوري) وتعيين (أبو العز دهمان).

وأشار (أبو مصطفى) إلى أن حالة من التخبط عاشها التنظيم في جنوب دمشق، ما دفع قادة التنظيم إلى تعيين (دهمان) وهو من سكان حي التضامن. 

وفي بداية عام 2018 شنّ التنظيم حملة اعتقالات طالت عددا من القياديين والعناصر بعد الفلتان الأمني الذي شهدته مناطق سيطرته في جنوب العاصمة. وترددت أنباء في شهر آذار الماضي عن تعيين شخص يدعى "أبو محمود" أميرا للتنظيم خلفا لـ"أبو العز دهمان"، وينحدر الأمير الجديد من بلدة الذيابية في ريف دمشق.

مواجهات مع النظام

خاض تنظيم "داعش" أول معركة حقيقة ضد ميليشيا أسد الطائفية عام 2017 عندما شن هجوما على شارع نسرين في حي التضامن وتمكن من قتل 20 عنصرا وسيطر على 10 مباني قبل أن ينسحب منها بعد يومين.

وفي آذار الماضي شن هجوما على ميليشيا أسد الطائفية في حي القدم أثناء انسحاب الجيش الحر من القدم إلى الشمال السوري، تمكن خلاله التنظيم من السيطرة على الحي بعد قتل حوالي 200 عنصر من ميليشيا أسد الطائفية التي اضطرت إلى توقيع هدنه مع "داعش" في القدم والعسالي بسبب انشغالها في معارك الغوطة الشرقية.

وبعد انتهاء معارك الغوطة تحركت ميليشيا أسد الطائفية للسيطرة على جنوب العاصمة بالكامل، وجرت مفاوضات بين النظام وبين الفصائل العسكرية و"هيئة تحرير الشام" و"داعش" وتم الاتفاق على خروج الفصائل والهيئة نحو الشمال السوري، بينما رفض التنظيم الخروج من المنطقة.

الفصل الأخير

شهد جنوب العاصمة شهر أيار الماضي معارك عنيفة بين "داعش" وبين ميليشيا أسد الطائفية والميليشيات الفلسطينية والإيرانية، استمرت حوالي شهر، وقتل فيها المئات من الميليشيات.

وفي أواخر أيار توصل الجانبان إلى اتفاق، يقضي بخروج "داعش" من آخر معاقله في مخيم اليرموك والحجر الأسد، إلى وجهة لم يتم إعلانها، حيث إن مصادر إعلامية قالت إن التنظيم توجه إلى مناطق سيطرته في البادية السورية، ومنهم من قال إنه توجه إلى محافظتي حمص ودير الزور.

لا شك أن بزوغ نجم تنظيم "داعش" وسرعة انتشاره وسيطرته على أجزاء واسعة من سوريا، قبل أُفُوله وانحساره يثير جدلا كبيرا حوله، لا سيما أن كل طرف من الأطراف الضالعة في القضية السورية يتهم الطرف المناوئ له بدعم التنظيم، ولكن يبقى السؤال المطروح، من هو من المسؤول عن ظهور التنظيم وتمدده؟.

 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات