"بذخ القبيسيات" يثير سخط موالي الأسد

"بذخ القبيسيات" يثير سخط موالي الأسد
أثار شريط مصور تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي لمئات النساء من منتسبي ما يعرف جماعة "القبيسية" في "حفل ديني" بمدينة دمشق غضب الموالين على مواقع من "حالة البذخ" التي وصلت إليها منتسبات هذه الجماعة، في ظل انقطاع الدعم عن ذوي القتلى من الموالين؛ حيث إن العشرات من النساء  تركن عملهن وانخرطن في "القبيسية".

وتعتبر القبيسيات "جماعة دينية إسلامية دعوية نخبوية نسوية" تعتمد هيكلية شبه تنظيمية غير مُعلنة، نواتها من طبقة أثرياء دمشق ونشاطها الحقيقي والجاد يستهدف هذه الطبقة، وقد شكلت هذه الجماعة (منيرة القبيسي) وبدأت الجماعة في دمشق، وانتشرت انتشارًا واسعًا خلال العقد الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي، ثم امتدت إلى دولٍ عربيةٍ وإسلامية وأوروبية.

وعلق أحد موالي النظام على صفحته عن جماعة القبيسية قائلاً: "بعد أن ضاق ذرعنا بسرقة أموال شهدائنا وأنا احمل في عنقي أمانة كل دم شهيد على امتداد سوريا حفر له والده قبره بيده لأن دولته لم تعطه حتى ثمن قبر. بالطبع بسبب حركة جديدة ظهرت بالشام باتت تسيطر على مال اللاهوت السوري" على حد وصفه.

من جهته، يقول الباحث في الشؤون الدينية (عبد المنصور) لأورينت نت، إن "موالي النظام يخشون من النمو المتزايد للجماعة، بعد أنباء عن دخولهم البرلمان السوري، حيث إن هذا الأمر سيؤدي بنظرهم بمطالبهم بالتزمت الإسلامي الذي سيؤلب نصف المجتمع السوري المتحرر، حيث يتهم كثير من الموالين بأن القبيسيات هي حركة إخوان مسلمين جديدة، ولكن باسم الأخوات المسلمات التي تحضن في طياتها حركة ناشئة تسمى حركة الشباب المسلم".

ويضيف بأن "أغلب الطبقة الموالية للنظام هم من الفئة المتحررة، التي لا تحبذ إدخال الدين في المجتمع والتي تميل إلى ذهاب النساء إلى المراقص أو حتى العمل الجنسي وبيوت الدعارة، من أجل كسب الأموال، في حين أن جماعة القبيسية تلزم النساء بالحجاب وحضور دروس دينية وتتمتع بالتمويل الجيد ورضا أجهزة الأمن وهذا ما يزيد من غضب المواليين".

ويشير (المنصور) إلى أن "سلطة ما يسمة (الآنسة) في الجماعة تتجاوز مريداتها إلى عائلاتهن، ففي النهاية علاقة (الآنسة) بالبنات تبدأ بعلاقة الآنسة بالأم التي تحترمها وتُجلّها لمكانتها الدينية، وكلّ هذه السلطة تعتمد على الثقة والاحترام والحبّ لرمز (الآنسة) حيث أن كثيراً من النساء يأتين من مناطق بعيدة  تصل لمئات الكيلومترات من أجل حضور دروس عند الآنسة".

وتقوم الجماعة القبيسية بـ"حفلات دينية" تضم أناشيد وأدعية وابتهالات بشكل مستمر في المساجد والمراكز الدعوية في مدينة دمشق وتضم الحفلات مئات النساء من عدة محافظات سورية، وتكلف هذه الحفلات مبالغ مالية ضخمة، حيث تعتمد الجماعة على  طبقة الأثرياء الارستقراطية وجمع تبرعات من عدد من الدول العربية.

من جهته، يقول الباحث في التاريخ الإسلامي (د.أحمد السليمان) لأورينت نت، إن "حجم الإنفاق على المراكز الدعوية والحفلات التي تقوم بها القبيسيات تدل على أنه هناك تمويل مباشر من قبل النظام للجماعة، حيث يعتبرها الواجهة الدينية للنساء التي تروج أفكاره وروايته، خصوصاً بأنها أصبحت تسيطر على قسم كبير من النساء".

ويضيف، بأن عمل القبيسيات كان ينشط في كافة المحافظات السورية قبل اندلاع الثورة، ولكن مع بعد مرور أعوام من الثورة تقوقعت الجماعة في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وهذا لا يشمل المناطق الساحلية التي ترفض هذه الطقوس بشكل كامل، ويعتبرون أن الجماعة القبيسية تسلب أموالهم وحقوق أبنائهم ولا يألون جهداً في تشويه صورتها.

ويشير (السليمان) إلى أن "هناك صراع قاد التيار الديني واللاديني في مناطق سيطرة النظام، وخصوصاً في مدينة دمشق التي تنشط فيها القبيسيات، حيث إن نقمة الموالين من الطائفة العلوية على القبيسيات تتزايد، بينما الحركة القبيسية باتت تتمتع بثراء أكبر ودعم أوفر من قبل شخصيات في  النظام ورؤوس الأموال والتجار وعلماء الدين في مدينة دمشق".

يذكر أن جماعة القبيسيات تمتدّ في النسيج الاجتماعي السوريّ في مدينة دمشق على وجه الخصوص، فيما تنشط في  بعض البلدان كالأردن ومدينة إسطنبول ولبنان، مما يؤهلها للاستمرار في عملها ودورها في حال تغير الواقع السياسي في سوريا كحركة تنشط فيها المرأة بشكل رئيسي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات