أبرز القواعد الإيرانية في القنيطرة وأهميتها العسكرية (صور)

أبرز القواعد الإيرانية في القنيطرة وأهميتها العسكرية (صور)
لم يكن حجم الضربات الإسرائيلية في الشهر المنصرم إلا دليلاً على حجم التواجد الإيراني في الجنوب السوري، هذا التواجد الذي أخذ شكلاً مختلفاً منذ مطلع عام 2014 بعد إنهاك القدرات القتالية والبشرية لدى ميليشيا النظام، واستلام المليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني زمام الأمور عسكرياً في العديد من المناطق الاستراتيجية قرب الجولان المحتل، وخط وقف إطلاق النار (المنطقة المعزولة السلاح سابقاً).

تراقب إسرائيل عن كثب الحدود مع الجولان المحتل، فقامت مؤخراً بزج جنود للاحتياط على الهضبة الشمالية تخوفاً من ردٍ محتملٍ إيراني للداخل المحتل، وكذلك استقدمت أكثرَ من مئة وخمسين عربة ثقيلة من دبابات وناقلات جند للهضبة الشمالية، في حين استهدفت هذه الدبابات التلال الحمر والتي قد سيطرت عليها ميليشيا النظام بعد اتفاق بيت جن الذي قضى بتسليم التلال، وخروج مقاتلي "هيئة تحرير الشام" وبعض الفصائل المقاتلة إلى الشمال السوري، وفيما يلي أبرز المواقع التي تتواجد فيها الميليشيات الإيرانية بمحافظة القنيطرة.

التلال الحمر

تقع هذه التلال في الريف الشمالي من محافظة القنيطرة، وكانت فصائل ثورية قد سيطرت عليها في أبريل 2014، بمشاركة العديد من الفصائل تحت غرفة عمليات جيش الحرمون.

تطل هذه التلال على قرية حضر الموالية، وتعد من المناطق ذات الموقع الاستراتيجي كونها تربط بين ريف القنيطرة من جهة، والغوطة الغربية من جهة أخرى، ما شكل تهديداً كبيراً لميليشيا النظام التي حاولت جاهدة السيطرة عليها إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، ليأتي اتفاق بيت جن مع الاحتلال الروسي حيث سقطت من خلاله التلال بيد الميليشيات ما عزز وجود عناصر لـ"حزب الله" اللبناني ومن خلفه إيران بكل ثقلها الاستخباراتي والعسكري.

مشاتي حضر

تقع بالقرب من قرية حضر الموالية وهي منطقة مرتفعة تطل على المناطق المحررة، لاسيما (تل الحمرية) الذي تسيطر عليه فصائل ثورية بالقرب من (جباثا الخشب)، وتعتبر هذه المنطقة من المناطق التي تسعى إيران للسيطرة عليها، وإدراجها ضمن الأهداف التي من خلالها تستكمل الطوق في قرى الحرمون، وتأمين منافذ جديدة تصل للعمق في الجنوب اللبناني ما يعني الاتصال المباشر والبري مع "حزب الله" الذراع الأكبر في المنطقة.

مدينة البعث

إحدى معاقل الميليشيات الرئيسة في القنيطرة، وقد عملت هذه الميليشيات على تجنيد ضعاف النفوس من أهالي المنطقة ليقوموا بتشكيل جسم مسلح بدايته التشيّع كذريعة عقدية انتهجتها إيران للسيطرة على المناطق بالقرب من الجولان المحتل، فكان المدعو (ياسر السيد) أول من جندته إيران لتغتاله إسرائيل في مطلع عام 2016.

وتسيطر هذه المجموعات التابعة لإيران على (تل القبع) الذي يقع شمالي (خان أرنبة) مركز محافظة القنيطرة، والذي كان سابقاً أحد أهم النقاط لبعثة الأمم المتحدة (أندوف) التي دخلت خط وقف إطلاق النار بعد اتفاقية عام 1974.

وتتمركز عناصر تابعة لهذه الميليشيات في المباني الطابقة أو ما يعرف بـ المدينة العمالية، والتي لا تبتعد سوى واحد ونصف كليو متر عن خط وقف إطلاق النار، وتتخذ من الأقبية لهذه المباني مناص للمضادات الأرضية التي تستهدف من خلالها الطريق الواصلة بين الريف الأوسط والريف الشمالي من القنيطرة، محاولة بذلك قطع الطريق الوحيد الذي يُخدّم قرى (جباتا الخشب، وطرنجة، وأوفانيا، وقرية الحرية).

التلال الحاكمة

تتميز القنيطرة بوجود تلال عديدة ذات مواقع مهمة عسكرياً استخدمتها ميليشيا النظام في بداية الثورة، لتدمير أكبر قدر ممكن من القرى والبلدات التي ثارت حينها، وبعد تهالك ميليشيا النظام ساندتها مليشيات إيرانية متمثلة بعناصر قيادية من "حزب الله" تواجدت في (تل الشعار) أحد أهم التلال الاستراتيجية، و(تل بزاق وتل الكروم) الذي أسند إلى الجماعات المسلحة الموالية للحزب من أبناء مدينة خان أرنبة ومدينة البعث.

وتسعى الميليشيات للسيطرة على منافذ بين ريف دمشق والقنيطرة، من خلال إعادة تأهيل الثكنات التابعة للواء 90 في منطقة الحلس وعين النورية والتي تعتبر المدخل الشرقي للقنيطرة والتي تسيطر من خلالها على اوتستراد دمشق القنيطرة في منطقة (كوم الويسية) والتي تعتبر من المناطق التي تستخدمها هذه المليشيات كمرابض للمدفعية الثقيلة.

ربط المنطقة عسكرياً

سيطرت مليشيات إيرانية مطلع عام 2014 على قرى واسعة في (مثلث الموت)، والذي يربط ريف دمشق وريف درعا الشمالي، والقنيطرة، واتخذت هذه الميليشيات مقاراً لها في منطقة جغرافية معقدة كـ تلال فاطمة التي تعتبر غرفة عمليات تحت الأرض، وكذلك تل مرعي وتل السرجة والعروس، في حين تسعى للسيطرة على منطقة الحرمون ومثلث الموت، في ظل ضعف ميليشيا النظام في المنطقة لا سيما اللواء 90 أحد أكبر معاقل النظام المتبقية في المنطقة.

وتعرضت هذه النقاط التي تمتد من حضر شمالاً إلى درعا جنوباً للعديد من الغارات الإسرائيلية ومنيت بها الميليشيات الإيرانية خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

حصيلة الغارات الإسرائيلية

أكثر من خمسين غارة في الجنوب السوري استهدفت مواقع تواجد الميليشيات الإيرانية، أهمها كان مطلع الشهر الجاري، استهدفت فيها  المقاتلات الإسرائيلية (تل مقداد وتل محجة واللواء 89) بالقرب من منطقة جباب، وتل النبي يوشع ، وتل قليب القريب من محافظة السويداء، كذلك استهدفت المدفعية الإسرائيلية أكثر من ثمانية عشر نقطة لتواجد "حزب الله" بالقرب من قرية حضر الموالية والتي أعلنت عنها إسرائيل بحسب الناطق باسم جيشها (أفيخاي أدرعي) حيث قال إن "إسرائيل ستستهدف أي تواجد إيراني بالقرب من حدودها على حد وصفه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات