في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيو أورينت يستذكرون زملاءهم الشهداء

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيو أورينت يستذكرون زملاءهم الشهداء
يحتفل العالم اليوم الخميس (3 أيار) بـ "اليوم العالمي لحرية الصحافة" وقد تم اختيار هذا التاريخ من كل عام لإحياء ذكرى "إعلان ويندهوك" التاريخي في 3 مايو 1991، حيث يتم تيسلط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون خلال أداء عملهم، ولتذكير العالم بالصحفيين الذين لاقوا الموت أو السجن أو التعذيب في سبيل نقل الحقيقة.

وكشفت نسخة عام 2018 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة الصادرة عن منظمة (مراسلون بلاحدود) عن مناخ إعلامي يسوده الخوف والانتهاكات التي تئن تحتها حرية الإعلام.

وبحسب التصنيف، شهدت سوريا مقتل 13 صحافياً في عام 2017، فيما اعتقل أو اختطف أو اختفى أكثر من 40 صحافياً على أراضيها، ما جعلها واحدة من أخطر دول العالم للإعلام، وجاءت في آخر قائمة دول المنطقة في مؤشر هذا العام.

وشمل التصنيف 180، احتلت سوريا المرتبة 177 متقدمة على كوريا الشمالية التي تربعت على ذيل قائمة الدول التي تنتهك حرية الإعلام، إذ وصفت منظمات حقوقية سوريا بـ "البلد الأخطر عالمياً" على الصحفيين.

ويعود سبب تراجع سوريا إلى هذه المرتبة جراء آلة القمع التي أطلقها نظام الأسد ضد الإعلاميين والصحفيين والناشطين الذي حملوا على عاتقهم نقل الأحداث في سوريا منذ بدء الثورة السورية.

ووثق مركز الحريات التابع (لرابطة الصحفيين السوريين) مقتل قرابة الـ 300 إعلامي على يد ميليشيات نظام الأسد وقرابة الـ20 على يد العدوان الروسي منذ عام 2011.

الأورينت فقدت خيرة صحفييها

كان لمؤسسة أورينت الإعلامية حصة كبيرة من إجرام نظام الأسد بحق الصحفيين منذ اندلاع الثورة السورية، حيث فقدت القناة خيرة صحفييها الذين وصل عددهم  إلى 12 بين شهيد ومختطف.

وبلغ عدد شهداء الأورينت من مراسلين ومصورين7 وهم (الشهيد المراسل براء البوشي والشهيد المراسل رامي العاسمي والشهيد المراسل محمد سعيد والشهيد المراسل محمد معاذ فداء والشهيد المراسل وقد يوسف الدوس والشهيد سالم خليل والشهيد باسل شحادة).

كما فقدت أورينت 5 من صحفييها هم (الأب باولوا داليلو الذي اختطف بتاريخ 29/ 7/ 2013 في مدينة الرقة وهو مقدم برنامج إقامة مؤقتة والمراسل مؤيد سلوم  وهو مدير مكتب أورينت في حلب وخطف من قبل حاجز لتنظيم الدولة قرب دوار الكاستلو بحلب بتاريخ 2 /11/ 2013 بعد ايام قليلة  من استشهاد الزميل محمد سعيد إضافة إلى المراسل عبيدة بطل وحسام نظام الدين مهندس عربة بث والمصور عبود عتيق). وقد قضى جميع الزملاء في مناطق مختلفة من سوريا أثناء تغطيتهم لمجريات الثورة السورية.

واستذكر صحفيون من مؤسسة أورينت في اليوم العالمي لحرية الصحافة زملاءهم الذين قضوا وهم يحاولون نقل مايجري على الأراضي السورية من إجرام بحق المدنيين بفعل آلة قمع نظام الأسد.

وعلق رئيس قسم المراسلين في قناة أورينت نيوز (أنمار السيد) على ماقدمه العاملون في أورينت من تضحيات بالقول "أعتقد  أن النموذج الذي قدمه مراسلو أورينت في التغطية الميدانية  هو نموذج صحفي متميز وتفوق على كثير من وسائل الإعلام العربية والدولية وذلك لإيمان مراسلو أورينت  بحق الناس في امتلاك المعلومة ونقل صوتهم ومعاناتهم وآمالهم لكل العالم وبالتالي هذا الإيمان المهني الصحفي لديهم  عرضهم  لمخاطر وضغوط واستهدافات شخصية فقدنا على إثرها بعضاً منهم  مثل الزميل عبيدة بطل والأب باولو  ويوسف الدوس ورامي العاسمي وغيرهم".

ويردف السيد: "نحن في قناة أورينت نستذكر اليوم  زملائنا الشهداء والمفقودين من خلال مواصلتنا  السير على نفس الطريق الذي  ساروا عليه يوماً في مواجهة التحديات الكبيرة لأجل نقل الخبر والصورة وصوت السوريين أينما وجدوا ودائماً مايكون التذكير بسيرتهم  ومواقفهم وأعمالهم  ولحظات اختفائهم واستشادهم، من خلال برامجنا  ونشراتنا الإخبارية في مواد تلفزيونية مختلفة وهذا  يجعلنا  دائمي التواصل  معهم ومع القيم المهنية والإنسانية الكبيرة التي حملوها  ودفعوا حياتهم ثمنا  لأجلها".

وقال الصحفي في قناة أورينت نيوز (عمار عز) "في يوم حرية الصحافة  نستذكر بأسى وبفخر زملاءنا الشهداء الذين قتلهم نظام بشار الأسد والمغيبين والمختطفين، فهم ضحوا في سبيل نقل معاناة السوريين عبر الكلمة والصورة، ونطالب المنظمات الصحفية الدولية بتأمين حماية معنوية للصحفيين السوريين  في وجه بشار الأسد الذي استهدفهم منذ بداية الثورة وقتل واعتقل المئات منهم لمنعهم من نقل الحقيقة، وفي هذا اليوم يمكن القول بأن الصحافة لم تعد مهنة المتاعب بل أصبحت مهنة المخاطر،  في ظل النزاعات المسلحة في المنطقة وازدياد الرقابة على العمل الصحفي".

في السياق، يقول الصحفي في موقع أورينت نت (رائد مصطفى) الذي فقد أصدقاء وزملاء صحفيين كثر منذ بدء الثورة السورية من مختلف المحافظات السورية، إن "أكثر ما يؤلم هم الزملاء الذين ما زالوا معتقلين في سجون الطاغية، هؤلاء ما زالوا يعانون أسوأ أنواع العذاب على الإطلاق، والأمر بالنسبة لنا كصحفيين لا يتعلق بعيد أو يوم خاص بالصحافة، بل المسألة تتعلق بقضية وطنية ومهنية، ونحن من خلال العمل اليومي ومتابعةما يتعرض له السوريون من مذابح واعتقال وتهجير، لا يمكن لنا نسيان الزملاء المغيبين والمعتقلين والشهداء". 

في حين، وجد المراسل (ابراهيم خطيب) في مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة فرصة للتأكيد على دور الناشطين السوريين، الذين كرسوا حياتهم لنقل الظلم الذي ألقاه نظام الأسد على بلدهم، وقال: "أتذكر في هذا اليوم الثائر السوري الذي تحول لصحفي ينقل أخبار المظاهرات والقصف والاعتقال والظلم بعد أن كان ذلك محرماً عليه في زمن طغيان نظام الأسد النظام. ففي اليوم العالمي لحرية الصحافة لابد أن أذكر عشرات الأصوات من زملاء وأصدقاء ومنهم شقيقي الذين دفعوا ضريبة وقوفهم مع الحق وكانوا مثال الصحفي الحر".

وروى المراسل (يمان السيد) لحظات من العمل جمعته بزميله الشهيد (محمد معاذ) قائلاً: "التقيت محمد معاذ مراسل أورينت في دمشق لأول مرة قبيل الخروج لتغطية معركة إدارة المركبات في مدينة عربين. كان صحفياً شجاعاً يتمتع بقوة وحماس كبيرين لتغطية الحدث لحظة بلحظة بكل مصداقية ودقة، استمرت المعركة لثلاثة أيام متتالية قمنا بتغطيتها كاملة، وما إن انتهت المعركة حتى غادر محمد معاذ الغوطة الشرقية إلى مدينة داريا في الغوطة الغربية، وكان من أوائل الصحفيين من غير الناشطين الذين دخلوا إلى مدينة داريا، حيث غطى القصف والمعارك والحياة في المدينة وكان أول مراسل تلفزيوني يخرج ببث مباشر من داخل مدينة داريا. بقي محمد عدة أيام في المدينة وعاد ليلة المرحلة الثانية من معركة إدارة المركبات، خرج فجراً ولم تكتب له العودة من جديد فإحدى القذائف سقطت بجانبه لتنتهي مع انفجارها حياة صحفي شجاع من صحفيي أورينت نيوز".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات