نيويورك تايمز تكشف تفاصيل عملية الموساد الإسرائيلي في إيران

نيويورك تايمز تكشف تفاصيل عملية الموساد الإسرائيلي في إيران
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) عن أرشيف ضخم من البرنامج النووي الإيراني مساء (الإثنين) متهماً إيران بالكذب بشأن جهودها لبناء السلاح النووي، وذلك قبل أيام فقط من القرار النهائي الذي سيعلنه الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) حيال الاتفاق النووي الذي تم في2015.

وفي عرض مسرحي للغاية، عرض (نتنياهو) ملخصا مأخوذا من نصف طن من الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل عبر عملية استخباراتية نفذها الجواسيس الإسرائيليين في مستودع سري في طهران، لبيان حقيقة الخديعة الإيرانية لقادة دول العالم وللوكالة الدولية للطاقة الذرية، عندما ادعت إيران أن برنامجها النووي كان للأغراض السلمية.

ولم يؤكد (ترامب)، الذي خرج في مؤتمر صحفي بعد دقائق من عرض (نتنياهو)، إذا ما كان سيلغي الصفقة أم سيواصل جهوده لإجبار القادة الأوروبيين، شركاء الولايات المتحدة في الاتفاق - بريطانيا وفرنسا وألمانيا –  على إعادة فتح الملف النووي للتفاوض حول شروط جديدة.

عملية أمنية معقدة

صحيفة "نيويورك تايمز" حصلت على معلومات من مسؤول إسرائيلي كبير (اشترط عدم ذكر اسمه) للحديث عن المهمة السرية التي قام بها الموساد (الاستخبارات الإسرائيلية) في إيران.

أشار المسؤول الإسرائيلي، إلى أنّ الاستخبارات الإسرائيلية استطاعت كشف مستودع للوثائق الإيرانية، ورغم خضوعه للحراسة المشددة تمكن عملاء الموساد من اقتحام المبنى في إحدى ليالي كانون الثاني من عام 2016، وأزالوا جميع الوثائق الأصلية وقاموا بتهريبها إلى إسرائيل في الليلة نفسها.

وبحسب المسؤول نفسه، قد تم إبلاغ (ترامب) بالعملية الأمنية، خلال الزيارة التي قام بها رئيس الموساد (يوسي كوهين) لواشنطن في كانون الثاني.

وعن السبب الذي دفع إسرائيل للتأخر في طرح المواد التي حصلت عليها للعلن، قال المسؤول إن إسرائيل استغرقت وقتاً في تحليل المواد خصوصا أن غالبيتها العظمى كانت باللغة الفارسية.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن البرنامج النووي الإيراني لم يكن سريا، فقد حاولت الولايات المتحدة في عهد (جورج دبليو بوش) و(باراك أوباما) منعه. كما أن كلا الرئيسين أشاروا إلى أن إيران تطور قنبلة نووية. 

وشنت الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل حملة سرية لتقويض الجهد النووي الإيراني، منها الهجمات السايبرية التي صنفت على أنها الأكثر تطورا في العالم.

هل المعلومات جديدة كليا؟

في عام 2007، استنتجت الاستخبارات الأمريكية، أن إيران علقت الجزء النشط من القنبلة النووية وذلك بعد حرب العراق في 2003. الأمر الذي أكده (نتنياهو) في عرضه. إلا أنه أضاف أن إيران قامت بإنشاء عناصر أخرى في "مشروع عماد" بواسطة العالم الإيراني (محسن فخري زاده).

وبحسب الصحيفة، فالوثائق التي عرضها (نتنياهو)، لم تكن أولى الوثائق المسربة عن الأرشيف الإيراني والتي يظهر فيها دور (زادة).

في أوائل عام 2008، قام كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدعوة دبلوماسيين من جميع أنحاء العالم لحضور اجتماع في مقر الوكالة في فيينا، خلال الاجتماع تم طرح وثائق مشابهة، بما في ذلك مخططات لتصاميم القنابل النووية وتكاليف التصنيع وملاحظات تخص البرنامج النووي الإيراني تعود لمشروع (زادة). وقد تضمن العرض رسومات لـ "جهاز كروي"، وهي رسومات مشابهة لتلك التي عرضها (نتنياهو) يوم الإثنين.

وشمل عرض الوكالة، وثائق تظهر منحنى لصاروخ، يمكنه الانفجار على ارتفاع يبلغ 600 متر، وهو تقريبا مشابه للطريقة التي انفجرت فيها قنبلة هيروشيما.

وتضيف الصحيفة، بأن (نتنياهو) ذهب إلى ابعد من ذلك، خلال عرض يوم الاثنين، ملمحاً إلى أن إيران تخطط لبناء 5 أسلحة نووية. مع ذلك لم يقدم أدلة كافية تدعم هذا الادعاء.

إحراج الإيرانيين

وقال المسؤول الإسرائيلي للصحيفة، إن لدى الحكومة الإسرائيلية اعتقاداً بأن (ترامب) قد قرر بالفعل التخلي عن الاتفاق النووي. وأن نشر الوثائق للعموم لم يكن بهدف "الضغط على ترامب" بقدر ما هو "دعم لقراره" المقبل بخصوص الاتفاق.

وأضاف المسؤول أيضا، أن (نتنياهو) قد خرج قبل يوم من الموعد المحدد للإعلان عن الوثائق النووي الإيرانية، بهدف دعم الضربات الصاروخية التي استهدفت القاعدة الإيرانية في سوريا والتي حدثت في وقت متأخر من ليلة الأحد. حيث ترى الحكومة الإسرائيلية أن الأدلة المقدمة قد تضعف الإيرانيين في حال أرادوا الانتقام عسكريا. كما أنها ستجبر إيران على التراجع عن أي حرب إقليمية تفكر بها؛ إذا ما وجدت أنها في موقع دفاعي في الساحة الدولية.

للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (إضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات