رويترز تكشف تفاصيل خطيرة عن تحركات المرتزقة الروس في سوريا

وتؤكد (رويترز) في تقريرها الذي نشرته (الأربعاء) أن الآونة الأخيرة شهدت دخول مجموعات من الرجال (مرتزقة) القادمين من دمشق إلى قاعدة تابعة لوزارة الدفاع الروسية في (مولكينو).

ويوم 17 نيسان الجاري هبطت طائرة مستأجرة تتبع لشركة (أجنحة الشام) في مطار (روستوف أون دون) قادمة من دمشق، وأكدت (رويترز) أن "مجموعات من الرجال غادروا المطار من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون".

وأوضحت أن هؤلاء المرتزقة ركبوا ثلاث حافلات مستأجرة من شركة سياحية نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساسي، وأن حاملة أمتعة جلبت حقائب ضخمة ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها ثم صعدوا مرة أخرى.

وأشارت (رويترز) أن الحافلات غادرت المطار بعد ذلك في قافلة متوجهة صوب الجنوب، ووصلت قرية (مولكينو) على بعد 350 كيلومترا جنوبا قبل منتصف الليل.

وقالت "في القرية توقفت كل حافلة لمدة دقيقة أو اثنتين عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل قبل مواصلة رحلتها. وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية. وتظهر خرائط أقمار صناعية متاحة علنا أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية".

ووفقا لمعلومات على موقع الكرملين الإلكتروني فإن (مولكينو) في جنوب غرب روسيا هي موقع تمركز الفرقة العاشرة من القوات الخاصة الروسية. ونفى ضابط من الفرقة العاشرة للقوات الخاصة لوكالة (رويترز)، دخول أي شخص مدني إلى القاعدة.

 وتوفر الوجهة التي يصل إليها الروس القادمون من سوريا دليلا نادراً على مهمة روسية سرية بعيداً عن الضربات الجوية وتدريب قوات نظام الأسد الذي تعترف به موسكو، بحسب (رويترز).

ويزعم الكرملين أنه "لا صلة له بمدنيين روس يحاربون في سوريا"، وقال المتحدث باسمه (ديميتري بيسكوف) قبل أيام إنه "ربما يوجد روس في سوريا لكنهم ليسوا جزءا من القوات المسلحة لروسيا الاتحادية".

وأحالت (رويترز) إلى وزارة الدفاع الروسية سؤالاً "لماذا يعود مدنيون يحاربون في سوريا إلى قاعدة عسكرية؟"، ولم ترد الوزارة بعد.

وتقول عدة مصادر في المرتزقة بينها متعاقد إن أكثر من 2000 متعاقد روسي يحاربون لمساعدة نظام الأسد، وذكرت المصادر لـ(رويترز) أن المتعاقدين يسافرون من وإلى سوريا على متن طائرات شركة (أجنحة الشام) السورية.

وأبلغ عدد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين (رويترز) أن "متعاقدين خصوصيين روسا لديهم معسكر تدريب في مولكينو منذ الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا."

وبحسب موقع وزارة الدفاع الروسية على الإنترنت فإن المنشأة العسكرية معروفة بميدان رمايتها الذي جرى تجديده في الآونة الأخيرة، حيث يتدرب الجيش على عمليات مكافحة الإرهاب والمعارك بالدبابات والقنص.

يشار إلى أن  هناك آلاف المرتزقة الروس الذين وظفتهم شركات أمنية روسية، يقاتلون لحساب وزارة الدفاع الروسية وتسميهم موسكو بـ "المتعاقدين"، ولا تعترف بتبعيتهم لها. وتقول صحفية "ناتاليا فاسيليفيا" في تحقيق نشرته وكالة "أسوشييتد برس" في وقت سابق، إن هؤلاء المرتزقة يقاتلون لصالح روسيا ولحماية مصالحها التجارية هناك ضمن عقود خاصة سرية.

وكان  موقع "فونتانكا"، مقره (في ساينت بيترسبيرج)، قدّر في تقرير له، أن حوالي 3000 مقاتل روسي قاتلوا في سوريا منذ عام 2015 تحت عقود مع شركة "فاغنر"، قبل شهور من العدوان الروسي 30 أيلول 2015 الذي ساعد نظام الأسد، في تحويل مجرى الأمور لصالحه.