وذكرت صحيفة (الوطن) المملوكة لـ (رامي مخلوف) ابن خال بشار الأسد، أنها علمت من مصادر في وزارة النفط أنه تم توقيع العقد رقم 66 مؤخراً بين المؤسسة العامة للجيولوجيا وشركة (ستروي ترانس غاز الروسية) لاستخراج خامات الفوسفات من مناجم الشرقية في تدمر، وأنه تم الاتفاق على أن يتم تقاسم الإنتاج بين الطرفين.
حصة النظام
وبحسب الصحيفة فإن حصة النظام ستكون 30 بالمئة من كمية الإنتاج مع دفع قيمة حق الدولة عن كميات الفوسفات المنتجة، ومع تسديد قيمة أجور الأرض والتراخيص وأجور ونفقات إشراف المؤسسة والضرائب والرسوم الأخرى والبالغة بحدود 2 بالمئة ولمدة 50 عاماً بإنتاج سنوي قدره 2,2 مليون طن من بلوك يبلغ احتياطه الجيولوجي 105 ملايين طن.
وأشارت كذلك إلى توافر احتياطي كبير جداً من خامات الفوسفات في منطقة مناجم فوسفات الشرقية يبلغ 1,8 مليار طن مقارنة مع الطاقة الإنتاجية للشركة العامة للفوسفات والمناجم والبالغة 3,5 ملايين طن سنوياً.
الصراع الروسي الإيراني على مناجم الفوسفات
وكانت مصادر مطلعة كشفت لأورينت نت، مؤخراً معلومات تنشر للمرة الأولى حول الصراع الروسي الإيراني على مناجم الفوسفات في سوريا، وقالت إن إيران دفعت بميليشياتها للاستيلاء على المناجم وحمايتها لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع النظام في طهران، لكن روسيا زجت بـ"قوات النمر" في الصراع، التي بدورها هددت ميليشيات إيران بقصف أي حمولة تخرج من المناجم للتصدير.
وأضافت أن ميليشيات "قوات النمر" نفذت تهديدها وقصفت حمولة خرجت من المناجم، ثم شنت هجوما واستولت على المناجم بالقوة وطردت الميليشيات الإيرانية منها.
وأكدت المصادر أنه وبعد هذا الهجوم والاستيلاء على المناجم، سارعت روسيا لإبرام الاتفاق مع النظام عبر الشركة الروسية. وتنتج هذه المناجم في الأوقات العادية أكثر من 800 ألف طن من الفوسفات، فيما يقدر الاحتياطي الموجود بملايين الأطنان من الفوسفات ولم يستهلك الكثير منه خاصة مع تواصل عمليات التنقيب التي ساهمت في مضاعفة ناتج الاحتياطي.
إيران تبحث عن وجود اقتصادي في سوريا
يذكر أن مسؤولين إيرانيين صرّحوا في وقت سابق، أن طهران تحاول استعادة ما أنفقته في حربها إلى جانب نظام الأسد ضد الشعب السوري، لكنها بدأت تصطدم فعليا بروسيا التي منحها النظام حقول الغاز والنفط ومناجم الفوسفات، حيث قال أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، (محسن رضائي)، "نحن نتبع تحقيق مصالحنا في سوريا والعراق إلى جانب الدعم العسكري والاستشاري ونقل التجارب والخبرات العسكرية".
وأضاف "ولو أعطينا دولاراً واحداً لأي أحد سنقبض ثمنه ونثبت أقدامنا.. علينا أن نثبت وجودنا اقتصاديا أيضا كما أثبتناه عسكريا وعلى اقتصادنا أن يتحرك جنبا إلى جنب مع القائد سليماني في سوريا والعراق".
روسيا تزاحم إيران مالياً في سوريا
في المقابل، كان أدلى نائب رئيس الوزراء الروسي (ديمتري روغوزين)، بتصريحات مشابهة لما ذكره (رضائي)، وقال "قطاع الأعمال الروسي في سوريا يعد كل روبل، لأننا لا يجب أن نفكر في مصلحة البلدان الأخرى فقط، حتى لو كانوا من الأقرباء والأصدقاء، ولكننا يجب أن نفكر الآن كيف نكسب الأموال لميزانياتنا، لمواطنينا والناس والذين ينتظرون أيضا أي مكاسب من العمل الكبير لروسيا في سوريا".
كما أن روسيا بدأت تزاحم إيران من خلال الاستيلاء على حقول الغاز والنفط في ريف حمص، والتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الممتدة من جنوب شاطئ طرطوس إلى محاذاة مدينة بانياس وبعمق عن الشاطئ يقدر بنحو 70 كيلو مترًا وبمساحة إجمالية تصل إلى نحو 2190 كيلو مترًا مربعًا، بالإضافة إلى حق التنقيب في حقل قارة في حمص.
مناجم الفوسفات
في الوقت الذي تتولى فيه شركات روسية تطوير مناجم خنيفيس والشرقية بريف تدمر، سعت إيران إلى الاستحواذ عليها وجعلها مصدرا اقتصاديا لها، وذلك ضمن ما يدور في سوريا من صراع اقتصادي بين روسيا وإيران على مناجم الفوسفات.
ففي مطلع عام 2017، زار رئيس وزراء النظام عماد خميس طهران، ومنحها الحق في استثمار مناجم الفوسفات، واتفق الطرفان حينها على تسديد الديون، عبر منح إيران الفوسفات السوري، وتصدير الإنتاج إلى طهران. في المقابل، أبرم النظام اتفاقيات مع شركات روسية من أجل تطوير مناجم خنيفيس، الأمر الذي آثار عدة شكوك حول الصراع الاقتصادي بين روسيا وإيران على احتكار الفوسفات السوري.
إضافة إلى أن دخول روسيا على خط الصراع عبر شركة (ستروي ترانس غاز) التي يملك فيها الميلياردير الروسي( غينادي تيموشينكو) الحصة الأكبر، أنهى الحلم الإيراني بعد بدء الشركة فعليا بتنفيذ أعمال الصيانة وتقديم خدمات الحماية والإنتاج والنقل إلى المرافئ للتصدير.
التعليقات (0)