واشنطن بوست: هكذا تحولت سوريا إلى ساحة للصراع الإقليمي

واشنطن بوست: هكذا تحولت سوريا إلى ساحة للصراع الإقليمي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً يتناول الصراع الإقليمي والدولي المتسارع في سوريا والذي تشترك فيه ثلاث دول، تركيا، إيران وإسرائيل بالإضافة إلى الصدام الأمريكي - الروسي. 

من حرب بالوكالة إلى تصادم مباشر

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب التي بدأت مع انطلاق المظاهرات السلمية ضد (بشار الأسد) تندفع بقوة لتتحول كتنافس على السيطرة مما تبقى من سوريا، البلد المتشظي، الأمر الذي يهدد بصراع واسع النطاق.

الأحداث المتسارعة في أسبوع واحد، كالأسبوع الماضي، أدت إلى خسارة روسيا وتركيا وإيران وإسرائيل لطائرات سببها نيران معادية. بينما تقاتل الولايات المتحدة منذ أيام، لوقف الميليشيات السورية المدعومة من إيران في الصحراء الشرقية، مما يجعل القوات الأمريكية أقرب إلى الدخول في المواجهة في الصراع السوري.

وقال سامي نادر من "معهد الشرق للشؤون الاستراتيجية" في تصريح له للصحيفة "هناك حرب باردة جديدة سائدة في سوريا، وأي تصعيد يمكن أن يمهد الطريق لحرب إقليمية أو دولية في ظل حقيقة أن القوى الكبرى موجودة مباشرة على الأرض وليس من خلال وكلاء، كما كان عليه الحال في الماضي".

وترى الصحيفة أن المواجهات الأخيرة، أتت بعد سنوات من القتال تحولت فيه الأطراف فيما كان يرى منذ فترة طويلة على أنه حرب أهلية إلى الاعتماد على قوى خارجية للحصول على معونتها بما في ذلك الأسلحة الجديدة، والجنود وكذلك الأجندات التي تتدفق إلى سوريا.

خريطة توزيع القوى

وتسيطر الولايات المتحدة على ثاني أكبر منطقة والتي تشكل 27% من سوريا، وهي المناطق التي سيطرت عليها بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها بالتعاون مع قوات يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد بمساعدة الأسلحة الأمريكية والقوات الجوية ومستشاري العمليات الخاصة الأمريكيين. وتقول الولايات المتحدة إنها ستبقى إلى أن يتم التوصل إلى تسوية سلمية، تاركة الباب مفتوح أمام مدة بقاء هذه القوات.

أما تركيا، فأنها تمسك بجيب لها في الشمال السوري إلى جانب الثوار، كما شنت في الشهر الماضي عملية توغل في الجيب الكردي في عفرين المجاورة لها.

وتضيف "واشنطن بوست" أن المسؤول عن ضبط إيقاع التوازنات، هو روسيا والتي أصبحت القوة العسكرية المهيمنة في سوريا عندما تدخلت لدعم (الأسد) في عام 2015 والتي تلعب الآن دوراً غريباً، عندما تؤدي دور وسيط السلام وكذلك دور المقاتل في آن معاً.

المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية الأولى

وتشير الصحيفة إلى أن السيطرة الإيرانية والتي توسعت، هي التي تشكل الخطر الأكبر في النزاع الحالي. فقد وفرت إيران القوة البشرية والمالية ومكنت النظام السوري من استعادة معظم المساحات الشاسعة من الأراضي التي خرجت عن سيطرته في السنوات الأولى من الحرب، في عملية كانت تسعى من خلالها لتوسيع وجودها في سوريا.

إسرائيل التي شاهدت النفوذ الإيراني المتزايد، والميليشيات المتحالفة معها، دقت نواقيس الخطر. فعلى طول حدودها، تواجه قوات النخبة الإيرانية وكذلك القوات المتحالفة معها بما فيها حركة "حزب الله" الشيعية اللبنانية وبعض الميليشيات الشيعية العراقية القوية التي تحدت القوات الأميركية في العراق قبل عقد من الزمان.

الاشتباك الذي حدث في السماء، أطلقت شرارته الأولى، دخول طائرة بدون طيار إيرانية إلى المجال الجوي الإسرائيلي. مدير عام الاستخبارات الإسرائيلية (تشاغى تزوريل) صرح عن عزم بلاده على منع إيران من الحفاظ على مستوى نفوذها الحالي في سوريا ما بعد الحرب وقال "أن الجميع يفكرون بالفعل في اليوم التالي" وأضاف إن "الروس والإيرانيون يتوقعون الحصول على نصيبهم العادل، بعد أن أنقذوا النظام. لذا من المهم جدا أن نؤثر في هذه المرحلة من الوقت على كيفية شكل سوريا".

وبدخول الطائرة بدون طيار فوق المجال الجوي الإسرائيلي، قال (تزوريل) تكون إيران قد تجاوزت "الخط الأحمر" وأضاف "لم يكن هجوماً، بقدر ما هو اختبار للحدود والقواعد. بالنسبة للإيرانيين، ليس هناك ما هو أفضل من اختبار الحدود وتجاوزها، ولهذا السبب يجب ألا نسمح لهم بذلك".

من داعش إلى النفوذ الإيراني

أزاحت إدارة (ترامب) اهتمامها في سوريا، من التركيز على التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" إلى توسع التواجد الإيراني في سوريا. وبموجب سياسة وزارة الخارجية الأمريكية التي أعلن عنها في الشهر الماضي، فمن المفترض الاحتفاظ بتواجد 2,000 جندي أمريكي في شمال شرق سوريا، إلى حين تراجع "النفوذ الإيراني.

حرب مفتوحة

يتساءل العديد من المحللين، ما إذا كان لدى روسيا ما يكفي من النفوذ للتأثير على جميع اللاعبين، لمنع التصعيد الحالي من الخروج عن نطاق السيطرة. قالت روسيا، أنها لم تبلغ من قبل الميليشيات التي كانت تخطط لمهاجمة القاعدة التي تدعمها الولايات المتحدة وقد تكون روسيا ليست على علم بالطائرة بدون طيار والتي على ما يبدو أطلقت من شاحنة متنقلة وفقا لما ذكره مسؤولون إسرائيليون.

وتضيف الصحيفة بأنه غالبا ما يسبب التنافس المتنامي، نسيان السوريين العاديين الذين مازالوا يتعرضون للضربات الجوية والقصف، وفي بعض المناطق، إلى الجوع. حيث صعد النظام هجماته على اثنين من أكبر المناطق التي يسيطر عليها الثوار منذ بداية العام، وارتفع عدد القتلى مرة أخرى. فوفقا لمركز توثيق الانتهاكات، الذي يوثق ووقوع ضحايا في صفوف المدنيين، فقد قتل 687 شخصا في كانون الثاني وحده، وقتل مئات آخرون هذا الشهر.

اختتمت الصحيفة تقريرها، بقول (الشيخ) بأن "الحرب السورية لا تموت ولن تنهار".

لقراءة التقرير من المصدر (اضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات