"إسرائيل" تقرع طبول الحرب تجاه لبنان.. وملف الغاز إلى الواجهة

"إسرائيل" تقرع طبول الحرب تجاه لبنان.. وملف الغاز إلى الواجهة
لم تمرّ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرور الكرام. فرئيس وزراء كيان الاحتلال حمل في حقيبته ملف النفوذ الإيراني (كالعادة) إلى طاولة بوتين، لكن هذه المرة في لبنان، لا سوريا فحسب.

فبعد "ضوء أخضر" وتفاهم روسي- إسرائيلي على إطلاق يد حكومة نتنياهو (ضمناً) في سوريا، لاستهداف أي شحنات أسلحة قادمة إلى ميليشيا حزب الله من إيران عبر سوريا، وضرب مراكز حيوية وقطعاً عسكرياً تابعة للنظام، يتسابق مسؤولو حكومة الاحتلال في إطلاق التهديدات تجاه لبنان ويتنافسون فيها.

وكان مسؤولون في حكومة نتنياهو قد كرروا منذ نهاية العام الماضي، أن أي معركة مقبلة ستشمل كلاً من سوريا ولبنان، وأن الضربات الإسرائيلية لميليشيا حزب الله اللبناني لن تقتصر على مناطق وجوده، بل ستشمل كل لبنان بحكم مشاركة الحزب في الحكومة اللبنانية وتحمل الأخيرة المسؤولية عن نشاطاته.

المطالبة بتفسيرات 

في غضون ذلك، طالبت صحيفة "هآرتس" الحكومة الإسرائيلية في افتتاحية عددها الصادر (الأربعاء)، بتقديم شرح واضح لمواطني كيان الاحتلال إن كان بصدد شن حرب في لبنان على خلفية التهديدات التي أطلقها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ورئيس حكومته في موسكو بعد كشف الأخير عن مصنع صواريخ دقيقة تقوم إيران بإنشائه في لبنان.

وكتبت الصحيفة أن الحكومة والجيش يحذران مواطني لبنان والعالم من مغبة حرب في لبنان على خلفية مصنع الصواريخ الذي تقيمه إيران هناك، متسائلة إن كان هذا التهديد يدعي شن حرب عواقبها ستكون مؤلمة للجانبين.

وتابعت "هآرتس" أن الحديث من قبل مسؤولين عسكريين وسياسيين عن تحويل لبنان إلى مصنع صواريخ إيراني، ازداد في الآونة الأخيرة، وتبعاً لذلك التهديدات بحرب قاسية في لبنان.  وأشارت إلى مقالة الرأي التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد رونين منليس، عن "خيار اللبنانيين" وإلى تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلي في روسيا إلى نفس التهديد.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رونين منليس قال في مقالته (الأحد): "مع بداية عام 2018 أظنّ أنه من الجدير تحذير سكان لبنان من اللّعبة الإيرانية بأمنهم ومستقبلهم. الحديث هنا عن سنة صراع وامتحان بالنسبة لمستقبل الكيان اللبناني".

وتابعت أن على الحكومة أن تقدم لمواطني "إسرائيل" شرحاً مقنعاً وواضحاً: "لماذا يجب علينا أن نخرج لحرب في لبنان بسبب مصنع صواريخ؟" متسائلة: "هل هذا المصنع سيغيّر الميزان الاستراتيجي في المنطقة أكثر من التهديدات الأخرى".

قرع الطبول

قرع طبول الحرب من جانب الحكومة الإسرائيلية ومسؤوليها لا يتوقف، فقد انتقد الوزير الإسرائيلي، نفتالي بينت، (الأربعاء)، في كلمة أمام المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، سياسة "إسرائيل" إزاء التهديد الإيراني، مشدداً على أن العمل العسكري يجب أن يكون ضد إيران، "ضرب رأس الأخطبوط" حسب تعريفه، وعدم الاكتفاء بضرب ميليشيا حزب الله.

وقال الوزير وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر، "الكابينيت"، إن "على إسرائيل ضرب إيران وليس فقط حزب الله في المواجهة القادمة على الحدود الشمالية"، لقد تحسّننا على صعيد التكتيك، لكن الاستراتيجية ظلت ضيقة. نحن نقاتل الرسول بدلا من المرسل". داعياً إلى تغيير الاستراتيجية في مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة.

وحذر الوزير الإسرائيلي من أن "إسرائيل لن تكتفي بضرب حزب الله هذه المرة، وإنما ستشمل ضرب لبنان بموجب المعادلة التي كان اقترحها في الماضي وهي: حزب الله يساوي لبنان".

وتلا (بينيت) وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، والذي قال: "لن يكون هناك صور مثل حرب لبنان عام 2006 حين شاهدنا سكان بيروت يتجولون على شاطئ البحر وسكان تل أبيب في الملاجئ. المرة في تل أبيب وفي بيروت سيكونون في الملاجئ".

الموقف الأمريكي

بالمقابل، رفضت الولايات المتحدة التهديدات الأمريكية للبنان، وتعهدت باستمرار دعم الجيش اللبناني ووصفته بأنه "ثقل توازن محتمل" في وجه ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران. وكان الاختلاف العلني في الرأي بين الحليفين الوثيقين ملحوظاً تماماً، لكن الأمر الأكثر إثارة للانتباه أنه جاء على لسان مسؤولين كبار في مؤتمر إسرائيلي للأمن.

وقال ديفيد ساترفيلد القائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر مركز الأبحاث التابع لجامعة تل أبيب: "سوف نواصل جهودنا لدعم مؤسسات أمنية رسمية وشرعية في لبنان مثل القوات المسلحة اللبنانية القوة الشرعية الوحيدة في لبنان". وأضاف ساترفيلد السفير الأمريكي السابق في لبنان أن الجيش اللبناني "قد يعمل جيداً كقوة موازنة أمام رغبة حزب الله في توسيع نفوذه هناك وأمام تأثير إيران في لبنان".

التنقيب عن الغاز

ملف جديد دخل على خط التسخين الإسرائيلي، بعد طرح لبنان مناقصات للتنقيب عن الغاز في مياهه الإقليمية. فقد وصفت "إسرائيل" (الأربعاء) عطاء لبنانياً للتنقيب في حقل للغاز بالبحر المتوسط بأنه أمر "استفزازي جداً" وحثت الشركات العالمية على عدم تقديم عروض.

وقال وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خلال مؤتمر حول الأمن في تل أبيب: "عندما يطرحون عطاء يخص حقلاً للغاز يشمل الامتياز 9 الذي هو ملك لنا بكل المقاييس... فإن هذا يمثل تحدياً سافراً وسلوكاً استفزازياً هنا". وأضاف "الشركات المحترمة (التي تقدم عروضاً في المناقصة).. هي في رأيي ترتكب خطأ فادحاً لأن هذا يخالف جميع القواعد والبروتوكولات في حالات مثل هذه".

الرد اللبناني

الرد اللبناني على التهديدات الإسرائيلية جاء على لسان الرئيس اللبناني ميشيل عون الذي قال (الأربعاء) إن تصريحات إسرائيلية تحث الشركات على عدم تقديم عروض لعطاء لبناني للتنقيب في حقل غاز بالبحر المتوسط "تهديد للبنان".

وقال عون في حسابه الرسمي على تويتر "كلام ليبرمان عن البلوك رقم 9 تهديد للبنان ولحقه في ممارسة سيادته على مياهه الإقليمية".

في السياق ذاته، قال وزير الطاقة اللبناني (سيزار أبي خليل): إن "لبنان سيتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية حدوده البحرية من التهديدات الإسرائيلية".

التعليقات (1)

    ادريس

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    قديمة . ايام كنا اطفال صغار كنتم تلعبون بافكارنا و قلة وسائل التعرف على الاخبار . اما اليوم و الحمد لله نعرف ان حسن الشيعي ا**** الحارس الامين لاسرائيل لن يتحرك الا ضد المسلمين . ايران و اذرعها العسكرية في منطقة الشرق الاوسط من سهل انتشارها فيها ؟ و من امدها بالسلاح ؟ و من غطى على افظع الجرائم و المجازر ؟ انتم يا صهاينة . فكيف تقاتلون حليفا يدين لكم كل الولاء ؟
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات