وأكّد الكاتب أوزجان على أنّ كلّا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تسعيان إلى إدخال خارطة الطريق الخاصة بكلّ منهما قيد التنفيذ.
وأضاف أنّ سوريا شهدت في الآونة الأخيرة تطورات وصفها بالمهمة، لافتا إلى ضرورة تتبّع كلّ من روسيا وأمريكا عن كثب لفهم التغيّرات والتطورات التي تقع على الأرض.
وذكر الكاتب أنّ روسيا بدأت بتكثيف جهودها فيما يخص إدلب، موضحا أنّها ستسعى إلى إزالة الجماعات المتطرفة في المدينة وإشراك المعارضين الأكفياء في المفاوضات.
وأشار أوزجان إلى أنّ ملف إدلب سيكون مزدحما خلال الأيام القادمة، مضيفا: "تصريحات وزير الخارجية الروسي (لافروف) الذي ادّعى فيها بأنّ جماعات متطرفة في إدلب تتلقّى دعما خارجيا دليل على وجود بعض الخلافات وعدم التفاهم خلف الكواليس، وخصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ التلميح بالمساعدة الخارجية من حيث الجغرافية هو إلى تركيا".
وأردف الكاتب أنّ الولايات المتحدة الأمريكية من جهة تحاول -عبر تصعيدها من حدّة خطابها مع الأسد- إيصال رسائل معيّنة إلى روسيا، ومن جهة أخرى تحاول إنشاء إدارة جديدة لحليفها بي كي كي و بي واي دي على 25 بالمئة من مساحة سوريا.
وتابع الكاتب في الإطار ذاته: "إنّ الإدارة الجديدة من المحتمل ستكون جزءا من خطة ستشتمل على العراق وسوريا، خطة من شأنها أن تحول دون وقوع صراع عربي-كردي، بل تسمح عند حلول الوقت المناسب بالانفصال بشكل مدني عن بعضهما البعض، وخصوصا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت عن عدم نيّتها بالقيام بعمليات في المناطق التابعة للنظام، وكذلك عن ترك غرب الفرات لروسيا".
ولفت الكاتب إلى التطورات الحاصلة فيما يخص تنظيم داعش، مدّعيا أنّ بعضا من أعضاء داعش وعلى نحو خاص المقاتلون الأجانب يحاولون العودة إلى أوطانهم الأم، فيما العناصر المحلية من التنظيم تتمّ إعادة تأهيلهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لتحويلهم في المستقبل إلى نواة سياسية وعسكرية في مناطق العرب السنة.
وختم الكاتب مقاله: "إنّ الحملات التي قامت بها روسيا دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى وضع خطط جديدة حيال سوريا والعراق، والتناغم الغريب بين الدولتين لافت للأنظار، وما نشهده من تطورات اليوم إشارات إلى ما سيحدث خلال الأعوام العشرة القادمة".
التعليقات (3)