الانتخابات العراقية على "كفّ عفريت".. هل تضغط إيران لتأجيلها؟

الانتخابات العراقية على "كفّ عفريت".. هل تضغط إيران لتأجيلها؟
على الرغم من إعلان بغداد رسمياً "الانتصار على داعش" وتخلصها من العوائق الأمنية التي تحول دون إجراء الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات، إلا أن معركة جديدة وانقساماً إضافياً يعرفه المشهد السياسي في العراق على خلفية التناحر القائم بين القوى السياسية الرئيسية في البلاد.

ويتعرض حيدر العبادي، رئيس الحكومة العراقية إلى ضغوط، داخلية وخارجية، بهدف تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة منتصف أيار/ مايو المقبل، بذرائع وحجج مختلفة لا تضع في الحسبان احترام الاستحقاقات الديمقراطية وتروم "ضمان" نتائج الانتخابات قبل الشروع بها!

بين العبادي والمالكي

مصادر عراقية أكدت أن قوى سياسية كبيرة، مثل ائتلاف دولة القانون (الذي يتزعمه نوري المالكي) واتحاد القوى السنية (أكبر تحالف سني في البرلمان)، إضافة إلى الحزبيْن الكردييْن الرئيسيْن (الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني)، تدعم تأجيل الانتخابات لمدة ستة أشهر على الأقل، كلٌ لأسبابه.

الأكراد وتوابع الاستفتاء

قد يكون "متفهماً" إلى حد ما جنوح الحزبيْن الكبيرين في إقليم كردستان إلى خيار تأجيل خوض الانتخابات وحصد آثار فشل الاستفتاء على الانفصال، والانسحاب من المناطق المتنازع عليها، بالإضافة إلى عجز حكومة الإقليم، التي تتكوّن أساساً من الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، عن توفير رواتب الموظفين، لا سيما في ظل مظاهرات السليمانية وبعض المناطق الأخيرة والتي نجحت بعض القوى الكردية الناشئة في استغلالها سياسياً وكسب المزيد من الشعبية والثقة الانتخابية، ومنها "حزب الجيل الجديد" بزعامة "شاسوار عبد الواحد"، المعتقل حالياً بتهمة دعم التظاهرات الاحتجاجية.

الطيف السني.. غير جاهز!

على المقلب الآخر، يعتقد طيف واسع من الأحزاب السنية العراقية أن الوقت "غير مناسب" لإجراء الانتخابات في الموعد الذي أعلنه العبادي قبل أسبوعين، وتؤكد أن "المدن السنية ما تزال تعاني التدمير والنزوح"، وأنها تتطلب المزيد من الوقت قبل خوض الانتخابات.

ورغم أن القوى السنية تبدو "متخوفة" من حصد نتائج فشل تنمية المناطق التي تمت استعادتها من تنظيم داعش، إلا أن أطرافاً سنية، بحسب صحيفة الحياة اللندنية، مثل رجل الأعمال "خميس الخنجر"، بات يمتلك حضوراً في أوساط النازحين بسبب افتتاح مشاريع تعليمية وصحية، ويدعم إجراء الانتخابات في وقتها. 

العبادي ونشوة الانتصار

في المشهد الشيعي، يعتقد رئيس الوزراء حيدر العبادي المدعوم من تيار  "مقتدى الصدر" وزعيم تيار الحكمة رجل الدين "عمار الحكيم"، أن الوقت مناسب لإجراء الانتخابات رغبة منه في استثمار النصر العسكري على تنظيم داعش انتخابياً، وهو ما تأمل به قوى في ميليشيا "الحشد الشعبي" تنوي دخول الانتخابات، فيما تحتاج قوى أخرى، مثل "ائتلاف دولة القانون" و"المجلس الشيعي الأعلى" الذي انشق عنه زعيمه "عمار الحكيم"، إلى مزيد من الوقت لترتيب صفوفه وأوراقه.

إيران المرتبكة

في المواقف الدولية، تبدو طهران "مرتبكة" إزاء اقتراب موعد إجراء الانتخابات، وهي تطمح إلى توحيد حلفائها في بغداد قبل ولوج معترك الانتخابات، في ظل الخلافات السياسية القائمة بينهم، فهي تمارس الآن ضغوطاً لتأجيل الانتخابات لتأمين حصد الأغلبية في البرلمان المقبل، وتشكيل حكومة موالية لها لاحقاً.

كما أنها تتخوف من تنامي الدعم الدولي والعربي لرئيس الوزراء الحالي (العبادي) وتخشى خروجه عن "بيت الطاعة" استناداً للدعم الخارجي والداخلي (الصدر والحكيم) الذي يتحصل عليه.

وكان حيدر العبادي قد أكد قبل أيام أن الانتخابات ستجرى في موعدها، ولو لم يُقر البرلمان العراقي قانون انتخابات جديداً، وستتم وفق القانون الساري الذي أُجريت على أساسه انتخابات عام 2014.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات