"المياه الدافئة": حلم القياصرة الذي عجزوا عنه.. وحققه بوتين!

"المياه الدافئة": حلم القياصرة الذي عجزوا عنه.. وحققه بوتين!
بعد مصادقة مجلس الاتحاد الروسي، وقبله فلاديمير بوتين، على اتفاقية توسيع قاعدة طرطوس البحرية، وضم قاعدة حميميم إلى مجموعة القواعد التي تمتلكها موسكو في الخارج، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن بلاده بدأت تشكيل مجموعة قوات دائمة في طرطوس وحميميم في سوريا،  ما يعني تحقيق حلم روسي قديم بالوصول إلى "المياه الدافئة" في البحر الأبيض المتوسط عن طريق كل من شواطئ سوريا ومصر!

وقال شويغو: "الأسبوع الماضي، وافق القائد الأعلى للقوات المسلحة على هيئة وقوام نقاط المرابطة في طرطوس وحميميم. ونحن بدأنا بتشكيل مجموعة هناك على أساس دائم".

في غضون ذلك، صدّق مجلس الاتحاد الروسي على اتفاقية توسيع نقطة الإسناد البحري الروسية في قاعدة طرطوس وجعلها قاعدة بحرية روسية، بعد مصادقة النظام على الاتفاقية، مطلع العام الماضي.

وورد في نص الاتفاقية أنها "تلبي المصالح الروسية وسوف تسهم في تعزيز الحضور العسكري الروسي في المنطقة وضمان أمن الإقليم"، بحسب وكالة انترفاكس الروسية.

وبحسب موقع روسيا اليوم، "تتيح الاتفاقية لموسكو نقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والإمدادات إلى سوريا بما يخدم تنفيذ القوات الروسية مهامها وضمان أمن عسكرييها وظروف معيشتهم في سوريا، دون خضوع السفن والطائرات الروسية لأي رسوم تستوفى من قبل الجانب السوري، كما تضفي على العسكريين الروس وعائلاتهم الحصانة الممنوحة للدبلوماسيين لدى عبورهم حدود سوريا والإقامة على أراضيها".

كما تتيح الاتفاقية ذاتها للنظام الحضور البحري الروسي بلا مقابل في المياه الإقليمية السورية واستخدام الأراضي والمياه المحيطة بمرفأ طرطوس وجملة من المواقع المتاخمة للمرفأ، والتي حددها الجانبان وأضفيا على موقعها السرية.

مصر.. بعد سوريا

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد زار القاعدة الروسية في حميميم، يوم 11 كانون الأول/ ديسمبر، وأمر حينها بالبدء بسحب القوات الروسية من سوريا، الأمر الذي شككت واشنطن فيه، واعتبرته مجرد مناورة سياسية.

وبعد زيارته الخاطفة، طار بوتين إلى القاهرة، والتقى رئيسها عبد الفتاح السيسي، ووقع عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية، منها بناء مفاعل الضبعة النووي الذي يتضمن بناء 4 وحدات، تبلغ طاقة كل منها 1200 ميغاواط. 

تبلغ كلفة المشروع نحو 29 مليار دولار، سيموّل الروس منها 25 مليار دولار (85% من كلفة المشروع) على شكل قرض بفائدة سنوية تبلغ 3%، على أن يتكلف الجانب المصري، بما يقرب من 4 مليارات دولار 15% من كلفة المشروع، وينفذ على مدى 7 سنوات، بهدف توليد الطاقة الكهربائية في منطقة الضبعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وعلى هامش الزيارة، كشف بوتين عن توقيع اتفاق بناء منطقة صناعية روسية في مصر، باستثمارات تصل إلى 7 مليارات دولار، مؤكداً أن هذا المشروع الضخم يستهوي الشركات الروسية، وأنه سيكون نافذة على إفريقيا بأكملها للترويج للمنتجات والتقنيات الروسية.

كما تم بين الجانبين التوقيع على اتفاقية لاستخدام المطارات والقواعد العسكرية المصرية من قبل روسيا، ما اعتبر حينها، تمدداً روسياً جديداً باتجاه "المياه الدافئة" في البحر الأبيض المتوسط.

نقل القوات الروسية إلى مصر؟

صحيفة "برافدا" الروسية نقلت عن وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، نفيه لما تم تداوله مؤخراً من احتمال نقل قوات روسية موجودة في قاعدة حميميم في سوريا، إلى مصر، معتبراً أن هذه المعلومات بعيدة تماماً عن الصحة.

ونفى الوزير الروسي وجود نية لروسيا بإعادة نشر قواتها في مصر ضمن الاتفاق العسكري الموقع مؤخراً بين البلدين، مجدداً في الوقت نفسه، دعم بلاده للحكومة المصرية في "محاربة الإرهاب" في شبه جزيرة سيناء.

نفي لافروف لصحة هذه الأنباء يتزامن مع تسريبات تشير إلى احتمال استبدال موسكو قواتها في سوريا بقوات "حفظ للسلام" أو قوات أممية تنتشر بدلاً عنها في مواقع سيطرتها الحالية في سوريا، وتكون القوات المصرية عمودها الفقري، مستفيدة من التقارب بين نظام الأسد والقاهرة، بعد أن تنامى حضور الدور المصري مؤخراً في عدد من الملفات، لا سيما بعد مباحثات أستانا التي طرح فيها اسم مصر للمشاركة فيها كمراقب، وانضمام منصة القاهرة إلى وفد الرياض المشارك في مباحثات جنيف الأخيرة بعد توسيعه.

بوتين وكاترين العظيمة!

الوصول إلى المياه الدافئة على البحر المتوسط "حلم روسي" راود أحد أعظم القياصرة الروس في التاريخ، وهي "كاترين الثانية" الملقبة بـ"كاترين العظيمة" والتي شهدت الإمبراطورية الروسية في عهدها أكبر توسع لها، وجاهرت حينها بهذا الحلم لبسط سيطرة روسيا في العالم.

وفيما لم يوات الأجل "كاترين العظيمة" في تحقيق هذا "الحلم الروسي"، علماً أنها كانت أول من سيطر على جزيرة القرم بعد حرب طويلة مع الدولة العثمانية آنذاك، ينجح "بوتين" المتأثر بمشروعها الامبراطوري في السيطرة على جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، والوصول إلى المياه الدافئة عبر سوريا ومصر بعد ذلك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات