من هم صائدو الدواعش
تحدثت عدة تقارير غربية في وقت سابق عن انتماء ميليشيا "صائدو الدواعش" إلى ما يسمى الفيلق الخامس الذي شكلته روسيا عام 2016 ليكون رديفاً لقوات نظام الأسد وبدأت عملها فعلياً في معركة استعادة تدمر فكان أول ظهور لها هناك. كما كشفت تقارير أخرى أن شركة "واغنر" الروسية المتخصصة باستئجار المرتزقة للعمل مع الأسد هي التي أشرفت على تدريب هذه الميليشيا.
واعترفت روسيا في تقرير نشره موقع "روسيا اليوم" في الشهر الثالث من العام الحالي، أنها دربت مجموعة باسم "صائدو الدواعش" من أبناء الساحل الذين فقدوا ذويهم في الحرب ضد فصائل الثوار، وأشار التقرير إلى أن مهمة هذه المجموعة هي حراسة آبار النفط بعد الانتهاء من تنظيم داعش.
وعملت روسيا عدة مرات على الترويج لهذه الميليشيا في إعلامها، وظهرت هذه المجموعة في مناطق متعددة كان يوجد فيها التنظيم كـ(بادية تدمر وعقيربات)، حيث أظهرت مقاطع فيديو قيامها بارتكاب مجازر بحق المدنيين في المناطق التي تدخلت فيها كان أشهرها إعدام عناصرها بعشرات الطلقات لرجل مدني من أهالي ريف تدمر تم اتهامه بانتمائه لداعش إضافة للعديد من الصور التي نشرتها الميليشيا على صفحتها تُظهر وجود جثث ظهر عليها عمليات الإعدام.
مؤخراً في دير الزور وحماة
ظهرت مجموعة من الميليشيا في مدينة دير الزور مؤخراً وتحديداً في حويجة قاطع (جزيرة نهرية) التي حاصرتها قوات نظام الأسد وروسيا لمدة شهر تقريباً قبل أن تخرج ميليشيا "صائدو الدواعش" على الإعلام بصور توضح عملية اعتقال العشرات من المحاصرين غالبيتهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال (لم يظهروا في الصور).
وقال مصدر من المحاصرين في الحويجة حينها لأورينت نت، إن جميع المناشدات التي أطلقوها لإنقاذهم لم تثمر لذلك قرروا تسليم أنفسهم بسبب تردي الوضع الصحي والغذائي. وأكد المصدر أن عملية الاستسلام جاءت بعد مفاوضات مع روسيا عبر خروج دفعات، مشيراً إلى أنه كان من بين الدفعة الأخيرة من المدنيين وأن روسيا أخلّت بالاتفاق بسبب تسليمها للمحاصرين إلى ميليشيا "صائدو الدواعش" بعد أن كانت قد وعدتهم أنها ستنقلهم إلى قاعدة حميميم للتحقق معهم ثم تطلق سراحهم باتجاه الشمال السوري. وكان آخر ما قاله المصدر هو إن مصير الجميع بات في علم الغيب محملاً المجتمع الدولي المسؤولية.
ومنذ ذلك الحين لم يعرف مصير هؤلاء وتواصلت أورينت نت مع عائلات المعتقلين وأكدوا أنهم لا يعرفون عنهم شيء وأن آخر ما يعلمونه هو اعتقال ذويهم في مدارس بقرى دير الزور من قبل "صائدو الدواعش" حيث عزلوا الرجال عن النساء والأطفال.
وتمتلك مجموعة "صائدو الدواعش" حسابات على موقعي توتير وفيس بوك وعند مراجعة مقاطع الفيديو المنشورة على حساباتها نجد أنها تقوم باعتقال مدنيين وإعدامهم بشكل مباشر، مما يثير مخاوف على مصير معتقلي حويجة قاطع.
في سياق متصل، قالت وسائل إعلام إيرانية، إن ميليشيا "صائدو الدواعش" شكلت مجموعة جديدة لها في ريف حماة وبشكل أساسي في بلدة بلدة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية. في حين نفت الميليشيا على حسابها الرسمي أي تواجد لها في حماه، إلا أن صوراً بثها موقع "المصدر نيوز" تواجدها هناك.
الجدير بالذكر، أن عمل "صائدو الدواعش" لا يقتصر على القتال فقط بل لعبت دور المفاوض باسم روسيا في دير الزور، حيث نشرت على حسابها الرسمي بياناً طالبت فيه تنظيم داعش بتسليم الأسرى (المرتزقة الروس) مقابل إطلاق سراح المعتقلين في حويجة قاطع.
التعليقات (1)