تقرير أوكراني يكشف كيف يتعامل الكرملين مع مرتزقته الروس في سوريا

تقرير أوكراني يكشف كيف يتعامل الكرملين مع مرتزقته الروس في سوريا
نشر موقع "فريق مخابرات الصراع" الأوكراني تقريراً حمل عنوان "عوائل المرتزقة الروس تركوا في الظلام حول مصير أبنائهم"، حيث تناول التقرير تهرب السلطات الروسية التي زجتهم في القتال بسوريا من مسؤولياتها تجاه القتلى والأسرى من هؤلاء المرتزقة.

وقال التقرير الذي ترجمته "أورينت نت، إن الحكومة الروسية تهرّبت من مسؤوليتها تجاه اثنين من مرتزقتها وقعا أسرى بيد تنظيم الدولة (داعش)، هما (غريغوري تسوركانو ورومان زابولوتني)، حيث بث التنظيم مقطعاً مصوراً في تشرين الأول الفائت يوثق أسرهما، بينما نفت وزارة الدفاع القبض على جنود روس، مبررة نفيها بأن "المرتزقة ليسوا من الجنود الروس رسميا".

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية (ماريا زاخاروفا)، قد قالت إنهم يحاولون تقييم جنسية الأسرى (على الرغم من أن الفيديو تبعته العديد من التأكيدات التي تبين أن الأسرى كانوا في الواقع روس)، في حين قال (ديمتري بيسكوف) المتحدث باسم الرئيس بوتين، إن التقارير التي تظهر روس تم أسرهم في سوريا "يجب أن ينظر إليها بحذر"، مضيفاً أن الكرملين "لا يستطيع مساعدة الجنود الروس، الذين وقعوا بقبضة داعش في سوريا".

ويؤكد الموقع أنه بعد شهرين من ظهور الأسرى الروس، لم يعلن أي من مسؤولي وزارة الخارجية ما إذا كانت الوزارة قد تأكدت من هويات الأسرى،وانها تعمل مع المجتمع الدولي لتحريرهم ممن وصفته بـ "الإرهابيين"، كما لم تقم وزارة الدفاع أبدا بأي عملية تساعد على إنقاذ أولئك الأسرى خصوصاً في بلدة "شولا" بريف دير الزور، حيث تم القبض على "زابولوتني وتسوركانو" في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقد أعقب ذلك السيطرة على دير الزور والميادين والبو كمال، التي كانت بمثابة عواصم غير رسمية لتنظيم الدولة (داعش)، وفقا للتقرير.

ويذكر التقرير أن وزارة للدفاع الروسية كانت قد أعلنت في 6 كانون الأول، أن سوريا باتت خالية من داعش، وبعد 10 أيام من الإعلان التقت قناة TVRain (تي في راين) الروسية المستقلة مع والدي "غريغوري تسوركانو" وأجرت مقابلة مطولة معهما، حيث أكدت والدة (غريغوري) في مقابلتها أنه وعلى إثر نشر الفيديو لأبنها بيد داعش، قام مسؤولو شركة Wagner PMC (فاغنر بي أم سي)، وهي شركة عسكرية خاصة مسؤولة عن تأمين مرتزقة للقتال بحرمان أهل (غريغوري) من الاتصال بالصحافة، كما حاولوا قاموا اقناع والدي (تسوركانو) بأن الأسرى بيد داعش تم إنقاذهم، ولا حاجة لنقل الموضوع إلى وسائل الإعلام، ولكن قبل يومين من إعلان المسؤولين العسكريين الروس هزيمة داعش الكاملة في سوريا، زار والدا (غريغوري)، أحد موظفي شركة الخاصة Wagner PMC والذي أخبرهم، أن ابنهما توفي متأثرا بجروح هو والأسير الأخر "رومان زابولوتني".

ويوضح تقرير "فريق مخابرات الصراع"، أن ما يسمى Wagner PMC عبارة عن وحدة غير رسمية شبه عسكرية (على الأرجح غير قانونية بموجب القانون الروسي)، قاتلت في شرق أوكرانيا وسوريا، يديرها (إيفغيني بريغوزين) الحليف القومي لبوتين، والذي يدير "مصنع القديس بطرسبرج" أيضاً. ووفقا لتقرير وكالة "أسوشيتد برس"، فإن الآلاف من مرتزقة (فاغنر) يقاتلون في سوريا، وقد قتل العشرات منهم.

وعلى ما يبدو أن قصة مرتزقة (فاغنر) الذين أسرهم داعش وأعلنت شركتهم أنهم لقوا حتفهم، ومن ثم كُشف على أنهم أحياء (إضافة إلى المحادثات الجارية لإطلاق سراحهم) ليست فريدة من نوعها منذ بدء التدخل الروسي في سوريا، كما يوضح التقرير، حيث يؤكد "الفريق"، أنهم اتصلوا بأقارب مرتزقة روس بشكل متكرر وحاولوا معرفة ما حدث لهم، حيث أكدت شقة مرتزق روسي إن شقيقها كان مرتزقا في (فاغنر)، وفقد أثناء قتاله في سوريا، بعد تاريخ (30 أيلول 2015).

وأرسلت شقيقة (كاشمازوف) صورة لنصب تذكاري، نشرته إحدى المدونات التي تقوم بنشر البروباغندا الروسية الرسمية، حيث تحتوي على أسماء لمرتزقة قتلوا أيضاُ في أوكرانيا الشرقية، من بينهم مرتزق كان ضمن وحدة انفصالية تدعمها روسيا، تدعى (باتريوت) تقاتل في أوكرانيا، وكان قد أنضم لاحقا إلى (فاغنر) وقتل في 8 سبتمبر.

وتؤكد شقيقة (كاشمازوف) محاولات اكتشاف مصير شقيقها، بعد شهرين من فقدان الاتصال معه، حيث ذهب أقاربه إلى قاعدة (فاغنر) في مولكينو، وقد أخبرهم ممثلو الشركة، أنه قتل على يد إرهابيي داعش في أواخر سبتمبر وحرقت جثته.

ومع ذلك، رأى أقارب "كاشمازوف" العديد من التناقضات في القصة التي قدمها لهم ممثلو شركة "فاغنر"، لعدة أسباب، أولها أنهم قالوا، إن (كاشمازوف) قتل في 28 سبتمبر (في نفس اليوم الذي اسر فيه كلاً من تسوركانو وزابولوتني، وفقا لنشرات داعش الإعلامية)، غير أن أقارب (كاشمازوف) كانوا على اتصال به في 30 سبتمبر/أيلول أي بعد يومين من كلام ممثلي شركة فاغنر. 

والسبب الثاني، هو أن الأشخاص الذين قتلوا، تم تسجيل أسمائهم في النصب التذكاري في أيام مختلفة، بالرغم من تأكيدات (فاغنر) أنهم أعدموا جميعاً في نفس اليوم، وثالثا، زعموا أن الإرهابيين أحرقوا الجثث، وهذا هو السبب في عدم إمكانية تقديمهم إلى الأقارب، ومع ذلك، فإن جثث العديد من الأشخاص المدرجين في النصب التذكاري أعيدوا إلى روسيا ودفنوا فيها.

وترك أقارب (تامرلان كاشمازوف) انطباعا بأن قادة (فاغنر) لم يكن لديهم أدنى اهتمام بمصير المرتزقة الذين فقدوا في القتال؛ وينوه التقرير إلى أنه "لا أحد من أقارب تامرلان يصدق قصة الإعدام، والتي لم يعلموا بها؛ إلا عندما جاؤوا إلى قاعدة (فاغنر) في مولكينو بمفردهم، بعد ما انقضى ما يقارب الشهرين على وفاته أو إعدامه المزعوم".

يشار إلى أن فلاديمير بوتين، قد أعلن قبل أسبوع أن العملية الروسية في سوريا انتهت، وأن القوات سيتم سحبها، ولذلك ليس من الواضح ما هي القوات أو الوحدات (إن وجدت) التي ستقوم بعمليات الإنقاذ أو البحث عن جثث المرتزقة الروس الذين قتلوا في سوريا لإعادتهم إلى ديارهم.

رابط التقرير الأوكراني:

https://citeam.org/families-of-russian-mercenaries-killed-in-syria-left-in-the-dark-about-their-loved-ones-fate/

التعليقات (1)

    احمد

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    هؤلاء المرتزقة ليسوا جنودا لروسيا بل العقول المدبرة لداعش . فالحجرة تسقط عصفورين بهده المعلومة حيث انهم اي الروس يشرعنون تواجدهم بسوريا اولا و قبل كل شيء و بعدها فان الراي العام يتخبط في كشف حقيقة الروس و استعطافهم عوضا عن البحث دقيقا في ملابسات استعمال داعش .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات