عن صورة أبي خليل القباني ومفآجات "العيار الثقيل"!

عن صورة أبي خليل القباني ومفآجات "العيار الثقيل"!
كتبت منشورا على صفحتي على الفيسبوك، عن أهمية متابعة البحث في حياة فناني سوريا الكبار أمثال (بو خليل القباني) و(أسمهان) وضرورة تحديث معلوماتنا القديمة عن هؤلاء وغيرهم في ضوء ما ينشر عنهم من قبل باحثين ومهتمين فأرسل إلي د. سليمان عبد النبي صاحب موقع (التاريخ السوري المعاصر) وهو موقع قيد الإطلاق، رسالة خاصة يقول فيها: "اطلعت قبل قليل على منشورك الأخير الخاص بموضوع القباني، هل تعلم صديقي أن الصورة المتداولة له ليس له، بل لشخص آخر".

وأرفق د. عبد النبي رسالته برابط من موقعه يستشهد فيها بكلام فيسبوكي للمخرج البعثي (عجاج الحفيري) الشهير بـ (عجاج سليم)، يقول فيها:

  "الصورة الوحيدة الحقيقية لرائد المسرح السوري أبو خليل القباني…أما الصورة المعروفة والمنتشرة سابقا على انها للقباني فهي للراحل نجاح المرادي وضعها المخرج الفنان أسعد فضة في عرضه سهرة مع أبي خليل القباني. وهذه الصورة القباني هي الوحيدة وتم التقاطها له في شيكاغو عندما شارك مع فرقته المسرحية وقدم عروضه هناك".

وقد سبق أن قرأت كلاما يشكك في صورة أبي خليل القباني في مقال (البحث عن أبي خليل القباني) للمخرجة إيناس حقي، التي أخرجت مسلسلا عن القباني كتبه الروائي خيري الذهبي، وتقول في هذا المقال الذي نشرته على مدونتها الشخصية عام 2013: "بدأ تصوير المسلسل، ومع بداية العمل، فجر أحد الممثلين وهو الفنان نزار أبو حجر مفاجأة من العيار الثقيل، إذ أقسم أن الصورة المعلقة في مسرح القباني، وهي الصورة المشهورة والوحيدة لأبي خليل، ليست له، وإنما هي صورة صورت على عجل لضرورات افتتاح المسرح، لم أستطع التأكد من هذه المعلومة، ولكنني حين أنهيت التصوير حكيت هذه القصة للصديق علي سفر، فاهتم جداً، وحاول أن يتأكد، وجل ما استطعنا الحصول عليه فيلم وثائقي عن معرض شيكاغو، تمر فيه لمدة بضع ثوان صورة لفرقة المسرح العربية التي قدمت إلى المعرض، ولم يكن فيها أي رجل يشبه أبا الخليل المعلق في المسرح وفي وجداننا، الصورة كانت تحتوي رجلاً أشقر بعيون فاتحة، نصف مستلق على الأرض، تحيط به فرقته المسرحية، وله لحية شعثاء، ولكنه يرتدي ملابس أبي خليل التي نعرفها نفسها".

طبعا قسَم الممثل نزار أبو حجر لا قيمة له، إلا بالنسبة لمن يثق بأكاذيب الممثلين الذين يشعرون أن الزمن لم ينصف مواهبهم العظيمة، فيحاولون تفجير مفاجآت من العيار الثقيل كي يبهروا المخرجين الذين يعملون معهم لأول مرة باطلاعهم وثقافتهم، فيحجزون أدوارا لهم في أعمالهم القادمة.. ذلك أن الصورة المتداولة لأبي خليل القباني منشورة مرارا في الصحافة المصرية، وآخر مرة نشرت فيها هي في مجلة القوات المسلحة عام بتاريخ (1/4/1958) أي قبل افتتاح مسرح القباني بدمشق في الستينيات كما يزعم نزار أبو حجر، وقبل أن يكتب سعد الله ونوس مسرحيته (سهرة مع أبي خليل القباني) التي صدرت عام 1973 و التي أخرجها أسعد فضة عام 1975.

 

أما الفنان نجاح المرادي، الذي كان قد كتب مقالة عن أبي خليل القباني في العدد الخاص عن المسرح من مجلة (الآداب) الصادر عام 1953 فكل الفنانين القدامى يعرفون صورته لأنه توفي في العقد الأول من القرن الحالي، وكان آخر ما أنجزه الأعداد الدرامي لمسلسل (الخوالي) الذي عرض عام 2000 والكل يعرف صورة وشخص نجاح المرادي وأنا شخصيا التقيت به مراراً خلال عملي الصحفي، وقد سبق لحفيد أبو خليل، د. صباح قباني أن ظهر في الثمانينات في برنامج (العرب والموسيقى) الذي كان يعده ويقدم د. سعد الله آغا القلعة في التلفزيون السوري، وعرض نفس الصورة المتداولة، < رابط البرنامج موجود على اليوتيوب> والمعروف عن د. صباح ولعه الشديد بالتوثيق ودقة المعلومة والصورة التي يقدمها..  ولو كانت الصورة للفنان نجاح المرادي كما يزعم عجاج الحفيري لكان أشار إلى ذلك، والمرادي كان حيا يرزق!. 

ناهيك – أخيراً – عن تأكيدات الباحث تيسير خلف، الذي أنجز كتابين هامين قيد النشر عن أبي خليل القباني، يكشفان الكثير من الحقائق الهامة المقرونة بالصور والوثائق، أن الصورة المتداولة للقباني صورت له في مصر، وكانت موجودة بحوزة الرائد المسرحي زكي طليمات، ناهيك عن تشكيككه بالصورة التي نشرها عجاج الحفيري معتبرا انها ليست له! 

كفوا عن الهبل والعلاك... وانطلقوا لتثبت الحقائق وإغنائها بدل العبث الصبياني بها!. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات