"انتفاضة صنعاء".. انقلاب على الانقلاب وإنهاء لنفوذ طهران!

"انتفاضة صنعاء".. انقلاب على الانقلاب وإنهاء لنفوذ طهران!
مثّل التحالف بين قوات رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثيين في اليمن "صدمة" لكثير من المراقبين الذين شهدوا تحالفاً "غريباً" بين جهتين لطالما ناصبت كل منهما الأخرى العداء، وخاضوا فيما بينهم 6 حروب في معاقل سيطرة الحوثيين شمالي اليمن.

وبعد نجاح الثورة اليمنية في الإطاحة بالنظام السابق، "قفزت" طهران إلى الواجهة لتعقد "تحالفاً مصلحياً" بين ميليشيات الحوثي، ذراعها العسكري في اليمن، وقوات الرئيس صالح، للانقضاض على نتائج الثورة اليمنية وضم صنعاء إلى حلف العواصم الإيرانية.

انفراط التحالف

يبدو التحالف القائم منذ 3 سنوات بين الحوثيين وصالح قد "انفرط" مع تبادل الطرفين الاتهامات واستمرار المواجهات الدامية في صنعاء، وإعلان صالح استعداده فتح "صفحة جديدة" مع التحالف، الذي رحب بذلك.

وتبادل الطرفان الاتهامات إثر وصول الخلافات السياسية بين الجانبين إلى مواجهات عسكرية مباشرة، حيث اتهم الحوثيون صالح "بالانقلاب على الشراكة" معهم "والانتقال إلى "المعسكر الآخر" وتوجيه "خناجره المسمومة للطعن في الظهر"، حسب تعبيرهم. 

بالمقابل، حمل صالح بعنف على الحوثيين ودعا اليمنيين "إلى أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن الثورة والوحدة والحرية". كما اتهم الحوثيين بـ"العبث بمقدرات الشعب"، مطالباً القوات المسلحة والأمن بعدم تنفيذ أي تعليمات من الحوثيين.

وتحالفت قوات صالح، رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، مع ميليشيات الحوثيين المدعومين من طهران منذ 2015 في مواجهة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الذي تدخل في اليمن دعماً لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.

صالح، كان قد أبدى استعداده لفك التحالف مع ميليشيا الحوثيين في حال استمرت الخلافات معهم، في شهر آب أغسطس الماضي، داعياً في الوقت ذاته، أنصار حزبه (المؤتمر الشعبي العام) إلى الابتعاد عن محاولات جرهم إلى العنف.

وأقر صالح حينها، في كلمة نقلها موقع "المؤتمر نت" الناطق بلسانه حزبه، بوجود خلافات عميقة تجمع حزبه مع حلفائه، داعيا العقلاء والشخصيات السياسية لإزالة "سوء الفهم" والابتعاد عن التوتر".

جدير بالذكر أن حزب المؤتمر تأسس في 24 أغسطس/آب 1982، على يد صالح، بعد 4 سنوات من تقلده حكم اليمن، وظل الحزب الحاكم طيلة العقود الماضية للبلاد حتى الإطاحة به عام 2011، في ثورة شعبية.

وجراء تحالف صالح مع "الحوثيين"، تم اقتحام العاصمة وعدد من المحافظات في 2014، وانقسم الحزب إلى شقين، أحدهما يؤيد الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحزب وأمينه العام، والآخر ما يزال يقوده علي عبد الله صالح.

وفي خطاب موجه للجوار الإقليمي، دعا صالح "الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم وأن يرفعوا الحصار وأن يفتحوا المطارات"، مقترحاً "فتح صفحة جديدة معهم" والتعامل "بشكل إيجابي" و "سنتحاور مباشرة كسلطة شرعية ممثلة بمجلس النواب".

بالمقابل، رحب التحالف، بقيادة السعودية، بدعوة صالح إلى فتح صفحة جديدة. وكتب في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن "استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية (...) التابعة لإيران"، في إشارة إلى ميليشيات الحوثيين. 

كما رحبت الإمارات بهذه التطورات، وحيا وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش على تويتر ما وصفها بـ"انتفاضة صنعاء" التي قال إنها ستعيد "شعب اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي".

وشكل صالح والحوثيون حكومة موازية في صنعاء رغم اختلافهم على تقاسم السلطة منذ أشهر، الأمر الذي أجج التوتر بين الجانبين بعد أن اتهمهم صالح بالسعي إلى احتكار السلطة، فيما نعته الحوثيون بالغدر لاشتباههم بأنه يجري اتصالات مع السعودية.

دلالات التوقيت

ما من شك ان تحالف المصالح بين قوات صالح وميليشيات الحوثيين كان معرضاً للانهيار في أية لحظة، نتيجة ترسب العداء التاريخي بين الجانبين، ورغم صموده 3 سنوات في مواجهة الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف العربي، إلا أن توقيت "انتفاضة صنعاء" التي ظلت عصية على الهجوم من قبل القوات اليمنية، رغم الدعم الجوي، لأسباب جغرافية وديمغرافية، يندرج في سياق حصار النفوذ الإيراني في المنطقة، وتحجيمه.

وبصرف عن النظر عن جدية الخلافات بين صالح والحوثيين وحقيقتها، فإن من الواضح ألا مكان للمصالحة بين الطرفين بعد تطور الاشتباكات الأخيرة، وأن تصفية النفوذ الإيراني في المنطقة، انطلاقاً من اليمن، يأخذ في الحسبان "انتزاع" الأوراق الإقليمية التي لطالما تغنى قادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بامتلاكها من صنعاء إلى بغداد، ومن دمشق إلى بيروت.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات