كيف شكّلت روسيا وفد الهيئة العليا للمفاوضات؟

كيف شكّلت روسيا وفد الهيئة العليا للمفاوضات؟
تلتئم (غداً الثلاثاء) عقد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، برعاية الأمم المتحدة، وسط آمال من قبل المنظمين بالتوصل لتسوية سياسية قبل الانتقال إلى "مسار سوتشي" الذي يبدو أن توافقاً دولياً حول عقده بات "معلناً" و"واضحاً".

انعقاد الجولة 8 من مباحثات جنيف التي لم يتمخض عنها شيء (حتى الآن)، يأتي بعد انفضاض مؤتمر الرياض 2 وما نتج عنه من تشكيل وفد جديد للمعارضة السورية لم تخل من استقالات وانسحابات شهدتها أروقة المؤتمر في الرياض.

وفد الهيئة العليا للتفاوض يضم تيارات "معارضة" برئاسة نصر الحريري المحسوب على الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وثلاثة نواب هم جمال سليمان وخالد المحاميد وهنادي أبو عرب. 

ونقلت وكالة سبوتنيك عن المكتب الإعلامي للهيئة أن نصر الحريري، هو المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، مشيرة إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات سوف تدمج منصبي رئيس الوفد المفاوض والمنسق العام للهيئة العليا في منصب واحد. 

كما تم الاتفاق على الهيئة التفاوضية لمحادثات جنيف من 36 عضواً بينهم 8 لمنصتي القاهرة وموسكو، وتخفيض العدد الإجمالي لها من 50 إلى 36 "بشكل توافقي حتى يكون أكثر فعالية".

حرق الوجوه والأوراق

على الرغم من "الزوبعة الإعلامية" التي أثارها "قدري جميل" رئيس منصة موسكو في مؤتمر الرياض2، وإعلان انسحابه من المؤتمر، إلا أن أفراداً من منصته أصرت على المشاركة، ونالت حصة من 4 أشخاص ضمن وفد الهيئة العليا للمفاوضات. ويبدو أن "جميل" استقرأ ما قد ينتج عن المؤتمر من قرارات بخصوص تشكيل الهيئة، وقرر الاحتفاظ بنفسه لمرحلة تشكيل "الحكومة الانتقالية" إذ نص البيان الختامي على أنه لا يحق لأي من أعضاء الهيئة المشاركة بأي منصب في الحل السياسي مستقبلاً، وبعبارة أخرى اختار "جميل" "عدم حرق نفسه" في الوقت الراهن بانتظار مسار سوتشي وجنيف وما قد ينتج عنه من تشكيل "حكومة انتقالية".

تفاؤل مريب!

تأمل الأمم المتحدة بأن يشكل وجود وفد موحد للمعارضة السورية للمرة الأولى، بحسب صحيفة الحياة اللندنية، فرصة لإنجاح هذه المفاوضات التي سبق أن أخفقت في التوصل إلى تسوية. 

وأشار المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي يصف نفسه بأنه "متفائل دائماً"، إلى وجود تقدم تدريجي حتى حينما يتحدث آخرون عن "طريق مسدود" بسبب الهوة بين مطالب النظام وحلفائه والمعارضة وحلفائها. 

ويرى دي ميستورا أن مطلب "الهيئة العليا للمفاوضات" الممثلة أطرافاً واسعة من المعارضة السورية، رحيل بشار الأسد "قد لا يكون أمراً ممكناً"، لكنه أعرب عن أمله بأن تشكل الجولة الثامنة أول "مفاوضات حقيقية". 

وعقب لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة، قال دي ميستورا إن "العملية السياسية حالياً تتقدم فعلاً، وأعتقد أننا في الطريق، كما آمل، بتنفيذ بنود قرار مجلس الأمن الدولي 2254 لتحقيق تسوية سياسية في سوريا".

وفد الهيئة والإرادة الروسية

في الجهة المقابلة، يثير وفد الهيئة العليا للمفاوضات الكثير من التساؤلات حول "المهمة" الموكلة إليه في ظل اتضاح الغاية من مباحثات جنيف 8 وسوتشي بعد ذلك، لا سيما بعد حصول منصة القاهرة المقربة من النظام على منصبي نائبي رئيس الهيئة (جمال سليمان) و(خالد المحاميد المنشق عن منصة القاهرة والمعروف بمواقفه المشبوهة بخصوص الثورة)، وتخصيص 8 مقاعد لكل من القاهرة وموسكو من أصل 36، فضلاً عن 5 مقاعد "مستقلين" أي أن الشخصيات المعروفة بقربها من النظام لديها ما يقرب 13 مقعداً أو "ثلثاً معطلاً" لأي موقف أو قرار يمكن أن تتخذه الهيئة فيما يخص المفاوضات.

وتضم قائمة الهيئة 8 أعضاء من الائتلاف السوري و7 من الفصائل و8 من المستقلين و5 من هيئة التنسيق و4 من منصة موسكو و4 من منصة القاهرة.

في السياق ذاته، يبرز اسم نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة إلى جنيف الذي صرح أن "مطلب استقالة الأسد لن يطرح خلال هذه الجولة". وأنه سيتعين على طرفي المفاوضات تجاوز العقبة التي أدت إلى خروج محادثات سابقة عن مسارها وهي مصير الأسد، فضلاً عن الشبهات التي تدور هو مواقفه السياسية وحديث مراقبين عن استعداده للتفاوض على "أمور جوهرية" لم يسبق للوفد السابق أن طرحها للنقاش أو وافق عليها. وتبحث المفاوضات أربع قضايا هي الدستور والانتخابات والانتقال السياسي، والإرهاب.

وبينما اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن "أي تسوية سياسية في سوريا يجب أن تتم في إطار عملية محادثات جنيف للسلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة"، يرى مراقبون، بحسب الحياة، أن روسيا تحاول تشتيت الجهود السياسية الرامية إلى إيجاد الحل يقوم على مغادرة الأسد، من خلال إضعافها مسار جنيف وإيجاد مسار بديل.

وقال رمزي عز الدين رمزي، نائب المبعوث الأممي إلى سوريا إن محادثات جنيف ستركز على الدستور الجديد والانتخابات. وحضر رمزي اجتماعاً في فندق فورسيزونز في دمشق مع مسؤولين في النظام من بينهم نائب وزير خارجية النظام فيصل مقداد. وبعد الاجتماع، قال رمزي إن محادثات جنيف ستتناول الدستور الجديد والانتخابات والحكم ومحاربة الإرهاب، لكنها ستركز على الملفين الأولين.

التعليقات (3)

    علي

    ·منذ 6 سنوات 4 أشهر
    انا عندي امل انو هالمرا رح تتفق جميع المبعوثين وانشالله خير

    احمد

    ·منذ 6 سنوات 4 أشهر
    روسيا في ظل حكمها الراهن لن تتخلى عن مصدر من مصادر مداخيلها بشار الضبع . سواء تغيرت الهيئة ام لم تتغير . فالمفاوضات الحالية حسب ما تريده روسيا . و ان لم يعجبها الحال فسوف تخلق اجتماعات اخرى بمسميات مدن اخرى حتى تتوافق المخرجات مع مصالحها في سوريا . اللاعب الوحيد و الاهم حاليا و الدي يسيطر على الميدان هي روسيا و هي التي ستحدد معالم سوريا . اللهم ادا توحدت الفصائل الثورية على الارض و اعلنت حربها على روسيا علنا و بدون عودة الى الوراء هنا ستكون وستسمع الكلمة لاهلنا في الشام .

    ابو خليل

    ·منذ 6 سنوات 4 أشهر
    مسلسل جنيف سيطول مثل مسلسل باب الحارة حتى يصل الى 15-20 وستظل القضية معلقة ولن يكون هناك هيئة انتقالية وسيتم فرض حكومة وحدة وطنية على مقاس بشار الاسد وستطول الفترة الانتقالية لتبقي بشار الاسد اطول مدة ممكنة وستعود الامور في سوريا كما كانت قبل 2011 وستشتد القبضة الفولاذية على اعناق الشعب نقطة انتهى.
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات